في بلاط الماركيز 6 لـ منى لطفي

11.2K 364 5
                                    

في بلاط الماركيز

الفصل السادس

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

ارتمت جالسة فوق كومة القش خلفها وهي تدفن وجهها بين راحتيها منخرطة في نحيب حار فيما أخذ أليخاندرو يروح ويجيء في المكان بخطوات قوية غاضبة تكاد تحفر الأرض تحتها من شدتها بينما ينفث لهيبا من بين أنفاسه الساخنة كالتنين الهائج!

هي لا تكاد تصدق أنها كانت قاب قوسين أو أدنى من.. من... بل والأنكى أنه ليس رغما عنها بل وعن طواعية منها, والكارثة أنه هو أول من وعى لما يحدث بينهما لينفضها بعيدا عنه وبعنف, فلو لم يتوقف في اللحظة المناسبة لكانت.. كانت.., رباه, ما الذي يحدث لها؟, ما هذا الأتون من المشاعر المتفجّرة التي قذفها فيه من دون شفقة ولا رحمة, إنها لا تعلم مسمّى لهذه النار التي تستعر في أحشائها ما إن يحتويها بين ذراعيه لتتنفس أنفاسه؟!, ترى هل هذه هي الرغبة التي كثيرا ما سمعت عنها؟, ولكن.. لا , ليست هي من يترك نفسه فريسة لهذه المشاعر المتضاربة المختلطة التي تكاد تُفقدها رُشدها, لا بد لها من وقفة حازمة مع نفسها أولا قبل أن تكون معه!.

قفزت واقفة وهي تمسح وجهها بكفّيْها وتتنشّق عاليًّا وتقول بينما تخطو خطوات واسعة متجهة الى الخارج:

- من المستحسن أن تفتش عن عامل آخر لقيصر, فأنا ومنذ اللحظة لا علاقة لي بقريب أو بعيد بالعمل لديك!..

كانت قاب أو قوسين أو أدنى من الخروج عندما صدح صوته آمرا إياها بالوقوف:

- انتظري!.

تقدم منها بضعة خطوات حتى وقف على بعد أمتار قليلة خلفها وتحدث بغضب مكتوم:

- أين تعتقدين نفسك ذاهبة؟, ثم... من أذن لك بترك العمل؟, لا أذكر أنني قد أعطيتك إذني بذلك؟

الى هنا وكفى, لا تستطيع التحمل أكثر من هذا, يكفي هذا البحر المتلاطم من المشاعر الهائجة التي رماها فيه وبمنتهى القسوة والخالي من شاطئ ترسو عليه!, استدارت اليه وهي تبث في نفسها القوة ونظرت اليه بخصلات شعرها الأبنوسية الهوجاء وأنفها الأحمر من شدة بكائها وشفتيها المتورمتين بل والداميتين اللتان تحملان أثر إكتساحه لها, رفعت رأسها وصرّحت بكل ما تملك من قوة:

- أنا لست في إنتظار الإذن منك!, أنا سأغادر أراضيك وبغير رجعة, يكفي ما حدث, أنا لا أريد الاستمرار أكثر من ذلك في هذه المهزلة!.

قطب جبينه وضيّق عينيه ناظرا إليها وقال متمتما من بين أسنانه المطبقة:

- نعم, إنها بالفعل مهزلة!, ولكن أنا من سأضع لها حدًّا!.

قطبت وهمّت بالسؤال عندما عاجلها متابعا بسخرية وابتسامة هازئة ترتسم على طرف شفتيه الشهوانيتين:

في بلاط الماركيز رواية غربية كاملة بقلمي منى لطفي (احكي ياشهرزاد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن