" النسيم العليل يناغينا، و العشب الأخضر يناجينا،
تحت الشمس الذهبية، تنمو أزهار الروز البرية"اقتربت لينيريا من مصدر الصوت الخافت الرنان كالجرس لترى الجنية الصغيرة ذات الفستان الزهري من بتلات الروز و هي تطير فوق مجموعة أزهار روز حمراء،
بينما تحمل ورقة نبات بها بعض المياه لتنشرها فوق البتلات بحرص،
اقتربت لينيريا لتجلس على الأرض و تسأل الجنية الصغيرة:
" ماذا تفعلين يا روزي؟"التفتت روزي لتحلق فوق الأزهار و تجيب بسعادة:
" أعتني بأزهاري الجميلة!
منذ ولدت كنت في زهرة روز، لذلك اسمي روزي،
و أعتني بها دائما و أحرسها، أسقيها و أبعد عنها الحشرات"ابتسمت لينيريا لتسأل مجددا:
" هذا يعني أنك تعتنين بكل زهور الروز في العالم؟"ضحكت روزي بخفة لتجيب لينيريا بينما حطت على رأسها:
" لا، كل مجموعة أزهار روز لها جنية خاصة تعتني بها و تحميها،
أنا مسؤولة عن هذه فقط، و في حال ماتت لظرف ما.. أموت أنا أيضا""كم هذا محزن! لذلك تخبرني جدتي بألا أقطع الأزهار ... هكذا سأقتل الزهرة و أقتل الجنية الجميلة التي تحرسها"
أومأت روزي بصمت لتربت لينيريا على رأسها بأصبعها و تضيف:
" لا تحزني؛ لن أقطف أزهارك و عندما أعود سأخبر جميع أصدقائي بذلك!"ابتسمت روزي لتطير و تتشير للأمام قائلة:
" هيا بنا، لأعرفك على بقية الأصدقاء هناك!"طارت روزي مبتعدة لتركض لينيريا خلفها بسعادة نحو شجيرة التوت الوارفة،
اقتربت لينيريا و روزي بهدوء من الجني الصغير الذي كان نائما على إحدى الأغصان،
كان أطول من روزي، بملابس زرقاء قاتمة و قبعة صغيرة كروية قرمزية، و شعر أسود قصير مع جناحين قرمزيتين كجناحي الفراشة، حافيا بلا حذاء.اقتربت روزي بهدوء لتطير عاليا ثم تسقط نحوه بسرعة ليستيقظ مفزوعا و يصرخ ثم يطير مبتعدا خلف إحدى الأغصان،
ضحكت روزي و لينيريا لتقترب روزي و تخاطبه:
" هيا انهض أيها الكسول! كيف تلقب نفسك حارس شجر التوت و أنت تنام كل اليوم!"تثائب الجني الصغير ليطير و يجلس على غصن صغير ثم يفرك عينيه مجيبا:
" جاءت المزعجة"ثم انتبه للينيريا ليحلق و يحوم حولها في دوائر ليسألها بسرعة:
" من أنت؟ أنت من أولئك الأطفال الذين جاءوا لإيلين؟ ما اسمك؟ كيف تبدو قرى البشر؟ هل يأكلون التوت كثيرا؟"طارت روزي لتوقفه عن الدوران و تضيف بعبوس:
" عرف عن نفسك أولا!"أومأ الجني الصغير لتمد لينيريا يدها و يطير ليقف على يدها و ينحني ثم يضيف:
" اسمي توت، حارس أشجار التوت، أنشط و أفضل جني قد تقابلينه في حياتك يعتني بالتوت"ضحكت لينيريا لتردف:
" لينيريا ، لم أذهب للمدرسة بعد، أدرس عند جدتي و أعيش في مدينة آركس في المقاطعة الجنوبية"
أنت تقرأ
غابة إيلين
Fantasyحدثتني جدتي يومًا ما، أن كل تلك الغابات المهجورة، و الجبال ذات القمم الخضراء أو القبعات الثلجية ، و الأماكن التي لا يرتادها البشر ، بعيداً جداً، هي موطن الجنيّات، حيث أرض السعادة و السلام، و كل الأمنيات المحققة. هل تؤمن بذلك، يا صديق؟ سأظل دائماً أ...