4- كوارتز، العاصمة

1.6K 131 122
                                    

الجو صحو، السماء صافية تزينها السحب البيضاء،
المباني المعدنية تلمع تحت الشمس،
كانت سارة تتناول شطيرة مربى التفاح بعد أن تشاركت أخرى مع شيرسكا، تراقب عبر نافذة القطار المباني الشاهقة لعنان السماء، الواجهات التلفزيونية التي تعرض الأخبار و الإعلانات المتحركة في المباني، القصر الملكي يلوح من البعد بكل العظمة الملكية و كبريائها،
الشوارع المخططة و السيارات الحديثة التي لم تر مثلها من قبل، الأشجار المميزة ذات الأوراق البنفسجية،
كانت تلك هي العاصمة كوارتز، عاصمة مملكة نيون وواجهتها المشرقة.

التصقت سارة بالنافذة بإنبهار، بينما كان سوير يفكر في طريقة للتملص من شيرسكا و رونالد،
بينما غطت لينيريا في نوم عميق بينما يحملها رونالد.

إلتفتت شيرسكا نحو لينيريا لتتأملها بإبتسامة و تقول:
" ياللملاك النائم! فليحفظها الله.
رونالد، فلتوقظها لأننا سنصل للمحطة بعد قليل"

لمس رونالد وجنتها برفق و نادى اسمها عدة مرات لتفتح عينيها ببطء و تقول:
" هل وصلنا؟ "

ابتسم رونالد ليجيبها:
" لقد وصلنا لوجهتنا، العاصمة كوارتز، سنترك القطار بعد قليل"

أومأت لينيريا لتقترب من النافذة و تسأله:
" أين هو منزلكم؟"

ضحك الإثنان لتربت شيرسكا على شعر الصغيرة بخفة و تجيبها:
" لن نرى منزلنا من هذا المكان بالطبع، العاصمة شاسعة الأطراف، لكنه ليس بعيدا جدا من المحطة"

أومأت لينيريا بإهتمام ليتوقف القطار، و يظهر صوت مسؤول القطار شاكرا للمسافرين انتظارهم و معلنا عن الوصول للعاصمة.

نزل الصغار من القطار برفقة رونالد و شيرسكا،
تجاوزو البوابات و أجهزة الفحص الآلية ليخرجو من المحطة، كانت أعين الصغار مشدوهة نحو الأرجاء،
كانت المباني عالية تصل لأعالي السماء،
شاشات العرض الضخمة و الإعلانات المتحركة،
الحدائق الزاخرة بالأشجار البنفسجية،
أشار سوير لصف الأشجار المتناسقة و قال:
" ما هو نوع هذه الأشجار؟ لم أر مثلها قبلا"

أجابته شيرسكا:
" إنها أشجار كاراماري، تتميز بلحاء بني غامق و أوراق بنفسجية، تمتص الضوء فوق البنفسجي لعملية التمثيل الضوئي، تنتشر في العاصمة و المقاطعة الشمالية، لكن هنا بكثرة"

"إنها مفيدة جدًا ، و جميلة كذلك!"
أضاف سوير لتوميء شيرسكا بإبتسامة،
سار الجميع بمحاذاة صف الأشجار الطويل و حتى منتصف المنطقة المركزية،
توقفت لينيريا بإندهاش أمام ناطحة سحاب، لترفع رأسها لرؤية القمة حتى كادت أن تسقط، ثم التفتت و قالت:
" رونالد، ما هذا المكان؟ "

" إنها ناطحة سحاب، مبنى الإذاعة و الإعلام"

"هل في نهاية ناطحة السحاب قرون؟ "

غابة إيلينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن