في بلاط الماركيز 4 لـ منى لطفي

11.6K 384 8
                                    

في بلاط الـماركيـز!!

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

الفصل الرابع

انصرفت تيريزا وقد رافقتها ايزابيللا متعللة برغبتها بنيل قسط من الراحة وقد سمح لهما الماركيز بالانصراف, وما أن دخلا الملحق حتى بدأت الأسئلة تنهمر فوق رأس ايزابيللا, التي طلبت منها الجلوس أولاً لتلقي إليها بكل ما حدث منذ أن توجهت لرؤيتها في القصر إلى أن استدعاها الماركيز للتأكد من صحة كلامها!!..

نظرت إليها تيريزا قائلة بدهشة وعدم تصديق:

- هل تقولين أنكِ ألقيتِ بمسئولية ما حدث على عاتق سيدي الماركيز؟..

أجابت ايزابيللا بلا مبالاة جعلت تيريزا تصاب الحنق الشديد:

- أجل, وماذا في ذلك؟ إنها الحقيقة!!..

هتفت تيريزا بحدة:

- الحقيقة! الحقيقة أنكِ لا تفكرين قبل أن تتكلمي بما يدور في خلدكِ! الحقيقة أنكِ لا تعلمين ماذا يعني أنكِ تخاطبين ماركيزاً!..

تابعت تيريزا كمن يخاطب نفسه:

- أنا لا أصدق! كيف استطعتِ مخاطبته بتلك الطريقة؟ بل وأن تكيلي إليه الاتهامات هكذا؟!...

أجابت ايزابيللا بعنفوان فقد حز في خاطرها أن تلومها عرابتها بهذا الأسلوب كأنها طفلة صغيرة:

- أنتِ تعلمين جيداً عرابتي أني لست ممن يجمِّلون الحديث! ما أرغب بقوله لا أفكر كثيراً قبل الإدلاء به!, فأنا لست ممن يتزلفون بجميل القول ولا أهاب شيئاً, هو ماركيز نعم, ولكن.. ماذا في ذلك؟!!..

اندفعت تيريزا واقفة وهي تصرخ غير مصدقة:

- ماذا في ذلك؟ أواعية أنتِ ايزابيللا لما تقولين؟ إنه الماركيز... مالك هذه البلدة بل وكثير من الأراضي المجاورة, حكمت عائلته منذ ما يزيد عن القرنين عدة بلاد في أسبانيا قبل أن يقتصر حكمهم على هذا الجزء من البلاد!!...

نهضت ايزابيللا واقفة وقالت بكل ما أمكنها من هدوء بينما في داخلها تكيل اللعنات لهذا السيد مستبد فمنذ أن وقع بصرها عليه وهي لم تستبشر بأي خير نهائيًّاً:

- لا عليكِ عرابتي, مازال كوخ عائلتي موجود, سأرحل حالاً للمكوث فيه, حتى لا تشعري بأي حرج لوجودي ولا ينتابكِ القلق من ناحية أن أسيئ إلى علاقتكِ مع أصحاب القصر..

زفرت تيريزا بعمق, فهي تعلم تماماً مدى عناد ربيبتها, تقدمت منها وأمسكت بيدها التي عقدتهما أمام صدرها وقالت بحنان:

- ايزابيللا ابنتي, أنتِ تعلمين تماماً أنني لن أترككِ لتعيشي بمفردكِ, أنتِ مكانكِ معي, هذا أولاً, أما ثانياً فأنا لا أخشى على نفسي أو على مكانتي في القصر, فكما سمعتِ بنفسكِ فالجميع يعاملني بالحسنى ويكنون لي المودة فأنا قد عاصرتهم جميعاً منذ أن كانوا أطفالاً صغاراً, أنا خوفي ليس على نفسي بل عليكِ صغيرتي!..

في بلاط الماركيز رواية غربية كاملة بقلمي منى لطفي (احكي ياشهرزاد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن