في بلاط الماركيز 9 لـ منى لطفي

11K 344 5
                                    

في بلاط الماركيز

الفصل التاسع

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

وقفت أمام باب الغرفة التي أشارت إليها أنيتا, لثوان ترددت قبل أن تفتح الباب وتلج يتنازعها إحساسان.. أحدهما اللهفة للإطمئنان على صحة عرابتها والآخر.. الخجل منها!, نعم هي خجلى ولا تعلم كيف تفسر لها سبب رحيلها المفاجئ بهذا الشكل, ولكن انتصر قلقها لتدير مقبض الباب وهي تدعو الله في نفسها أن يلهمها جوابا لسؤال عرابتها الأكيد... لما؟!...

دلفت الى الداخل مغلقة الباب بخفة خلفها, كانت الغرفة تسبح في الظلام إلا من ضوء شحيح من مصباح إنارة صغير في أقصى الغرفة, وقفت هنيهة الى أن اعتادت عيناها المكان, ثم جالت بنظراتها حولها حتى وقعت عيناها على جسد مسجى فوق فراش عريض في طرف الغرفة, اتجهت اليه من فورها ووقفت بجواره ليطالعه وجه عرابتها الشاحب وقد سقط عليه نور القمر القادم من النافذة الزجاجية المقابلة للفراش, سالت دموعها في صمت وهي تقترب من الفراش لتجلس بجوار عرابتها وتمد يدا ترتعش لتربت على يد عرابتها المغضنة وهي تقول بصوت مليء بالحزن والأسف الحقيقي:

- أنا.. أنا آسفة عرابتي, اعذريني, أرجوك لا تتركيني, انهضي عرابتي.. قاومي لأجلي, لأجل ابنتك ايزابيللا..

وكأنها بنطقها لاسمها قد نطقت بكلمة السر, حيث سمعت أنينا ضعيفا ثم رمشت تيريزا بأهدابها عدة مرات قبل أن تفتح عينيها لتطالعها صورة مهزوزة أول الأمر لتتضح لها الرؤية بعد ذلك فتهتف بوهن شديد وهي تحاول النهوض:

- ايزابيللا.. ربيبتي...

هبّـت ايزابيللا لتعيدها ثانية الى الفراش ووضعت خلفها بعض الوسائد وهي تقول بلهفة:

- انها أنا عرابتي, نعم هي أنا, ولكن مهلا مهلا كي لا تؤذي نفسك, استلقي كما كنت..

ابتسمت تيريزا بضعف ومدت يدا باردة لتقبض عليها أصابع ايزابيللا الرقيقة بينما تقول بصوت واهن:

- لا أكاد أصدق عينايْ, أنا أراك مجددا ايزابيللا, خلت أنني لن أراك ثانية, لما تركتني ابنتي؟, لما رحلت بهذا الشكل؟..

عضت ايزابيللا على شفتها السفلى وسكتت لثوان لا تعلم كيف تجيب ولكنها ابتسمت بعد ذلك ابتسامة صغيرة وأجابت:

- لم أكن لأغادرك الى الأبد عرابتي, ولكنني لا أدري شعرت بوجوب انفرادي بنفسي, وجدت أنه من اللازم علي التفكير فيما بعد, عرابتي أنا لن أظل عمري كله أعمل في بلاط الماركيز, لا بد لي من أفكر في حياتي المستقبلية وبجدية.

هتفت تيريزا بضعف:

- أتعنين أنك غضبت من الوظيفة التي عرضها عليكِ سيدي الماركيز كمرافقة لوالدته؟!.

في بلاط الماركيز رواية غربية كاملة بقلمي منى لطفي (احكي ياشهرزاد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن