3- قطار الصحراء السريع

1.8K 159 142
                                    

البركة في البكور، إذا أردت إنجاز عملك، و بداية يومك بنشاط لتقضي أغراضك فما عليك سوى النهوض قبل شروق الشمس.

كان سوير عازمًا على المضي قدمًا فيما خطط له، فعند الثالثة صباحاً كان قد جهز حقيبته، إرتدى ملابسه المفضلة -قميص أسود مقلّم مع بنطال بني- بالإضافة لقبعته السوداء ذاتِ الحواف،
بالإضافة لساعة معصمه الخاصة التي تضيء بالليل و مصباح يعمل بالطاقة الشمسية، و حقيبة إسعافات أولية صغيرة، بالإضافة لعدة الكشافة.

تفقّد سوير مدخراته قليلاً ثم أخفى محفظة المال في طيات ثيابه.

تنهد سوير بأسى و هو يتأمل الغرفة، قد لا يعود للمنزل قريباً لكنه يريد أن يصلح خطأه، أن يثبت لوالدته بأنه رجل المنزل، و أن بإمكانه أن يساعد، و أن بإمكانه الذهاب في طريقه لمفرده.

رفعت سارة رأسها و قالت:
" لو رحلت يا أخي فسأخبر أمي."

إلتفت سوير لجهة سرير سارة بحقد لتضيف:
" بشرط، أن تأخذني معك، أنا و لينيريا."

رفعت لينيريا رأسها و قالت:
" نعم! أنا أريد الذهاب أيضاً، لو لم تأخذاني سأخبر أمي أيضاً ."

تنهد سوير لتضيف سارة:
" لقد حسم الأمر إذًا ! سنذهب نحن الثلاثة للحصول على المال من أرض الجنيات،
لكن يا سوير، بدلاً من التسرع علينا وضع خطة أولاً.."

" خطة؟"

سأل سوير مستغربًا فقالت سارة:
" نعم خطة، هل ستخرج هكذا دون معرفة المكان الذي أنت ذاهب إليه؟ دون تفقد أدواتك، أموالك و طعامك الضروري في الرحلة؟ و كم ستستغرق؟"

أخفض سوير رأسه مفكرًا ثم قال بعد هنية:
" إذا لن نذهب اليوم... لقد كنت متسرعًا "

ثم رفع رأسه و أضاف:
" أنت محقة، يجب أن نجمع ما نحتاجه من معلومات، ثم نذهب غدًا "

أومأت سارة و قالت:
" نعم، هكذا أفضل، لتكون مغامرة حقيقية، و أيضاً ...
أنا آسفة لأنني أخبرت أمي..."

أعاد سوير حقيبته للخزانة و قفز على السرير ليخفي وجهه في الوسادة دون الرد على سارة.

مع خيوط الشمس الذهبية كان الصغار قد استيقظوا، اقترب سوير من لينيريا و قال:
" لا تخبري أي شخص بأي شيء، حسناً ؟"

أومأت لينيريا بالموافقة لتذهب و تفتح الخزانة بحثاً عن ملابسها المفضلة،
بينما بحث سوير في خزانته ليخرج خريطة صغيرة و قلمًا أسود،
ثم جلس على الأرض لتجلس سارة قربه و تقول:
" إذًا ، أين سنذهب؟"

أشار سوير للخريطة و قال:
" توجد كثير من الغابات، لكن أكبرها توجد عبر المقاطعة الغربية و الوسطى، إنها الغابة العظمى،
تمتد لمساحة خمسمئة كيلومتر مربع.
لا بد أن تكون وجهتنا المنشودة هناك"

غابة إيلينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن