في بلاط الماركيز
الفصل الثامن
بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
أشرق صباح يوم جديد على بطلتنا الحسناء من دون أن يغمض لها جفن, كانت أحداث الليلة السابقة كالحلم بالنسبة اليها, لم تعي منها شيئا بعد أن أصدر أليخاندرو أمره بأن تنتقل للعيش في قصره وكأنه من أباطرة الزمن القديم وهي جاريته التي يمتلكها ليتحكم في سائر شؤون حياتها حتى أنه قد يعد عليها أنفاسها, الرحلة من القصر حتى منزلها كانت ضبابية بالنسبة لها فقد جاء أمره الذي ألقاه إليها كحكم بالسجن كالحجر الضخم الذي جثم فوق صدرها, كان عقلها لا يزال يحاول استيعاب التغيير الذي طرأ على علاقتها ببلاط الماركيز, كانت تحاول ايجاد حل لمصيبتها الوشيكة, ولذلك لم تهتم كثيرا بالرد عليه عندما تركها أمام المنزل وهو يؤكد عليها أنه سيكون غدا صباحا في القصر ولذا وجب عليها إبلاغ تيريزا الليلة, وحينما سألته بسخرية ماذا تقول لها؟, أتخبرها أن الماركيز قد أنعم عليها وجعلها محظّيته؟!, فيحاول أليخاندرو تمالك نفسه مخبرا إياها بحدة أنه يراعي حالتها الراهنة ولذلك فهو لن يحاسبها على هذرها, لتجيبه بجمود أنها لا تدري كيف تشكره لكرمه الفيّاض ذاك!
ليرحل أليخاندرو بعد أن رمقها بنظرة مخيفة مقترنة بتحذير صارم اللهجة ألّا تحاول التملص مما منه أبداً!...
عادت ايزابيللا الى الواقع على صوت عرابتها تناديها لتناول الفطور, تنهدت ايزابيللا بعمق وخرجت من غرفتها متجهة الى المطبخ حيث تقوم عرابتها بإعداد طعام الأفطار المكون من العصيدة كوجبة رئيسية وكوب القهوة الساخن مع الفطائر المحلاة بالعسل, سحبت ايزابيللا كرسي خشبي وجلست حول الطاولة الخشبية المعدة لأربع أفراد فيما وضعت أمامها تيريزا صحن العصيدة وهو تميل عليها قائلة بلهفة وابتسامة ترقب ترتسم على وجهها الأسمر:
- لم تخبريني صغيرتي عن حفل الأمس؟, هل قضيت وقتا طيّبا؟.
ابتسمت ايزابيللا ابتسامة لم تصل الى عينيها وأجابت وهي تنظر الى الأسفل في صحنها تتلاعب بمحتواه بملعقتها:
- نعم عرابتي, لقد قضيت وقتا طيّباً جدا بالفعل!.
لم تنتبه تيريزا الى نغمة صوتها التي تلوّنت بنبرة السخرية وعلّقت بحبور:
- صدقتني؟, ولا يزال هناك الكرنفال السنوي والذي يقيمه سيدى الماركيز كتقليد منذ أجداده السابقون حيث يتم الاحتفال بيوم تدشين الجزيرة رسميّا كإحدى جزر أسبانيا العظمى وكان ذلك في القرن الثامن عشر الميلادي....
نظرت ايزابيللا الى عرابتها فلا رغبة لها الآن في الاستماع الى تاريخ الجزيرة بل وتاريخ العائلة الحاكمة المجيد, فقاطعتها متصنعة الاهتمام:
أنت تقرأ
في بلاط الماركيز رواية غربية كاملة بقلمي منى لطفي (احكي ياشهرزاد)
Romanceفي بلاط الماركيز بقلمي / احكي ياشهرزاد(منى لطفي) الملخص: عاشت حياتها بطبيعية مفرطة .....طوال تسعة عشر عاما لم يطرأ على سمعها كلمة دبلوماسية بل انها قد لا تعلم أحرفها !! يشاء القدر ان يضعها في طريق الماركيز اليخاندرو الفونسو الدوق الاسباني العظيم ال...