الفصل العاشر

6.8K 162 7
                                    

     الفصل العاشر..
ماضى..ماضى يلاحق الإنسان..يجعله نادما على ما فات..وقد لا يكون هذا الماضى من فعلنا ولكننا من ندفع ثمنه..وقد يكون هناك حاضر نتمنى أن لا يستمر لنسافر إلى عالم الماضى بلا عوده للحاضر أو المستقبل لأن الماضى قد لا يكون يحمل جراحا مثل الحاضر والمستقبل...!!!!!
********************
انتفضت فاطمه من على السرير بفزع وقالت بخوف:
لو عمل كده هيروح فيها.
رفيده بعزم:كمليلى اللى حصل يا فاطمه علشان أقدر أساعدك.
اومأت فاطمه برأسها لتكمل:اتصل بيا تانى وقالى...
************************
فلاش باااااااك..
الشاب:ها فكرتى ولا لسه بس بنصحك لو لأ يبقى اقرى الفاتحة على روحه وباباكى هيبقى فى التخشيبه من بكره الصبح.
فاطمه بفزع وقالت بصوت مرتجف:حاا..حاضر.لكن ما تعملش حاجه فيهم.
كان يجلس أمام صديقا له ليقول لها بثقه:كنت متأكد إنك هتوافقى.والقلب يعز له.كانت تبكى فى صمت وأصوات ضحكاته تعلو فى أذنيها لتقول بتوتر:ممكن أعرف انت عايز ايه منى!!
الشاب بغموض شديد:بعدين هاتعرفى ثم أغلق الهاتف سريعا.
لتنتفض هى من شده الخوف عليه وعلى والدها وتبكى وتناجى ربها أن يساعدها.
الشاب لصديقه وهو يضع ركبته فوق الآخرى:كده هاتستوى على نار هاديه.
صديقه بتساؤل: بس إنت كنت بتهددها بأبوها ليه؟!!
الشاب بشرود:ابوها ده ليه حكايه تانى هاتبقى تعرفها بس بعدين لأن فى حاجه عايز اعملها...
بااااك
*******************
فاطمه ببكاء:بعدها اتصل بيا مره تانى وكان عارف كل تحركاتى وتحركاته ولما قابلت محمود هددنى تانى إن ديه هتبقى آخر لحظه فى حياته لو مسبتهوش
ومشيت...
********************
فلاش باااااك..
كانت تجلس معه لتجد هاتفها يرن برقم غريب ردت بإتباك:الو.
الشاب بغضب:أنا مش قلت متشوفيهوش انتى اللى جنيتى على روحه ابقى اقرأيله الفاتحه قريب.
أمسكت دموعها بصعوبة لينظر محمود لها بقلق.فأشاحت بنظرها عنه لأنها مرصده.
فاطمه:حاضر.بس بلاش تعمل كده.
الشاب بانفعال:امشى حالا.
أغلقت الهاتف لتقول لمحمود:افهم بقا احنا مش لبعض مش لبعض لتأخذ حقيبتها وتغادر سريعا..
باااااك..
********************
فاطمه:وهو ده الشاب اللى وقفنى يوميها بعد المحاضرة.
رفيده بصدمه:إيه!!.
عابد:هيك ارتحت يعنى.
محمود وهو يجلس على سريره ممددا رجليه وينظر للفراغ أمامه ويقول:ايوه ميرضينيش إن هى تنقص فى تقديراتها.
عابد وهو يسير ذهابا وإيابا أمام محمود ليقول بإرتباك:أنا بعرف من ها الشاب.
محمود بلهفه:مييين!!!!
عابد:فادى عبد المنعم..
***********************
مرت ثلاثه ايام لتتغير أشياء عديده.ما زال يزيد فى العنايه المركزه حالته ما زالت خطره.كانت صبا جالسه مع عائشه فى حديقه المشفى وعائشة تطعمها كالطفل الرضيع لتنطق صبا بعد صمت دام أربعه أيام ولكن قالت ببكاء مرير:أنا هابقى ام وهو أبوه واكملت ودموعها تنزل بغزارة لتقول بصوت مرتجف:قالى كده قبل الحادثه.وعدنى انو مش هيسبنى.يزيد لازم يعيش لازم يشوف ابنه.لو عايزين حاجه انا جاهزه اديهله.أرجوكى يا ماما خليهم يسيبونى أشوفه.خمس دقايق بس.
إحتضنتها عائشه بشده لتنزل دموعها هى الآخرى وهى تقول لصبا:ادعيله يا حبيبتى هو محتاج دعائنا كلنا دلوقتى.
خرجت صبا من حضنها لتنظر للسماء وتقول برجاء:ياارب.
جرى أحمد فى حديقه المشفى وهو يهرول بإتجاه صبا وعائشة ليقول بفرحه:أبيه فاق.أبيه فاق.
انتفضت من على الكرسى الذى كانت تجلس عليه وقالت بسعاده:يزيد.يزيد فاق يا ماما.
ابتسمت عائشه لها وهرولو جميعا لداخل المشفى وذهبو للغرفه التى وجههم أحمد لها.وقفت صبا لتنظر من شباك الغرفه لتجده جالسا ينظر فى الفراغ بشرود. والجد وأيمن ورحمه وأدهم ورنا جالسين معه لكنها بدأت تشك ان هناك أمرا ما.فإنه يبدو غير مهتم بمن حوله فى حين أنهم يوجهون له كلاما بدا لهم أنهم يتحدثون مع هواء.تعجلت هى وعائشه وأحمد بالدخول لتذهب عائشه له وتحتضنه بشوق وحنان أموى بالغ فى حين انها رأته يتفاعل معها وقام بدوره بإحتضانها لتنزل منه دمعه.تفاجأت من نزولها لتذهب سريعا بجانبه وتنظر له بلهفه وشوق وتمسك بيده بين كفيها الصغيرين وتقول له:أنا مش مصدقه إنك فقت انا فرحانه اووى.
تفاجأت عندما رأته يسحب يده بسلاسه من بين كفيها لتتبدل نظره اللهفه فى عينيها إلى صدمه...!!!
دخل عليهم الطبيب ليقول ليزيد:ها اخبارك ايه دلوقتى لسه حاسس بوجع.
ليجيب يزيد بصوته الذى اشتاقت له طيله الخمس أيام التى مرت:لا.ثم نظر لها بنظره لم تفهم ما سببها وما المراد منها.حاولت التحدث معه مره آخرى لتجده يتهرب من الإجابات على كلامها.جرحت فى أعماق قلبها من معاملته تلك لكنها أقنعت نفسها أنه مريض الآن.
بعد قليل خرج الطبيب ومعه جميع العائله ليتركوها معه.لتنظر له بحب بالغ وهى تمنى نفسها بأن تسمعه ينطق اسمها حتى.
**********************
بخارج الغرفه فى الممر....
الجد بقلق:دكتور هو فى ايه انا حاسس أنه تايه كده ومش بتفاعل معانا إلا مع عائشه وأحمد هو فى حاجه؟!!
الطبيب بأسف:أنا بعتذر.لكن كل اللى باين إنه فاقد الذاكره.
نظرو لها جميعا بوجه مشدوه ليجدو الصدمه ظاهره على جميع تقاسيم وجهها وهى مستنده على الباب.إذ من سوء الحظ انها خرجت من الغرفه فى نفس التوقيت الذى قال الطبيب فيه تقريره...
*********************
كان هشام جالسا بمكتبه ويبدو عليه الحزن الشديد.دخل فادى ليقول بصوت خافض:يزيد فاق.
لينهض هشام فجأه وقال بسعاده:بجد...!!!
تفاجأ فادى وقال بصدمه:هو انت فرحان بجد ولا بتتظاهر بكده.
هشام بحزن لتذكره الأيام الماضيه:انا مش بتظاهر بحاجه.انا فرحت ليها.إنت مشوفتهاش من كام يوم كانت عامله إزاي.انا اتأكدت إنها بتحبه كفايه انهيارها كل يوم ومرضها وركدتها ديه فى المستشفى.أنا هاحاول انساها.
فادى بصدمه:انت بتحبها اووى للدرجه ديه.صعبان عليك إنك تشوفها حزينه عليه.
تحشرج صوته داخل حلقه وشعر بوغز شديد فى قلبه وهو ينطق تلك الكلمات بصعوبه بالغه:ايوه بحبها وعلشان كده بتمنالها السعاده معاه لأنها بتحبه ويمكن اكتر من الحب اللى أنا بحبهولها.وفى حاجه انا إكتشفتها ده اكبر سبب يخلينى مفكرش فيها تانى.
فادى بترقب:إيه هى يا هشام؟!
هشام:إنها حامل منه.
ربت فادى على كتف صديقه بمواساه ليقول:هتنساها يا هشام.بس مش قبل ما تحاول إنك تحب حد تانى ده الحل الوحيد ليك لأن حبها ده هيدمرك ده هينهيك للأبد.لازم تشوف حد بيحبك وتحاول تحبه انت كمان وتنساها للأبد.
هشام بإبتسامه بسيطه:عندك حق ده اللى كان لازم يحصل من الأول.
انقلب حال فادى من الحزن لصديقه إلى مرح:إيه رأيك نخرج النهارده بعد الشغل لحسن انا اتخنقت من جو المرضى ده يا عم.وأهو تفك عن نفسك شويه.
هشام:ماشى اتفقنا...
*********************
كان محمود جالسا على المكتب منهمك فى مذاكرته للإمتحان القادم ليدلك رأسه بكلتا كفيه ويريح ظهره للوراء وسرعان ما يشرد فى ما قاله له عابد:أنا دريت إنه طبيب من مصر وجاى فى عمل هون.وراجع بعد يومين لهنيك.لكن مو بعرف لشو جابه لهون وإيه علاقته بفاطمه...
بحث وراء السر الذى يخفيه هذا الطبيب لكنه فى النهايه لم يصل لأى خيط يدله على الحل...!!!
قام وارتدى جاكيت يقيه من البرد الشديد ليخرج يتمشى حتى يريح عقله قليلا بعدما أضاف له الكثير من المعلومات.سار بغير خطى فى الشارع لينظر تاره أمامه وتاره تأتى في مخيلته صورتها ليبعدها سريعا عنه ليصفى ولو قليلا.لكن تفكيره يخونه دائما بمحاولة معرفه أى شئ منها.لكنه وعدها.تبا لزله لسانه تلك يعنف نفسه دائما من بعدها.مشى كثيرا ليجد تخته فى جانب من الشارع بعدما فض من سير الأقدام التى فيه لتنتشر أصوات الأكياس المتطايره بفعل الهواء الشديد.وضع يديه فى جيب معطفه لكى يقيهما من البرد القارص.يشعر بأن البرد يريح قلبه الهائج ولو بعضا منه.تلفت حوله ليجد أنه قريبا من مسكنها.خانته قدماه أيضا بعدما خانه تفكيره.علم أنه لا مفر منها ومن ذكرياتها المحدودة معه.نظر لشرفه غرفتها بإشتياق شديد...
********************
كانت نائمه لتستيقظ على كابوس مزعج.انتفضت من على سريرها بفزع وحبات العرق مننتشره على جبينها خلافا لهذا البرد المميت.استعاذت بالله حتى هدأت وبعدما أعطتها رفيده كوبا من الماء بعدما هلعت هى الآخرى واستيقظت على صوت صراخها معلنه عن رؤيتها الدائمة الآن للأحلام المفزعه.
جلست رفيده على طرف السرير لتأخذ الكوب من فاطمه لتقول بقلق:ها ارتحتى شويه.
أومأت فاطمه برأسها فى صمت.لتقول رفيده بضيق:كده الموضوع ميتسكتش عليه.كفايه الفزعة اللى كل يوم دى!!!
فاطمه بصعوبه:مفيش حاجه فى ايدى أعملها.ثم أردفت قائله بأسف:نامى علشان نصحى للإمتحان بكره.وأنا هاقوم أصلى ولما أرتاح هنام تانى.
رفيده بإمتناع:لا مش هنام إلا لما الاقيكى نمتى انتى كمان.
فاطمه بتنهيده:متشليش همى ونامى يا رفيده مش عايزه اتحمل ذنبك لو مركزتيش بكره.
رفيده بإصرار:لا.
أطلقت فاطمه زفيرا تمنت أن يحمل بعض همها ويلقيه خارجا، لكن فى النهايه ليست كل الامانى تتحقق.قامت وتوضأت لترتدى إسدال الصلاه وتشرع فيها،بينما أمسكت رفيده كتابها تسترجع بعض دروسها،وهى مستلقيه على السرير ليغلبها النوم على حين غفله.انتهت فاطمه من الصلاه وشعرت بإرتياح تغلل إلى أعماقها حتى سكنت روحها الهائجه بداخلها.أطفأت المصباح بعدما غطت رفيده جيدا لتقيها البرد.ثم فتحت الشرفه لتجدد الهواء داخل رئتيها.تفاجأت من وجود من يجلس فى الشارع فى هذا الوقت لتدقق النظر لتجد هذا الشخص ينظر إليها ولكن سرعان ما تبينت ملامحه أمامها لتنتفض جميع خلايا جسدها وتقول بصدمه:محمود...
***************************
-لا مش ممكن
كانت تلك كلماتها التى ترددها تلقائيا بعدما قال الدكتور تقريره لتذهب رحمه وتقف بجانبها وتقول بقلق:صبا تعالى نخرج بره شويه.
لم تجد أى صوت يخرج من حلقها بعدما جف الماء به.حاولت جاهده أن تتكلم وبصعوبه قالت:يزيد مش فاكرنى صح.لا هو أكيد فى حاجه تانيه بس هو منسنيش.
نظر الجميع لها بقلق عارم ليقول أيمن بتوجس:صبا تعالى معايا.
أبعدت يديه عن كفها لتضع يديها على صدرها بعد إحساسها باﻹختناق وعدم دخول الهواء الكافى لرئتيها لتجد نفسها تتنفس بصعوبه بالغه وينسحب الدم من وجهها ليصدم الطبيب ويقول بفزع:ذبحه صدريه بسرعه على أوضه الطوارئ.
شعرت بثقل جاسم على صدرها وكتفها الأيسر ليهرع أدهم لها ويحملها سريعا بعدما دلت العلامات على فقدانها الوعى فى أقل من دقيقه تاليه.أغمضت عينيها لتهرب من الواقع وتذهب فى عالم خصصته لها وله وحده بدون شريك آخر...
استيقظت ببطء لتشعر بثقول جفنيها وأيضا رأسها.أحست بوجود شئ يجسو على تنفسها من أنفها لتضع يديها على فمها لتجد أنبوبه التنفس الأكسجينى على فمها.وتساعدها بالتنفس بعدما قلت نسبه الأكسجين فى رئتيها.تراجعت الأحداث واحده تلو الآخرى لتذكرها بما حدث.لتنزل دموعها بصمت على وجنتيها ثم ليعلو نشيجها لتستيقظ عائشه النائمه على الكرسى بجانبها.لتقول بأسى:معلش يا حبيبتى،كل ده مكتوب نشوفه، ربنا يصبرك ويصبرنا على ما ابتلانا.
على نشيجها أكثر وأكثر بعدما قامت ووضعت الأنبوبه جانبا وتكورت على نفسها كالجنين ووضعت وجهها بين راحتى كفيها لتبكى مرارة الفقد التى باتت تشعر بها منذ حادثته.أصبحت تعتقد أن كل هذا تكفير عن سياءتها التى لا تتذكر متى إرتكبتها؟!!!
فقدان والديها، مرضها، الخلفه
، حادثته وعدم تذكره لها.لا تستطيع التحمل أكثر من ذلك هى لم تتعدى التاسعه عشر بعد ليتحمل قلبها المريض المرهق كل هذا الألم والعذاب المفرط...
************************
#يتبع
#كومنت ولايك لا تنسو 😀😊

حب تحدى الجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن