في بلاط الماركيز 2 لـ منى لطفي

11.7K 388 9
                                    


في بلاط الـماركيـز!!

بقلم: احكي ياشهرزاد (منى لطفي)

الفصل الثاني

اغتسلت ايزابيللا وأنهت ارتداء ثيابها المكونة من سروال من الجينز الغامق وقميصاً قطنياً أبيض اللون وقد شمّرت أكمامه وتركت زرين في مقدمة القميص مفتوحين ليكشفا عن بشرة ذهبية لامعة، وانتعلت حذاءاً رياضياً وقد عكصت شعرها على هيئة ذيل الفرس قبل أن تذهب للحاق بتيريزا لتناول طعام الإفطار وقد نسيت.. أو تناست حادثة الصباح مقررة ألا تخبر بها عرابتها....

- صباح الخير عرابتي...

ألقت ايزابيللا بتحية الصباح إلى تيريزا مقبلة إياها على وجنتيها ثم سحبت كرسيّاً لتجلس حول الطاولة الخشبية التي تتوسط المطبخ والمعدّة لأربع أشخاص بغرض تناول الطعام..

فاحت رائحة الخبز الشهي في الجو فاستنشقتها ايزابيللا بتلذذ وهي مغمضة العينين ثم فتحتهما ناظرة إلى تيريزا وهي تقول بابتسامة واسعة:

- لم يسبق لي أن شممت مثل هذه الرائحة الذكية سوى بمطبخكِ أنتِ وأمي....

غصّة مريرة علقت في حلقها لدى تذكرها لوالدتها ولكنها سرعان ما طرفت بعينيها لتبعد الدموع التي كادت تتجمع بهما والتفتت إلى تيريزا التي وضعت يدها على ساعدها قائلة بحنان أمومي:

- إنها تراكِ من حيث هي الآن صغيرتي, فلا تجعلي روحها تشعر بالأسى لمرآكِ حزينة...

تابعت تيريزا راسمة ابتسامة حماسية على فمها وهي تحاول إزاحة دموعها بعيداً:

- هيا تناولي طعامكِ فعليّ الإسراع بالذهاب إلى القصر لأعطي التعليمات للخدم، فسيدي الماركيز قد وصل في ساعة متأخرة من مساء أمس بمفرده ولابد أن أذهب لأرى كيف تجري الأمور في غياب الكونتيسة الأم.

أجابت ايزابيلا متسائلة بتلقائية وقد نجحت تيريزا في إزاحة حزنها جانباً:

- اممم, لقد عاد بمفرده إذاً!.

أومأت تيريزا موافقة مجيبة:

- نعم فقد ترك الكونتيسة الأم وشقيقته بياتريسا لدى العائلة التي كانوا في زيارتها لبضعه أيام أخرى وشئون القصر بأجمعه ستقع على عاتقي أنا وحدي، فسيدتي الكونتيسة كانت تحب الإشراف بنفسها على كل صغيرة وكبيرة بالقصر...

هتفت ايزابيللا:

- أنا رهن إشارتكِ عرابتي, فكما ترين لا شيء يشغلني الآن, وسأكون سعيدة إذا ما وجدت شيئاً أشغل به وقت فراغي، فأنا لم أعتد الجلوس بدون القيام بعمل ما....

هزت تيريزا برأسها معترضة بحزم وهي تضع كوب قهوتها جانباً:

- لا عزيزتي, لابد وأن تنتبهي لنفسك قليلاً, ألم تري وجهكِ في المرآة؟ لقد لازمه الشحوب ولم يستعِد بعد حيويته ونضارته, فيكفي الفترة الماضية والتي قضيتها مع والدتكِ رحمها الله في تمريضها والاعتناء بها بعد أن رفضت أيدي المساعدة التي مُدّت إليكِ, والآن فقد حان الوقت لتنتبهي إلى ذاتكِ قليلاً فأنتِ مازلتِ في التاسعة عشر من عمركِ ومن يراكِ يحسبكِ أكبر من ذلك بسنوات!!...

في بلاط الماركيز رواية غربية كاملة بقلمي منى لطفي (احكي ياشهرزاد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن