تلك الصرخة فجرت طبلة أذنيه وجعلته يستيقظ من نومه فزعا ًيمسك قلبه خائفاً و يرتجف بشدة والعرق يتقاطر فوق جبينه .... رمى بفراشةبعيداً وأخذ يغسل وجهه بالماء عدة مرات وخرج الى الشرفة لتدخين حيث كانت الساعةالعاشرة ليلاً كان يأخذ نفساً عميقاً من كل حين كان ينظر الى الإضواء المطفئة مماجعلت الشوارع مظلمة وكأنها مهجورة وهناك صوت صفارة شرطة يتردد صداه من بعيد كان يحاول أن يهدأ نفسه ويضبط ضجيج أفكاره وفجأة تذكر ميّس التي كانت غاضبة منه هذا الصباح أخذ هاتفه فوجد هناك خمسة مكالمات فائته لــ أوزيان وثلاث مكالمات من ناستيا ومكالمتين لــ ميّس .
" آآه هؤلاءالحمقى الكاذبون مالذي يريدونه !! علي أن أغير رقم هاتفي "قام بالإتصال على ميّس .....
- مرحباً مساءالخير .قالت بصوتها الهادئ :
- مرحباً مراد هل هناك خطب معك ؟ الجميع يتصل بييريد أية أخبارٍ منك ..... لقد أثرت خوفي
- أنا بخير لا داعي للقلق ....... فــ في الواقع لقد إتصلت لكي أعتذر منك لما بَدر مني هذا الصباح لم أكن على سجيتي.- لا داعي للإعتذار أنا أتفهم وضعك ..
- ترى هل تريدين مني تعويضك بأخذك الى حانة أو ما شابه ؟
ضحكت برقة وقالت:
- أرغب بذلك بشدةولكن لما لا تأجله للغد أنا منهمكة في العمل الآن وقد أعود الى منزلي بعد منتصف الليل منهكة من التعب.
-حسناً إذن لا أكاد أصبر لإنتظار الغد .... أعتذر للإتصال بك وداعاً .
- إنتظر مراد !!
- ماذا ؟
- لقد أخبرني أوزيان أنك هربت من المكان الذي تقطن فيه هل هذا صحيح ؟
- نعم إنه كذلك
- ولكن لماذا فعلت ذلك هل حدثت مشكلة بينكما ؟- الوضع فوضوي ولا يكفي قوله على الهاتف لذا سأؤجله الى الغد لأشرح لك ماهية اوضاعي .
- حسناً ليكن ذلك إذن .
- الوداع ..... كان مراد محاصر في التفكير حتى بأدق التفاصيل لذا أراد أن يصفي ذهنه من كل هذا وقرر أن يتجول لبعض الوقت .خرج من من غرفة فندقه الرخيصة وتوجه الى تلك الشوارع المظلمة ويمر ببعض الأحياء الفقيرة مشياً علىرجليه في وسط ليلةٍ شديدة البرود . كان يرتدي قلنسوة سوادء ويلتفت من حين الى آخر وكأنه هارب من شخصٍ ما إشترى بضعة سجائر من متجرٍ قريبٍ منه ومضى في طريقة مر ببعض الحانات الرخيصة ودخل الى تلك الحانة التي تعلوها لوحة من النيون كتب عليها .
"حانة آخرالطريق "
دخل إليها وجلس أمام الساقي ليطلب بعض النبيذ الأحمر قدم له الساقي ذو بشرةٍ سمراء وشعر أسود لامع مسرح بعناية كانت التجاعيد تملئ وجهه .قال :
- مرحباً أيها الفتى ترى أين الرجل ذو النظارة الذي معك دائماً ."ماذا !!ترى هل يقصد مدير أعمالي ؟"
"كيف تعرف علي ؟؟"
- إنه في عمله...ولكن الجميع يقولون إني تغيرت مع اللحية كيف تعرفت علي ؟ .
قال ذلك وهويبتسم
- أممم في الواقع أنا دقيق الملاحظة لذا دائماً ما شدّ أنظاري تلك الندبة على عنقك
- حقاً أي ندبة
- مهلا ألم تلحظها إنها واضحه للغاية .. دعني أحضر لك مرآه أنتظر لثواني .لحظات حتى جاءالساقي ومعه مرآه دائرية الشكل متصدعه بعض الشيئ ولكن تفي بالغرض أخذها مراد وبدأ يتفحص مكان الندبة التي أشارلها الساقي كانت خلف عنقه بالضبط كانتندبة حمراء قريبة الى اللون الوردي وذات شكل غريب للغاية !!تأمل في شكلها أمام المرآه وقال في نفسه :"هذا غريب لم الاحظه من قبل !!"
- ترى مالذي تفعله هنا هل تود مقابلة أحد؟- هاه !! مالذي قلته؟
- لقد قلت هل تنتظر أحد لتقابله ؟
- همم لا أحد
- ترى كيف هي أحوالك لماذا إنقطعت كل تلك السنوات عن الأضواء. لقد سمعت أن هناك مخرج اختارك لتمثل دور البطولة !! أشعر انك تناسب التمثيل- اود أن اركزعلى نفسي الآن في الواقع سوف أبتعد عنالأضواء لفترة وربما اعود في يوم من الأيام .
- يبدو أن الشهرة أتعبتك اليس كذلك ؟
- نعم انها كذلك.اقترب منه الساقي وهمس في أذنيه قائلاً :
- ارأيت ذلك الرجل ذو الجنز والمعطف الأخضر .
إلتفت مراد بهدوءونظر الى الرجل بإختلاس ثم قال :
- نعم رأيته ترى ما خطبه ؟- أنا لا أود أن افتعل المشاكل ولكنه منذ دخولك كان خلفك تماماً وجلس يراقبك بشكل مخيف .فور قول الساقي هذا تذكر عصابة المخدرات وقضايا الإدمان والإفلاس التي أصابته منذ زمن لا يتذكرأحداثه بالضبط . إرتفعت نبضات قلبه وبدأ يحدث نفسه قائلا
ً " ترى مالذي سوف أفعله ؟ "
"أنا لست ضعيفاً يمكنني أن أدافع عن نفسي بلكمات أو ركل بعشوائية ولكن !! ماذا لو كان يحمل معه مسدساً !!"
- ترى هل تود أن اتصل بالشرطة ؟
- لا لا ليس هناك داعي سوف أتصرف بنفسي سوف أخرج الآن وإذا لاحظت انني هدفه سوف أتصرف معه بشكل آخر.
- مالذي تقوله؟!! سوف يقتلك حتماً ربما منعه من قتلك الآن هو الزبائن وسرعان ما تخرج لوحدك سوف ينهال عليك .
- لا تقلق أنا لها ولكن هل لديك سكين ؟
- لا تفعل شيئاً مجنوناً وتقتله
- أعطني إياها إنها مجرد لتخويف- حسناً سأجلبها لك ولكني سوف أبقى أراقبك من الشرفة في الأعلى .
أنت تقرأ
ذكريات متلاشئة 🌊
Misterio / Suspensoتعرّضَ عارض الأزياء الشهير "مراد" لحادث أفقده جزء من ذاكرته وقد سمع الجميع من حوله يقولون أنه نجى بأعجوبه!! ولكن الأعجب من هذا هو ان يجد نفسه عالق في وسط ملحمة من الذكريات السوداء الغامضة ليست لها تفسير لذا قرر ان يجمعها كقطع الزجاج المتناثرة...