في بلاط الماركيز 16 والاخيرة لـ منى لطفي

15.2K 546 49
                                    


في بلاط الماركيز

الفصل 16 والاخير

بقلمي/احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

يقف مستندا الى الجدار الرخامي خلفه، يشعر وكأنه في كابوس رهيب، لا تزال صرخة ايزابيللا تردد في مسامعه، كان لسانه يلهج بالصلاة الى الله كي ينقذها، لا يستطيع أن يتصوّر حياته بدونها، هي غزالته البرية!..

أصوات تقترب أخرجته من شروده الحزين، لينتبه الى خروج الطبيب من غرفة العمليات، أسرع اليه وكلما تقلّصت المسافة بينه وبين الطبيب كلما ازدادت دقات قلبه خوفا و... رجاءًا!!...

- طمئني أيها الطبيب، كيف هي حالتها الآن؟..

لم يكن هو صاحب السؤال الذي كان يدور بخلده بل نطقته ماتيلدا في قلق وخشية، أجاب الطبيب بالهدوء الملازم لمهنته دوما:

- لا أستطيع أن أجزم إلا بعد مرور أربع وعشرين ساعة، مبدئيًّا نستطيع القول أنها قد نجت بأعجوبة.. هي و... طفلتها!.

تسمر أليخاندرو في مكانه، يطالع الطبيب وكأنه قد قال شيئا من وراء العقل، تقدم منه اليخاندرو حتى وقف أمامه تماما وسأله بتردد واضح:

- أي.. أي طفلة؟.. هل تعني أنها... قد ولـ...

ليبتسم الطبيب بهدوء وهو يجيب ذلك الأب الذي ترتسم عليه سمات القلق واضحة:

- نعم، لقد ولدت السنيوريتا، أنجبت ابنة نستطيع القول أنها في حالة صحية جيدة نظرا لولادتها وهي في بوادر الشهر السابع، بالطبع سيتم إيداعها في عنبر المواليد الخدّج، ولكن عامة فإن صحتها بخير ولا تنبأ بأي قلق، وحدها الأم من نزفت كثيرا أثناء الولادة نظرا لارتفاع ضغط دمها الملحوظ فكان لا بد من توليدها حرصا على حياة الجنين وأنت قد قمت بالتوقيع على إخطار بفعل اللازم لانقاذ حياة الأم والجنين بالفعل.

أليخاندرو بذهول وعدم تصديق لما يسمعه من أنه قد أصبح... أباً بالفعل:

- نعم، أذكر أنه لحظة دخولي المشفى قمت بذلك، ولكن.. هل هناك خطر حول ايزابيللا؟..

نفى الطبيب بهزة رأس بسيطة منه وهو يقول:

- طبيّا أستطيع أن أؤكد لك نجاة زوجتك وابنتك، ولكن لن نستطيع الجزم قبل استيقاظها...

وانصرف الطبيب بينما لم ينتبه اليخاندرو الى باقي حديثه منذ أن سمع كلمة "ابنتك"...، ربّااااه.. يا لها من كلمة!... أخذ يرددها بلسانه ليتذوقها، ابنتي أنا... غزالتي البريّة أهدتني أخرى صغيرة... أقوى رباط قد يربطك بي يمامتي المتوحشة... بذرة حب وضعتها بداخلك في لحظة غضب عاصف وغيرة عمياء لتطرح ثمرة عشق سرمدي لن ينمحي مهما حدث..

🎉 لقد انتهيت من قراءة في بلاط الماركيز رواية غربية كاملة بقلمي منى لطفي (احكي ياشهرزاد) 🎉
في بلاط الماركيز رواية غربية كاملة بقلمي منى لطفي (احكي ياشهرزاد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن