في بلاط الماركيز 3 لـ منى لطفي

11.4K 398 2
                                    

في بلاط الـماركيـز!!

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

الفصل الثالث

وصول الطبيب أنقذها من متابعة هذه الحرب الكلامية معه, ومنحها وقتاً لترتيب أفكارها والإجابة على أسئلته التي هي على أتم اليقين من أنه سينهال بها عليها ما أن ينفرد بها وعلى رأسها من تكون؟....

رفع الطبيب رأسه بعد انتهائه من معاينة الفرس ونظر باستحسان إليها قبل أن يلتفت إلى الماركيز قائلاً:

- اطمئن اليخاندرو, فالجرح قد تم التعامل معه بحرفية شديدة, في رأيي لم أكن لأقوم بعمل أحسن مما قامت به السنيوريتا..

في إشارة من الطبيب إلى ايزابيللا التي كتمت دهشتها من الطريقة التي خاطب بها الطبيب الماركيز, ولكنها نفضت عنها دهشتها فهي لا يعنيها في شيء إن كان هذا السيد مستبد يتعامل مع الناس على أساس تصنيفهم تبعاً لمستواهم العلمي والاجتماعي, تماماً كالفرس منها العربي الأصيل وآخر الهجين, فهو بالنسبة إليها... السيّد مستبد... بلا نقاش!!..

تكلم أليخاندرو بصوته الرخيم وعيناه ترقبان ايزابيللا الساكنة:

- أشكرك ماركوس, أنت تعلم قيمة هذه الفرس وكيف استطعت الحصول عليها..

أجاب ماركوس بابتسامة واسعة تيقنت ايزابيللا منها أن طبيعته مرحة ودودة والتي زادته وسامة بخصلاته البنية وعيناه اللتان تضاهيان زرقة السماء وبشرته الذهبية التي تلفت الأنظار إليه بجانب قامته الطويلة وبنيته الجسدية الرياضية ولكنه مع ذلك بجوار الماركيز تتضاءل قامته فالآخر يفوق المائة وثمانون متراً طولاً! بينما كتفيه عريضين وبنيته القوية تجعل من يراه يظنه أحد الرياضيين المتمرسين في رياضة كمال الأجسام!!.

أفاقت ايزابيللا من شرودها زاجرة نفسها عن التحديق المستمر به وأجبرت نفسها على الإصغاء للطبيب الذي كان يقول:

- لا عليك أليخاندرو, فهذه مناسبة جدية لرؤيتك والوقوف على أخبارك, أنت تعلم أنني قلّما أرآك لإنشغالك الدائم, فقد ندر وجودك في الفترة الأخيرة بالمزرعة...

أجاب أليخاندرو بهدوء وابتسامة صغيرة تزين شفتيه الشهوانيتين:

- صدقت ماركوس, لقد مرّ وقت طويل منذ رأيتك آخر مرة, وأتمنى أن ترافقني يوماً ما في نزهتنا الصباحية المعتادة فوق الخيل كما اعتدنا سابقاً..

أجاب ماركوس بحماس وهو يحرك رأسه إيجاباً:

- بالطبع اليخاندرو, فقد افتقدت نزهتنا تلك كثيراً...

وكأنه انتبه إلى تلك الواقفة بسكون تتابع ما يدور أمامها بترقب جعل عيناها تبرقان بحذر كقطة تتحفز للهرب جانباً ما أن يباغتها أحد, فتقدم إليها وهو يخاطبها بابتسامته المعهودة وهو يمد يده مصافحاً:

في بلاط الماركيز رواية غربية كاملة بقلمي منى لطفي (احكي ياشهرزاد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن