الفصل الثامن عشر

5.2K 118 1
                                    


               الفصل الثامن عشر.....
قد نظن أن مفارقة الحياه هو الحل الوحيد لنهاية العذاب..نهايه الألم..نهاية الصراع الذى وجدنا أنفسنا خاضعين فيه لقانون الحياه...
قانون قواعده صارمة..غادرة..ولكن..من سيفوز نحن البشر أم قانون الحياه...!!!!!
*********************
يزيد بتوتر:أصل صبا..مش عارف حاجه خلى ماما بعد إذنك تنزل معايا بسرعه.
أيمن بتفاجأ:تنزل معاك فين يا يزيد الساعه 4الفجر.
يزيد بتوجس:بابا صبا اتصلت بيا وشكلها تعبانه تحت ومحدش حاسس بيها.ثم قال برجاء:أرجوك خلى ماما تلبس وتنزل معايا نشوف فى إيه!!
أيمن بسرعه:تعالى انا نازل معاك.
عائشه بعد أن خرجت من الغرفه قائله بخوف:أنا لبست يالا يا يزيد استر ياللى بتستر
هبطوا للأسفل سريعا ليدق أيمن باب المنزل ليستيقظ الجد ومعه رحمه على أثر طرق الباب العنيف.
نظر الجد لرحمه بإستغراب لترتدى رحمه حجابها فى حين توجه الجد لفتح الباب
بمجرد أن فتحه اندفعت عائشه للداخل بهلع بينما قال أيمن بقلق:بابا صبا تعبانه.
الجد بخوف:ازاى..لم يكمل كلامه ليسمعو عائشه تقول بصوت عالى:أيمن بسرعه،دورو العربيه لغايه ما البسها حاجه.
دخلت رحمه معها لتشهق من منظر صبا وهى جاسيه على السرير والدم منسحب من جسدها وشفتيها ملونه باللون الأزرق ويبدو عليها انها بارده كلوح الثلج
اقتربت منها ودموعها انهمرت بشده على وجنتيها.
قالت عائشه بقلق:تعالى ساعدينى بسرعه يا رحمه.
البسوها ثيابها ليخرجو ليعلم يزيد انهما قد انهتا مهمتهما ليندفع للداخل سريعا ويجدها بهيئتها تلك إقترب منها سريعا وحملها بدون أدنى تردد فوجد جسدها باردا جدا ووجهها شاحب كالأموات.
خرج بها وفى أثناء طريقه لوضعها فى السياره،فتحت عينيها بوهن وأمسكت التيشرت الذى يرتديه بضعف وقالت بصوت منخفض:يزيد.متسبنيش أرجوك..
نظر لها ليجد دموعه قد انهمرت قلقا عليها ولم يستطع الرد عليها.
فتح له أيمن السياره ليضعها بالكرسى الخلفى وكانت ستجلس عائشه بجانبها إلا أن صبا لم تترك تيشرته كأنها تقول لهم:اتركوه معى ولو للمره الآخيره.
ليقول أيمن بغصه فى حلقه:أقعد جمبها يا يزيد.
جلس لتضع رأسها على كتفه،بينما جلست عائشه بجانب أيمن فى الأمام.
قال الجد بشبه بكاء:أنا لازم اجى معاكوا.
أيمن بنهى:لا.خليك يا والدى مع رحمه والأولاد لحسن هما لوحدهم فوق.
انصاع الجد لطلبه على مضض ومن ثم توجهو للمشفى.
كانت عائشه تبكى على ما حدث بينما ايمن يسوق السياره بذعر وخوف بينما قالت صبا بضعف:يزيد،خلى بالك من آدم.خلى بالك من ابننا
ومن ثم نزلت منها دمعه ساخنه ملتهبة على وجنتها الباردة وأكملت بوهن:أنا مسمحاك،أنا مقدرتش أنساك.
قال أيمن وهو ينظر لها من مرآه السياره الأمامية:إنتى هتبقى بخير والله.متقوليش كده تانى يا حبيبتى ياااارب.
كان يزيد يتابع تقاسيم وجهها التى تتغير من حين لآخر الناتجه عن ألمها،لا يعلم لم جاءت له صوره مشوشه لفتاه قد تكون فى السادسه او السابعه عشر وهى نائمة على سريرها ونفس علامات الألم على وجهها.
قال يزيد لها بحزن وبكاء:سامحينى أنا يا صبا،أنا آسف لأنى عملت فيكى كده.أنا السبب فى اللى إنتى فيه.بس مش هتموتى لأنك هتعيشى علشانى وعشان ابننا وعشانا كلنا مش كده.
ابتسمت إبتسامه مؤلمه وقالت كأنها قد تكون كلماتها الآخيره:بجد يا يزيد.انتا هترجعلى تانى.بس خلاص أنا هموت.قالت بضعف شديد الشهادتين وهى تبكى بحزن وألم.
لتصرخ عائشه قائلة ليزيد:يزيد متخلاهاش تغمض عينيها؛خليها معاك كلمها وطمنها،استر يارب استر يارب.
كانت تذهب فى عالم اللاوعي لدقائق لتعود مره آخرى لهم.كانت تعتقد أن تلك سكرات الموت وأنها بعد ثوان ستذهب وتترك تلك الحياه المؤلمه والجارحه وستذهب لمكان ليس فيه ألم وحزن ولكن هل سيحدث ذلك وتكون تلك النهايه...
*********************
فاطمه بلهفه:بجد يا رفيده.
رفيده بضحك:آه والله الدراسه بعد شهر بالضبط من دلوقتى.
فاطمه بإرتياح وسعاده:الحمد لله.
رفيده بخبث:هنيالو يا بطه.
فاطمه بغضب طفولى:اسكتى بقا يا رفيده الله.هو أنا كل ما اكلمك تحرجينى كده.
رفيده:ههههه لا.بس انا كان نفسى أشوف سعادتك ديه،بس أنا حاسه بفرحتك،يارب دايما كده يا فاطمه.
فاطمه بتأمين:يارب يا رفيده.ثم أردفت بتساؤل:أخبار النونو معاكى ايه!
رفيده بسعاده:تمام الحمد لله تعبنى شويه،بس كله فدا النونو.
فاطمه بدعاء:تقوملنا بالسلامه يا حبيبتى وتجيبلنا أحلى بيبى.
رفيده:يارب.أنا هقفل بقا علشان عابد جه ونفطر.
فاطمه:بالهنا والشفا سلام.
رفيده:سلام..
أغلقت هاتفها لتقول بإبتسامه حالمه:يارب يبقى محمود من نصيبى يااارب...
*******************
يزيد بإبتسامه:صبا.آخييرا الحمد لله فقتى.
أغمضت عينيها تظن انها معه فى مكان آخر هما معا فقط ويزيد حبيبها قد عاد لها.تخاف من أن تفتح عينيها لتدرك أن ذلك لم يكن إلا سوى حلم وما قاله كأن لم يكن..
قال أيمن بإرتياح:طب حركى حتى ولو صباع واحد نطمن عليكى..
تسمع صوت أيمن لتدرك انها مازالت حيه لتحرك اصبعها الخنصر.
سمعت صوت رجل لم تسمعه من قبل يقول بطمأنينه:الحمد لله كنا فين وبقينا فين.كده انا اطمنت عليها تقوملكو بالسلامه إن شاء الله.
أيمن بتحميد وشكر:الحمد لله،شكرا يا
دكتور.
الطبيب:ممكن بس تيجى يا استاذ أيمن
الطبيب بتساؤل:أستاذ أيمن هو فى حاجه دايقتها!!
اجابه أيمن قائلا بقلق بدأ يغزو قلبه مره آخرى:لأ؛ ما اعتقدش لأنها كانت معانا امبارح وبتضحك.
الطبيب بأسى:يبقى أكيد مش منتظمة على ادويتها علشان كده حصلتلها انتكاسه،لازم تقنعوها إنها تعمل العمليه ديه،لأن كل مدى بتتعب اكتر.
أيمن بخوف وترقب:يعنى ايه،امال العلاجات ديه بتعمل إيه ادامها بتتعب اكتر.
الطبيب موضحا:الأدوية ديه لازم تكون بتاخدها بإستمرار والواضح دلوقتى إنها بقالها فتره مش بتاخدها،ولو استمرت على الوضع ده يبقى لازم تعمل العمليه وطبعا تبقى نفسيتها مهيئه ليها،هى جاتلنا وهى فى الآواخر إحنا حاولنا بقدر الإمكان إننا نلحقها بس منعرفش المره الجايه هنقدر نلحقها ولا لأ.
أيمن:شكرا يا دكتور.
الطبيب بأمل:هتقوملكو بالسلامه إن شاء الله.
أيمن بشبح ابتسامه:إن شاء الله،شكرا يا دكتور مره تانيه.
الطبيب:الشكر لله ده واجبى بعد إذنك..
********************
جلس على الكرسى الأقرب له وهو يفكر فيما سيحدث فى المستقبل،ايعقل أنها قد تكون حزنت بسببه،لكن كيف والإبتسامه لم تغادر شفتيها أمس.ظل يدعو الله أن يحميها ويحفظها من كل سوء.
كانت عائشه تجلس بجانب يزيد الذى كان جالسا شاردا
عائشه بتساؤل:يزيد،انتا كلامك اللى قلته ده مش حقيقى صح،وليه بكيت إنت افتكرت حاجه ومش عايز تقولى.
نظر لها يزيد ليصمت قليلا ثم يقول بتذكر:أنا جاتلى صوره لبنت كانت تعبانه ونفس التعب ده وانا كنت معاها،تفتكري يا ماما ان البنت ديه تكون هى!!
عائشه بترقب:يمكن لأنها تعبت مره التعب ده وهى فى الإعدادى،يزيد انت كده بتتذكر لما يحصلك نفس الموقف اللى حصل فى الماضى،بس هو انتا لسه مش متذكر سبب الطلاق!!
يزيد بحزن وألم:لأ،أنا مش متخيل إنى أكون ظلمتها فى حاجه يا أمى،أنا بخاف أكون ظلمتها.
عائشه سريعا:لأ يا حبيبى،إنت عمرك ما تعمل كده.
يزيد وهو يتذكر صور زفافهما وابتسامتها وهى تنظر لها بسعاده وفرحه:مش عارف،بس أكيد لو انا عملت حاجه هاخد جزائى..
*********************
دخلت سحر غرفه هشام فلم تجده فاستغربت من أن يكون قد ذهب للعمل بعد تعب أمس!!
ذهبت لغرفه عاصم لتجده غارقا فى النوم،ايقظته بحنان قائله:يلا يا عاصم أصحى احنا بقينا الظهر.
عاصم بنعاس:حاضر هقوم أهو.
قام لتسأله بإستنكار:عاصم هو هشام قالك إنه هيروح المستشفى النهارده او حاجه،اصل مش معقوله يكون راح فى يوم زى ده!
التفت لها عاصم قائلا بإستغراب:لأ مقليش،أنا هتصل بيه.
وبالفعل إتصل به لياتيه قولا"الهاتف مغلق أو غير متاح"عاصم وهو ينظر لها:التليفون مغلق.
سحر بقلق:أنا قلبى مش مطمن عليه،بقالو كام يوم متغير.
عاصم بمرح وهو يحاول أن لا يتسلل القلق لقلبه كما تسلل لوالدته:هو ده قلب الأم،أى آه ولا حزن هتقولى مش مطمنه.
نكزته سحر بكتفه ليتأوه وهو يضحك وقالت بإبتسامه ونبره تحمل بداخلها القلق والخوف:لما تبقى أب هتعرف إن مهما خوفت على ضناك قلب الأم هو اللى بيحس اكتر...
*****************
فراقك مؤلم ونسيانك موجع وقربك اهانه فماذا أفعل أيها القلب العنيد الذى لا يأبى الخضوع للواقع المرير.او تعلم أنك قلب من حديد تتحمل ما لا يتحمله بشر،انك تعلم أن الحب أنواع وطرق مختلفه توصلك له،لكنك تعشق التحدى والمجازفه،ولتعلم أن نهايتك إقتربت لا محاله لأن جسدى وعقلى لم يستطيعا الصمود مثلك أكثر من ذلك؛بكل ما واجهناه من ألم أنت الوحيد الذى ثابرت لكى تبقى وتعيش ولكى أسمع دقاتك داخل صدرى،لكنى أكره الألم والحزن ألم تكره مثلى بعد!ألم تشعر بأن ليس هناك أمل!،قال لى أنه لن يتركنى وسيعيدنى إلى كنفه لآتفاجأ بأنها لم تكن إلا..شفقه...!!!!
أهذه نهايه صبرى عليه شفقه وحسره.عذرا أيها القلب لكنى سأقتلك بدم بارد بدون رحمه حتى انتقم منه،أنت الوحيد الذى تمنعنى من انتقامى لكن ليس بعد الآن فمنذ الحين العقل سيبقى المسيطر لا أنت أيها الضعيف المريض...!!!!!
***********************
استيقظت لتجد جدها ورحمه وأيمن بجانبها.
استقبلتها بسمه جدها وأيمن الذى بدت الفرحه ظاهره على وجوههم.
نظرت لأيمن لتقول بتساؤل:بابا،آدم فين عايزه اشوفه.
أيمن:حاضر هجبهولك.
خرج ليجد يزيد بجانبه رنا وأحمد يلعبان مع آدم الصغير الذى تعلو ضحكاته بطفوله.
قال أيمن براحه:فاقت وعايزه آدم.
رنا بسعاده:بجد..!!
اندفعت بسرعه للداخل مع آدم وأحمد ليقول يزيد لوالده:بابا انا آسف.
أيمن بدهشه:بتتأسف على ايه!
يزيد بعدما طأطأ رأسه أرضا:على اللى بيحصل بسببى.بس والله صدقنى انا ندمان على أى حاجه عملتها فى الماضى اللى انا مش متذكره،محدش عارف إنى من ساعه اليوم اللى قلتلى إنها مش هتسمحنى فيه وأنا بتعذب علشان عايز أعرف أنا عملت إيه علشان أصلحه،ثم مط شفتيه بحزن:بس مش بإيدى،قولى يا بابا أعمل ايه علشان ترضى عنى.
أيمن بحنان ولكن يشوبه نبره قسوه:تبعد عنها يا يزيد.
هكذا هو شعوره المتضارب بداخله ما بين حنان الأب وما بين وصيه آخيه على طفلته التى لقت من هذه الحياه صفعات لم يقدر قلبها عليها لتخر مريضه.
يزيد بصدمه:ازاى!
أيمن بخشونه:إنك تسافر تكمل تعليمك ومترجعش مصر إلا لما تخلص علشان تعرف إنك مبقتش ليها وتتقبل الأمر الواقع وتعيش حياتها كأى إنسانه طبيعيه.ثم أردف بتساؤل....
أيمن بتساؤل:إنت عملتلها إيه علشان تتعب مره واحده كده!.
يزيد سريعا:والله ما عملت لها حاجه؛ثم أكمل قائلا:أنا طلبت منها ألبوم الصور بتاع آدم،بس كده.
أيمن بشهقه:البوم الصور بتاع آدم.
يزيد بإستغراب:فيه إيه يا بابا،أنا عملت حاجه غلط،ده ابنى وانا مطلبتش حاجه حرام.
أيمن بغضب يحاول كتمانه:إنت بوظت الدنيا،اعرف انك الوحيد اللى السبب فى تعبها.
فقد تماسكه ورمى بحزنه جانبا،حاول جاهدا بأن لا يفقد أعصابه على والده ولكن صبره وألمه أبى ذلك ليقول بإنفعال:هو أنا ليه مفيش حد حاسس بيا،كل حاجه هى؛حتى ابنى اتحرمت منه،أنا السبب ليه فى تعبها،هى الكل فى الكل،انا بحس اوقات انى مش ابنك،حرام بجد انا مبقتش مستحمل،قولتلى أسافر وأبعد عنها نهائى مع إنى كل ده هابعد عن الناس اللى مش فاكرهم ولكنى عايش معاهم لأنى مليش غيرهم،ومرفضتش وقبلت،بس أنا مش هقدر أستحمل قسوتك ديه عليا،أنا هريحك يا بابا ومش هتشوف وشى ده تانى.
خرجت عائشه والجد على صوته العالى
فى ممر المشفى،لم يجدو فرصه لفهم شئ إلا أن عائشه رأت يزيد بعيون محمره مثل الجمر بها تلمع الدموع المحبوسه ومكورا قبضه يديه بعصبية ففهمت أن هناك خطبا ما.
قالت عائشه بقلق:فيه ايه يا أيمن!
نظر لها يزيد نظره متألمه ومن ثم فر من أمامهم بسرعه فلم يستوقفه أيمن مما صدم ذلك عائشه لتقترب منه وقالت بغضب:عملت ايه فيه يا أيمن رد عليا..!!!
أيمن بجمود:يزيد هيسافر.
عائشه بصدمه:هيسافر فين!
لم يرد عليها أيمن ليندلع الخوف فى قلبها لتذهب وراء ولدها لتفهم ما حدث.
الجد بتساؤل:فيه ايه يا أيمن!عملتله ايه!أيمن بحزن:هو السبب فى اللى حصلها ده يا بابا.أنا مبقتش عارف أقف فى صف مين صف أخويا ولا صف ابنى.
الجد:إنت بتقسى على ابنك،لغايه ما يضيع منك ومش هتعرف تخليه يرجعلك تانى يا ايمن،متكررش اللى حصل مع مجدى يا ايمن،بلاش..
*****************
#يتبع
فولو وكومنت متنسوش😀😊

حب تحدى الجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن