الفصل الثالث عشر

5.5K 133 3
                                    


           الفصل الثالث عشر...
نتألم عندما نرى من نعشقهم ليسوا معنا..نتألم عندما نعجز عن البوح عما فى داخلنا..نتألم؛فى لحظات إشتياقنا لهم ولا نستطيع حتى النطق بكلمه"أنا مشتاق"..نتألم ولا ندرى؛أنحن الذين نعجز عن الكلام،أم الكلام هو الذى يعجز عنا!؟يقولون أن لغه الصمت أفضل لغه للتعبير..فماذا لو عجز الصمت مثلما عجز الكلام......!!!!!
********************
.كان عاصم فى عمله ليأتيه صديقه فوزى.كان عاصم شاردا فى حال أخيه.وفى أى إتجاه يسير فيه على درب الحب.
قطع شروده كلام فوزى له:عاصم بقولك مش فى واحده جديده جت عندنا الشركه هنا.
عاصم بإستغراب:وفيها إيه يعنى!
فوزى:بقا متعرفش دى شروق بنت الأستاذ كامل صاحب الشركه.
عاصم:ممم.
فوزى بمرح:بس إنما إيه صاروخ.
عاصم بعصبية خفيفه:متحترم نفسك اعمنا ولا أقول لمودام..جنى باردو مش كده!!
فوزى:لا لا وعلى إيه يعنى أنا قصدى إنها ملتزمه ومركبه الوش الخشب للكل.
عاصم:ممم وفيها إيه باردو أكيد بنت محترمه..بقولك إيه أنا هفتان من الجوع تاكل معايا.
فوزى بموافقه:اوكى تعالى نروح المطعم الجديد اللى جمب الشركه.
عاصم:ماشى يلا يا أخويا...
************************
فتحت عينيها بصعوبه لتتذكر ما تلى على مسامعها لتنزل دموعها على خدها بغزارة.
نرمين ببكاء:خلاص يا حبيبتى إهدى.
صبا بصريخ:إزاى أهدى.ازاى.عملت إيه علشان يعذبنى بالطريقه ديه.جاوبينى.ثم أكملت بشهقه أحست أن روحها تخرج معها:ده...ده الوحيد اللى حبيته فى حياتى ليه بيعمل معايا كده.هو طلقنى علشان مكنتش خلفت لسه صح!ردى عليا يا نرمين.ذنب إيه اللى عملته فى دنيتي علشان استاهل كل اللى بيتعمل فيا..!!
خرجت نرمين سريعا لتخبر الجد وأيمن بحالتها هذه.
خارت قواها لتجلس على ركبتيها لتردد جمله"ده الوحيد اللى حبيته فى حياتى.ليه عمل فيا كده.ليه"
نرمين ببكاء:صبا صحيت ومنهاره ومش عارفه أعمل معاها إيه.
الجد بصدمه:يبقى عرفت.عرفت يا أيمن.إبنك ضيعها.ضاعت خلاص.
أيمن بنرفزه:أنا نفسى أعرف ليه عمل كده.ليه!!
الجد وهو يقوم:مش وقت أسئله لازم نلحقها قبل ما تعمل حاجه فى روحها.
صعدو لأعلى ليصطدمو بعدم وجودها.
وبعد ثوانى معدوده سمعو صوت محرك يدار لتنطلق السياره.
الجد بصعوبه:أيمن ألحقها.البت خلاص ضاعت.
جرى أيمن ليلحقها لكن لسوء الحظ كانت قد غادرت...
********************
أدهم:رحمه يا رحمه مش كفايه نوم يا حبيبتى.احنا بقينا العصر.
رحمه بنعاس:أعمل إيه يعنى لازم تستحملنى انا وإبنك.
أدهم بدهشه:إنتى خلاص خليتيه ولد.
رحمه وهى تمسك وجنتيه بأطراف أصابعها بمرح:علشان يبقى عندى نسخه منك.ويبقى عندى طفلين هو وانت.
أدهم بإمتناع:بس أنا عايزها بنت.علشان تبقى زيك.
رحمه:مممم خلاص تدعى يبقو توم.
أدهم بقهقه:اه ده اللى هيرضينا احنا الأثنين.اللى يجيبه ربنا حلو.يلا بقا قومى علشان نتغدى ونروح المستشفى.
رحمه بإستغراب:غدا...!!!
ثم قالت متفاجئه كأنها كانت تستوعب ما قيل:إنت عملت غدا!!
أدهم بإفتخار وهو يمسك ياقه التيشرت ويرفعها بمرح ويقول بغرور مصطنع:ما يغركيش اللى إنتى شايفه ده.أنا شيف كبير بس مبحبش التكبر.
قهقهت رحمه حتى أدمعت عينيها لتقوم وتقول:يبقى أكيد هنروح على المستشفى قريب..
*********************
عندما تركتها نرمين لملمت بقاياها المتبعثره المشتته حولها.لترتدى حجابها بإهمال واضح ولم تتوقف دموعها عن الهطول لتأخذ مفاتيحها و....
وذهبت للأسفل بخطى خفيفه الظل وهى تضع يدها على فمها لكى تمنع شهقاتها من الخروج لئلا يسمعوها فيتنبهو لخروجها.
عندما نزلت فى الحديقه تركت لشهقاتها العنان لتركب السياره وتغادر بأقصى سرعه إلى ما قررت فعله..
وصلت المشفى وهى تجر أذيال الخيبه وراءها بكامل القوه المتبقية منها.كل من يرى حالتها تلك يظن أن هناك ما أصابها لكنها كانت لا ترد على أسئلتهم.حتى وصلت إلى مكان التصادم وهو غرفته...
************************
كانت كلا من رنا ونرمين يبكون خشيه عليها.
أيمن بقلق:هنعمل إيه دلوقتى!
نرمين ببكاء:أنا خايفه عليها اووى.هى عندها حق فى كل اللى قالته.هى عملت إيه فى حياتها وحش علشان تتعذب بالطريقه ديه.
أيمن للجد وهو يأخذ مفاتيح سيارته:أنا هادور عليها.احنا مش هانسيب دماغنا تلف ودور.
نرمين بلهفه قلقه:مش يمكن راحت المستشفى.
أيمن بإندهاش:إحنا إزاى مفكرناش فى ده.أنا هاروح أشوف.
نرمين بسرعه:أنا جايه معاك يا خالو.
أيمن بإمتناع:لا.خليكى هنا.
نرمين بتوسل:أرجوك يا خالو.علشان لو لقيتها أعرف أتصرف معاها.
أيمن بإستسلام:خلاص ماشى.يلا.
الجد بقلق بالغ:إبقى طمنا يا أيمن الله
يخليك.
أيمن :حاضر يا بابا..
********************
أدهم:رحمه يلا.
رحمه وهى تخرج وتحمل حقيبتها:يالا انا خلصت أهو..
*******************
دخلت عليه بلا إستئذان ليست وقاحه منها بل فضول يقتلع أحشائها بالداخل.
وجدته وعائشه بجانبه تطعمه وأحمد جالسا على الأريكه فى جانب الغرفه.
شهقت عائشه بفزع لما رأت دموعها الملطخه والمنصهره على وجنتيها وعينيها مثل حبه الفراوله فى إحمرارها.
قالت صبا بإنفعال وهى ما تزال تبكى وهى توجه كلامها ليزيد:إنت إزاى قلبك سمحلك إنك تعمل فيا كده.رد عليا!!
كان ينظر لها ببلاهه لا يدرى فى ما تحدثه.
قالت عائشه بتوجس:فيه إيه يا صبا!ايه اللى حصل وإيه اللى خلا منظرك كده.
صبا بصريخ وهى تئن وجعا:يزيد.يزيد طلقنى.طلقنى.ثم وجهت له كلامها مره آخرى:ليه عملت فيا كده.لا وعايش معايا وأنا محللش ليك.حرام عليك.حرام عليك.هى غلطتى إنى حبيتك.غلطتى إنى وثقت فيك.ليه يا يزيد.ليه عملت فى كده!!ثم قالت بعصبيه وألم:أنا بكرهك، بكره نفسى لأنى فى يوم من الأيام حبيتك،وأمنتلك.كل حاجه حلوه فى حياتى معاك اتنسيت.إنت دمرتنى يا يزيد.دمرتنى.وملكش حاجه عندى لأنى خلاص إنتهيت من حياتك وللأبد.
وخرجت سريعا مثلما جاءت كالإعصار.
لم يرد على كلمه واحده مما قالتها.ولا يفهم أى شئ مما حدث.لا يشعر إلا وأن رأسه الآن أصبحت متأرجحه مثل الكره.
جلست عائشه بصدمه وتقول بصوت منخفض:هو إيه اللى بيحصل!إزاى طلقتها!
*********************
رآها هشام وهى تجرى لتخرج من المشفى إستوقفها لكى يحدثها لكن لم تقف بل سارت مكمله طريقها جريا إلى سيارتها لتركبها وتسير على الطريق ولا تكاد ترى من بين دموعها إلا القليل...
*************************
ذهب أيمن ومعه نرمين ليتفاجئو أنها جاءت وقالت ما قالته ومن ثم غادرت كما أتت من غير إستئذان وأن أحمد حاول إستوقافها ولكن لم يلحقها.
جلس أيمن وهو يشعر بأنه أصبح كهلا من الحزن والقلق عليها فى آن واحد.
كان يزيد جالسا متكورا على سريره وينظر للفراغ بشرود وهو يتذكر تلك الفتاه وما قالته،يعتصر فكره حتى يتذكرها لكن لا يستطيع لكنه استوقف عقله عند التذكر على قولها"يزيد طلقنى"هل كان متزوج من قبل.لم يذكر أحد له أى شئ عن هذا.
كان أيمن يحدثه بعصبيه هو الآخر وهو يشتعل من الإنفعال لينظر يزيد له ولا يرد يكتفى بالصمت لعدم معرفته بماذا يرد وما يقول.
لم يراعى أيمن أنه فقد الذاكره أى أنه كالطفل حديث الولاده لا يعلم أى شئ فى حياته.كل شئ محى كما محت هى أيضا بمنتهى السرعه.لم يهدئه إلا أدهم الذى فوجئ هو ورحمه بما حدث...
***************************
ذهبت لتجلس على الشاطئ وهى تئن وتذرف دموعا مثل البحر الطويل العريض أمامها.لا تعى شيئا من حولها.ولكنها سابحه فى أعماق الذكريات معه.صدى ضحكته ترن فى أذنها،ابتسامته معلقه الآن أمام عينيها...
كل من يراها يظن أن مكروه حدث لها او انها مجنونه وهى تجرى فى الشارع بلا هدى بعدما نزلت من سيارتها.
تمسك بالأحجار الصغيره الجالسه عليها وهى تقذفها فى عمق البحر بكراهيه.
تريد أن تذهب من هذه الحياه الآن بدون إنتظار.
ظلت تصرخ كالمجنونه أمام هيجان أمواج البحر فى ظلال الليل الذى قد سكن الشوارع.تاره تبكى وتاره تضحك كالمشبوهين..
قاسيه هى اللحظه التى تصدم فيها بشخص أصبح هو الهواء الذى يتنفسه.غريبه تلك النفس التى لا تحب إلا معذبها ولا تعشق إلا من كان سببا فى دمارها.....!!!!!
قلقون هم عليها.يجلسون على نار أشد من نار الجمر.عقولهم تذهب وتقترح طريقه للبحث لتضرب فى عرض الحائط بأشد قسوه لتغزو التخيلات أدمغتهم.بحثو عنها فى كل الأماكن التى يعتقدون أن تكون قد ذهبت لها.
ذهبو لصديقاتها وكان نفس الرد"مجتش هنا"كانو يجلسون صامتين كأنهم فى جنازه وبالفعل إنها جنازه.
ما حدث لا يشبه إلا بالجنازه.فإنها قد ماتت ولكن جسدها فقط هو الذى معهم.لكن حتى جسدها الآن لا يدرون عنه شئ...
***************************
إستكفت من البكاء وفاض ما بها من كيل حتى أخذت تسير فى الشوارع إلى أن عادت لسيارتها لتجلس فيها وتغلق عليها قفل السياره لترجع رأسها الى ظهر الكرسى وتغلق عينيها بألم و......
*************************
بعد الفراق لا تنتظر بزوغ القمر لتشكو إليه ألم البعاد،لأنه سيغيب ليرمى ما حمله؛ويعود لنا قمرا جديدا،ولا تقف أمام البحر لتهيج أمواجه،وتزيد على مائه من دموعك؛لأنه سيرمى بهمك فى قاع ليس له قرار،ويعود لنا بحرا هادئا من جديد؛وهذه هى سنه الكون،يوم يحملك ويوم تحمله...
خط هذه الكلمات فى الفاصل بين المحاضرات.وبعدما رفضت رفيده أن تساعده.رفضت مكرهه.لا بإرادتها.تملكه الحزن بعدما بنى لنفسه قصرا ذهبيا من الأمل لتأتى هى وتنتزع أول حجر لينهدم  على رأسه ليغدو بريق اليأس أمامه....
***************************
مرت سنه كامله حملت بها الكثير من الهموم والألم والحزن والفراق بها يكفى وقد فاض.فقلوبنا لا سلطه لنا عليها.هى تنبض لمن أراده،ومتى آرادت،وكيف ما آرادت،بعضهم ينبض القلب له وبعضهم ينبض القلب به،وبعضهم هم نبض القلب..
صبا وضعت طفلها آدم وهى بين عائلتها الغير مكتملة..
عادت فى صباح اليوم التالى وهى تعلم مقدار القلق فى قلبهم.كانو جالسين فى الصاله مجتمعين وتعلو وجههم الصدمه والدهشة حينما عادت.سارت بينهم كأنها شبح لا بشر، صعدت لمنزلها ليصعدو خلفها قلقين عليها.وانصعقو لما دخلت غرفتها وأغلقت الغرفه خلفها وبدأت بتكسير ما يأتى فى إتجاهها.حتى فزعت قلوبهم عليها ليحاول أدهم وأيمن تكسير باب الغرفه ليدخلو ليجدوها متكوره على نفسها فى جانب مظلم من الغرفه وتبكى وتنتفض بصمت بعدما غادر صوتها حلقها الذى نبح..
رحمه قد فقدت وليدها فإنه قد ولد ميتا.
.هشام يئن من الألم كلما تألمت هى،يبكى كلما بكت هى،يصرخ كلما رآها تصرخ،ينتابه حاله من الهلع كلما رآها تنتفض من آثار النوبات التى أصبحت تأتى لها.لكن ليس كل هذا ظاهريا بل فى أعماق البحر الذى داخله.يحترق من اللهب الذى يضاء فى تقاسيم صدره لكن لا أحد يعلم ما الذى يؤلمه إلا هو..
محمود تعب من كثره الفراق.قلبه لا يعد يستحمل.تمزق قلبه لبقايا متناثرة بعدما طعنته هى فى مركز قلبه ليخر ينزف حتى توقف قلبه عن الصمود أمامها،خاصه بعدما تزوجت من فادى الطبيب،كان فى بستان أخضر ملئ بالزهور إلى أن إقتلعتها واحده تلو الآخرى لتتحول إلى صحراء جرداء لا حياه فيها...
#يتبع
فولو وكومنت متنسوش 😀😊

حب تحدى الجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن