في بلاط الماركيز
الفصل 12
بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
ركضت سريعا الى غرفتها وما أن أوصدت الباب خلفها حتى تعالت صوت طرقات عليه, أرهفت السمع قليلا مستندة بأذنها على خشب الباب الماهوجني, كتمت أنفاسها محاولة عدم إصدار أي صوت ولكن لا تزال الطرقات تتعالى, نفخت بضيق وأغمضت عينيها محاولة شد أزر نفسها قبل أن تفتح عينيها وتنظر الى الباب علّ بصرها يخترق خشبه السميك لتصل الى وجه الطارق لتطمئن أنه لن تتحقق أسوأ مخاوفها ويكون السيد مستبد من يقف وراء الباب, سحبت نفسا عميقا قبل أن تتساءل بصوت بالرغم منها مهزوزا:
- من؟..
لتتنفس الصعداء وهي تسمع صوت أنيتا يجيبها بلهفة:
- أنه أنا إيزابيللا, افتحي..
سارعت ايزابيللا بفتح الباب لتطالعها عينا أنيتا الملهوفتين وهي تتساءل:
- ماذا هناك ايزابيللا؟..
تعمدت ايزابيللا اصطناع عدم الفهم وهي تجيب تساؤلها بسؤال آخر مقطبة بحيرة زائفة:
- ماذا تعنين أنيتا؟..
أنيتا بصوت خفيض وجل:
- سيدي الماركيز أمرني بإحضارك إليه, ولو أردت رأيي فأنا لم يسبق لي وأن شاهدته في مثل هذا المزاج الناري الذي تركته عليه!.
شحب وجه ايزابيللا ولكنها حاولت اصطناع اللامبالاة وهي تجيب:
- وما دخلي أنا بمزاجه الناري أو الترابي؟, على أية حال ألديك علم عن سبب إستدعائه لي كمن يستدعي متهم للإدلاء بأقواله؟..
نظرت اليها أنيتا بإشفاق وأجابت:
- لا ايزابيللا لا علم لي, ولكن أن أردت الصدق فأغلب الظن أن السبب يكمن لديك أنت!, لا أعلم لما يراودني إحساس أنك قد تسببت بإغضاب السيد حتى أنه يكاد ينفث نارا من فمه كلما أتى على ذكر إسمك!!.
ازدردت ايزابيللا ريقها بصعوبة ثم تصنعت عدم الاهتمام وقالت وهي تخرج دافعة أنيتا أمامها مغلقة باب غرفتها:- ومتى لم ينفث نارا من فمه بل وأنفه على حد السواء؟, حتى أني بت أخشى أننا نعمل لدى السيد تنين مجنّح بشحمه ولحمه!!..
زفرت أنيتا بضيق وأجابتها وهي تتقدمها بالسير:
- أنتِ لا حل لك أنتِ ولسانك هذا.. سيوردك يوما مورد التهلكة ووقتها لن ينفعك الندم!!..
وقفت ايزابيللا تتابع طيف أنيتا المبتعد وزفرت بضيق وهي تتمتم:
- أو تحسبينني لا أعلم أنيتا؟!, بل أنني أكاد أجزم ان هذا اليوم الذي تنبئتي به لتوّك سيبدأ في غضون دقائق ما أن أدخل بقدمي الى وجار التنين!..
أنت تقرأ
في بلاط الماركيز رواية غربية كاملة بقلمي منى لطفي (احكي ياشهرزاد)
Romanceفي بلاط الماركيز بقلمي / احكي ياشهرزاد(منى لطفي) الملخص: عاشت حياتها بطبيعية مفرطة .....طوال تسعة عشر عاما لم يطرأ على سمعها كلمة دبلوماسية بل انها قد لا تعلم أحرفها !! يشاء القدر ان يضعها في طريق الماركيز اليخاندرو الفونسو الدوق الاسباني العظيم ال...