الفصل الثامن

7.3K 166 1
                                    

توجد أشياء فى حياتنا نعتقد أنها لا تهمنا ،
ليس لها الأولوية مثل باقى أجزاء الحياة لكن فى الحقيقة تكون تلك الأشياء هى الأهم والأفضل فى حياتنا ولكن ... قد ندرك ذلك بعد فوات الآوان ، وقد ندركها مبكرا ولكن .. بعدما تتركنا هى كأنها تقول لنا
" لن أبقى بعد الآن "
فما أقسى الجرح وقتها .. !!!!
_____________

سأل عمرو بحنان أبوى:
أد كده بتحبها ؟!!!
نظر محمود فى الفراغ أمامه وهو يجيب بشرود:
ده هى الهوا اللى بتنفسه..هى القمر وأنا النجم اللى قريب منه بس مش طايله..هى البحر وأنا الغريق اللى ممكن لو البحر مخلهوش يطفا على وشه كان زمانه مات .. !
حاول عمرو إخراجه من حالة الحزن الشديد
فقال له بتأكيد:
هكلمه ...
ثم استطرد متسائلا:
بس لو محدش ضغط عليها هتعمل ايه ؟!!
غمغم محمود بضيق وقال:
أنا بقى اللى هضغط عليها فى إنها ترجعلى لأنى من غيرها ولا حاجة...مجرد ورقة طايرة فى الهوا مش عارفه نهايتها ايه !!
حاول عمرو تنبيه بحكمة:
بس بالهداوة يا محمود..لأنها مش من
النوع اللى يتغصب على حاجة فاهمنى !!!
اومأ له محمود ليخرج بعدها من المكتب وأخذ يسير بسيارته على غير هدى ..
_____________

فى منزل هشام ...
كان سيذهب لعمله هذا اليوم متأخرا بعض الوقت ، ذهب ليتناول الإفطار وبعدما جلس تحدثت نرمين بخجل:
أبيه كا..
شعرت والدتها بخجلها ففضلت التحدث هى:
فى عريس متقدم لأختك يا هشام.
تهللت أساريره بعد مدة طويلة ، قبل جبينها بحنان وقال:
كبرتى و بقيتى عروسة.
خجلت نرمين من كلامه ولكنها سعدت عندما لقت منه هذا الترحاب ، ظنت أن أخاها بدأ يعود تدريجيا إلى ما كان عليه من ذى قبل ، أنهى فطوره ثم قام وقبل كف والدته الحنونة وجبين نرمين ، وجد عاصم وهو يخرج أشعث الشعر ويحك فيه بيد واحدة وهو يتثاءب:
صباح الخير يا أبيه ...
ثم أردف بإندهاش:
انت لسه ماروحتش المستشفى !!!
ضم هشام ما بين حاجبيه بتساؤل:
كنت عايز حاجة ؟!!
ارتبك عاصم وأجاب:
بصراحة يعنى بقى..أنا لقيت شغل وعايز أشتغل.
سأل هشام مرة أخرى بإنتباه:
شغل ايه يعنى !
أجابه:
واحد صاحبى شغال فى شركة ونزلوا إعلانات عمل وبصراحة بقى الشركة ديه لا تعوض...فأنا عايز أقدم فيها ها ايه رأيك يا أبيه ؟!
صمت هشام لوهلة يفكر ثم قال بترحاب:
أدام مش هتضر بدراستك موافق انت كده كده فاضلك سنتين وهيبقى عندك الخبرة التامة.
سرت نفسه فأخذ يهتف بسعادة:
ربنا يخليك لينا يا أبيه.
بعدها غادر هشام للمشفى حتى يباشر بعمله.
_____________

عادت فاطمة للمنزل لتتفاجأ والداتها برجوعها مبكرا عن الوقت الذى اتفقت فاطمة عليه معها ، فسألتها فردوس:
ايه يا حبيبتى انتى ما روحتيش النادى ليه ؟!
أجابت فاطمة بإرتباك:
آآآ..بصراحة بقى يا ماما محمود وقفنى وكلمنى إنى مش عايزه أكمل معاه ليه ؟!!
قالت فردوس بحنان:
تعالى يا فاطمة اقعدى جمبى.
انصاعت فاطمه لطلبها فجلست بجوارها لتربت والدتها على رأسها ، ثم نظرت فى عينى ابنتها لتحاول البحث خلف أسوارها عن أى شئ يريحها فسألتها:
انتى متأكدة من قرارك إنك مش هتكملى معاه ؟!
ارتسمت إبتسامة حزينة على محياها وهى تجيب:
أيوه يا ماما انا فكرت كويس ولقيتنا إننا مش مناسبين لبعض.
أخذت فردوس تنصحها بحكمة:
طب ممكن تفكرى تانى لأنى عرفت انو كلم باباه يكلم أبوكى ويشوف حد مننا ضغط عليكى ولا حاجة.
نظرت فى الفراغ لوهلة ثم نظرت لوالدتها وقالت أثناء قيامها:
ده قرار نهائى يا أمى ربنا يسعده بوحدة غيرى.
وسرعان ما ذهبت لغرفتها ، جلست على الكرسى الذى أمام التسريحة خاصتها ونظرت لنفسها فى المرآة فنزلت دمعة منها وأخذت مسار لها على وجنتها وقالت:
أنا آسفه يا محمود سامحني .. !
______________

حب تحدى الجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن