10- زنبقة سوداء

1.2K 128 22
                                    

اقتربت لينيريا من النافذة لتجلس قرب هوكي،
أشارت له ليجلس قربها على الأرض و يضع كفيه على فخذيه ثم يأخذ نفسا عميقا ليضيف:
" قبل وقت طويل،
لا أذكر متى كان بالضبط، كنت أزور الغابة مع شخص ما، لا أتذكره أو أتذكر ملامحه جيدا...
ربما كانت امرأة، كل ما أتذكره هو خصلات شعرها السوداء الطويلة، و أنني كنت أحبها و ألعب معها،
و ذات مرة كنت ألعب معها الغميضة،
تركتها لتعد للخمسين بينما ركضت بأقصى سرعتي للإختباء،
دخلت بين الأحراش لأجد هذا الكوخ،
كان يبدو مهجورا فدخلت بسرعة للإختباء فيه،
عندها أول ما قابلني هو وجه سوفيا الباسم،
أمسكت بي لتكمم فمي و تسحبني للموقد و تنثر فوقي رمادا أسود،
لم استطع الحراك بعدها لتقيدني بإحكام و ترميني في العلية،
كانت العلية مليئة بالأطفال، معظمهم ميت"

ابتلعت لينيريا ريقها و هي تنظر في أطراف العلية بخوف ليضيف هوكي:
" من كانوا أحياء لم يكونوا يستطيعون الكلام أيضا، عدا واحدا منهم،
أخبرني بأن سوفيا تجري عليهم التجارب،
لكي تقوم بصنع ترياق بالسحر المحرم يستطيع إعادة الشباب و إطالة العمر للأبد،
فكانت تقوم بالتجارب عليهم، و قتلت شقيقته لتأخذ لحمها و رأسها لتقوم بعمل بعض الطقوس،
و أخبرني أنه لا أمل لنا في الخروج؛
لأنه بمجرد أن يخطو أحدهم داخل المنزل يصير ممسوسا بسحرها و إذا غادره يموت.

في ذلك اليوم، أخذني مساعد سوفيا ليغمرني في الإناء الأسود ثم يعيدني للعلية، منذ ذلك الوقت..
بدأ الأطفال بالجلوس بعيدا عني، لأنني تغيرت، بهذه الهيئة الشاحبة و الشعر الأزرق، اعتقدوا أنني سأنقل لهم العدوى،
صار الجميع يبتعد عن ذلك القط الممسوس.
لقد أخبرهم الولد ذو الشعر الأحمر أنني صرت شيطانا"

تنهد هوكي بأسى ليتوقف عن الحديث، ثم رفع رأسه ليضيف:
" قوانين مملكة نيون صارمة تجاه السحرة،
إذا تم العثور على أي ساحر يتم حرقه حيا و القضاء عليه فورا،
لذلك الكثيرون يختبؤون في الغابة العظمى.
لكن أذكر ذات يوم، جاء شخصان نحو الكوخ،
راقبتهما من النافذة"

نهض هوكي ليسحب لينيريا و يشير عبر النافذة مضيفا:
" كانا رجلا و طفلا صغيرا،
الرجل بدا مهما، كانت ملابسه فاخرة سوداء مطرزة بالفضي، في وسطه سيف أسود،
شعره أسود قصير، كان كالأمير...

برفقته ولد صغير بملابس حمراء،
كان الولد متجهما، شعره الجليدي و عيناه الضبابيتان من البعد... ربما كان حزينا من شيء ما.

طرق السيد الباب ليفتح مساعد سوفيا و يتفاجأ،
ثم سمعنا ضجة كبيرة في الأسفل.

بعد دقائق سمعنا طرقات في باب العلية، لينكسر و نرى الصغير ذو الشعر الأبيض يتسلق ليصعد،
ساعده السيد الأسود على الصعود ليصعد بعده،
جميعنا كنا مذهولين و خائفين عما سيفعله بنا،
لكنه كان ينظر لنا بحزن،
ليجثو على الأرض قرب الصغار و يفك قيودهم،
كانوا عاجزين عن الكلام أو الحركة عدا ذلك الولد ذو الشعر الأحمر الذي تحدث معي يومها،

غابة إيلينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن