في بلاط الماركيز 10 لـ منى لطفي

11.3K 340 2
                                    


في بلاط الماركيز

الفصل العاشر

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

وقفت أمام الكونتيسة بينما مشطتها الأخيرة من أعلى رأسها الى أخمص قدميها, لتبتسم في سرها ابتسامة استحسان صغيرة, فقد فعلت طيّبا عندما أصرت أن تجعلها ترتدي زيّاً محددا كمرافقة لها, فهي لم تكن لتجازف بأن تراها وهي تتجول برفقتها مرتدية أسمالها تلك المسماة خطأ بملابس!, تحدثت أخيرا وهي تهز برأسها إيجابا:

- جيد, أرى الآن أنك مناسبة للقيام بوظيفة مرافقة لي.. الكونتيسة الأم..

لا تنكر دهشتها عندما أخبرها ولدها أليخاندرو بإحضاره مرافقة لها كي تهتم برعايتها خاصة بعد الوعكة الصحية التي ألمت بها ولكن تعاظمت دهشتها تلك عندما علمت من تكون تلك المرافقة؟, وعندما استفسرت منه عن سبب اختياره لهذه الفتاة بالذات أخبرها أن عرابتها تكون تيريزا من عملت لديهم لما يزيد عن الربع قرن مما يجعله يثق بها وبأنها سترعاها بإخلاص كعرابتها تماما..

سكتت ايزابيللا ولم تجب عن ملاحظة الكونتيسة الجارحة في نظرها,فكأنها تخبرها أنها بدون الزي المدرسي هذا لا تصلح كمرافقة لها, وكأن المعيار الوحيد بالنسبة لهم هو المظاهر الخارجية فقط, ولكن لما دهشتها فما الذي تنتظره من والدة السيد مستبد المتبجح؟, أو ليست هي نفسها السيدة.. سيطرة؟!.

اتفت ايزابيللا بانظر الى الكونتيسة الأم دون أن تعقب على كلماتها, وكانت قد جلست الى باتريسا في وقت سابق من هذا اليوم علمت منها المسموح به والمحظور عنه بالنسبة الى الكونتيسة, فحاولت لجم لسانها وعدم الإجابة فهي ان أطلقت للسانها العنان فلن تصمت سواءا عن السيدة سيطرة أو السيد المتبجح مستبد!..

قالت الكونتيسة عندما لاحظت صمتها:

- هل عرفت بواجبات وظيفتك؟, أنا لا أريد سوى النظام والالتزام..

أومأت ايزابيللا وقالت بخفوت:

- نعم سيدتي, لقد أخبرتني باتر..., وقضمت عبارتها متذكرة استياء الكونتيسة من مخاطبتها باتريسا بألفة لتردف مصححة:

- لقد أخبرتني السنيورا باتريسا بمهام وظيفتي..

نهضت كونتيسة واقفة وهى تقول بينما تسبقها بالخروج من جناحها الشخصي:

- جيد, الآن اتبعيني فهناك الكثير من الالتزامات اليوم..

لم ترتاح ايزابيللا بعدها ولو لثانية واحدة وعلمت لما أصر أليخانردو على تعين مرافقة لوالدته والتي وكأنها قد عادت شابة في مقتبل العمر, لم تكن تتوقع أن الكونتيسة الأم تملك مثل هذا النشاط الفائق, فهما منذ أن أمرتها باللحاق بها متجهة الى الخارج لم ينالا قسطا من الراحة, فقد ذهبا الى أكثر من مكان ابتداءا من جمعية رعاية حقوق سيدات البلدة والتي تترأسها الكونتيسة وكانت هي صاحبة الفكرة للاهتمام بأحوال السيدات والإناث في الجزيرة, وبعد الانتهاء من الاجتماع ذهبت الى غذاء عمل مع رفيقاتها في الجمعية ثم توجهتا بعد ذلك الى ملجأ للأيتام حيث قامت الكونتيسة بالوقوف على سير الاحوال بالملجأ, بينما كانت ايزابيللا تتفقد الوجوه الصغيرة التي تتطالعها بابتسامة طفولية جعلتها تكتم عبرتها شفقة عليهم, وبعدها.. حدث أول تصادم بين ايزابيللا والكونتيسة!!.

في بلاط الماركيز رواية غربية كاملة بقلمي منى لطفي (احكي ياشهرزاد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن