كما قيل:
"الفشل هو ببساطة فرصة جديدة لكي تبدأ من جديد لكن هذه المرة بذكاء أكبر"كان سوير متمسكا بالإيمان، بالرغم من مواجهته لحقيقة أنه لا طعام، لا مأوى،
وحوش تترصد و طريق لا رجعة منه، و طفلة صغيرة تعاني و لا تجد العلاج.بالنظر لكل شيء، بدأ سوير بالندم على قراره، كونه هو من أفسد اللوحة وحده، و أيضا من اقترح الذهاب للغابة.
لكنه استمر بالتفاؤل، صار أكثر حرصا و حذرا،
ينتبه لكل صوت يصدر، كل غصن يتحرك و يسرع للإختباء مع اختيه لو شك في اقتراب أي خطر محتمل،و هذه المرة قام بحمل الطعام لديه و تقسيمه لحصص متساوية خوفا من نهم سارة، و يتوقف عند كل شجرة فواكة ليرى لو كانت صالحة للأكل أم لا.
تنهدت سارة بضجر و قالت:
" ملابسك قبيحة! إنها مثل الملابس التي ترتديها أنت، بفضلك من يراني الآن سيحسبني ولدا لا بنتا، مع أن ملامحي أجمل منك بالتأكيد."سوير، أريد ماء"
أضافت لينيريا ليتنهد سوير و يجيب:
" لقد اقتربنا من جدول صغير، يمكننا الشرب منه"أومأت لينيريا و ركضت بسرعة ليلحق بها التوأم.
كان الجدول صغيرا، تحفه بعض الصخور الصغيرة
و الأعشاب، بالرغم من أنه لم يكن عميقا لكن المياه كانت صافية كالمرآة،
جلس سوير تحت الشجرة الكبيرة يراقب لينيريا و هي تشرب من المياه و سارة تقوم بالنظر لوجهها في صفحة الماء و تصنع تعابير مختلفة ،
أغمض سوير عينيه لبرهة لهبوب نسيم عليل ذكره بضاحية الياسمين، بمخبز العم آنطون و الخبز الساخن،
و قطع الكعك و الفراش الدافيء.فتح سوير عينيه لصوت خطوات خافتة بالقرب،
نظر سوير بحرص لمصدر الصوت فكانت شجرة قريبة،
كان الصوت يدل على أنه حيوان صغير فهدأ روع سوير و نظر عن كثب،
لاحظ قبعة صغيرة زرقاء من الكتان
حرك سوير رأسه ببطء ليرى فشاهد قزما يحدق نحو سارة و لينيريا المنهمكتين على الجدول،
كان قصيرا، له شعر أبيض و قبعة زرقاء و قميص و بنطال باللون الأخضر،
نهض سوير ليركض القزم مبتعدا بسرعة."سارة، لينيريا، يوجد قزم! "
صرخ سوير لتركض الفتاتان نحوه و يشير بحماس نحو الجهة التي ذهب بها،
ليحمل الجميع أغراضهم و يركضوا بأقصى سرعتهم للحاق به.بعد دقيقة كان الصغار خلفه مباشرة، ضحكت سارة بسعادة و هي تسرع للإمساك به بينما هو يسرع الركض، كان أقصر من لينيريا و قدماه الصغيرتان لم تساعداه للإبتعاد بسرعة،
في لحظة تعثرت قدمه بغصن صغير ليسقط على الأرض بعنف و تقفز سارة فوقه.توقف سوير ليأخذ أنفاسه بينما انفجر القزم بالصراخ و البكاء متوسلا تركه يعيش،
اقترب سوير من سارة و خاطبها:
" سارة، ضعيه على الأرض!
أنت تخيفينه بإبتسامتك المخيفة هذه و تضغطينه بقوة"
أنت تقرأ
غابة إيلين
Fantasyحدثتني جدتي يومًا ما، أن كل تلك الغابات المهجورة، و الجبال ذات القمم الخضراء أو القبعات الثلجية ، و الأماكن التي لا يرتادها البشر ، بعيداً جداً، هي موطن الجنيّات، حيث أرض السعادة و السلام، و كل الأمنيات المحققة. هل تؤمن بذلك، يا صديق؟ سأظل دائماً أ...