أولئك الأبطال المجهولون الذين يضحون بكل شيء،
بأرواحهم، دمائهم و سعادتهم و يبذلون نفوسهم سخية في سبيل الدفاع عن الأوطان و الذود عن كل ما هو جميل،
قلة من تعرفهم، تقدرهم و تعطيهم حقهم،
عند نهاية المعارك و الحروب، يعود السكان و الحكام بأمان و سعادة لحيواتهم الطبيعية، بينما الجنود الأشاوس يكونون في السماء، أو مصابين بجروح جسدية و نفسية لا تلتئم بسهولة.كان ذلك الجندي أحد الذين عانوا الكثير،
و لم ينالوا غير النسيان و الآلام.كان الصغار الثلاثة يتبعون آريون و ديو بصمت و ترقب،
بعد أن توسلت سارة لآريون لمرافقتهم و رؤية الشخص الذي أنقذ ديو،
في قرية صغيرة في مدينة ناتاريس، المقاطعة الغربية.التفت آريون للصغار الثلاثة ليضيف:
" إنه يعمل في مدرسة قريبة من هنا، سنذهب له بعد نهاية الدوام أنا و ديو،
أنتم يمكنكم التجول في المكان خلال ذلك الوقت قرب المدرسة، لكن لا تبتعدوا لنعود للغابة بسرعة، حسنا؟"أومأ الصغار ليذهبوا و يجلسوا تحت إحدى الأشجار بينما سحب آريون ديو ليضيف:
" انظر إلى نفسك، تبدو كالمتسول!
ما هذا المعطف الرديء!"زم ديو شفتيه ليرمق آريون ببرود ليضيف بينما يسحب منه المعطف الكبير:
" هيا، أعطني هذا المعطف، قميصك الأحمر جيد"نزع ديو المعطف الكبير ليرميه على وجه آريون،
أبعد آريون المعطف عن وجهه ليدخله في حقيبته و يرمق قميص ديو الأحمر الصارخ بلا أكمام ليضحك طويلا بشماتة،
هز ديو رأسه ليضيف:
" توقف عن الضحك كالمجنون أو اعطني معطفي!"أخذ آريون أنفاسه ليجيبه:
" أعتذر، قميصك جميل.. يجعلك تبدو كالمشر.. الأطفال، الأطفال"عدل آريون معطفه ليغطي به رأسه جيدا و يسير مع ديو ليدخلا المدرسة،
كانت مبانيها متواضعة أرضية بلا طابق علوي،
يحدها جدار كبير عليه لافتة كبيرة تحمل اسمها،
مدرسة ناتاريس الإبتدائية.
كان الوقت يلوح للظهيرة و الطلاب الصغار يخرجون عبر البوابة المعدنية بسعادة و بعضهم يركض،
تنهدت سارة و هي ترمقهم لتقول:
" أنا لا أصدق هذا لكنني اشتقت للمدرسة،
تبقى وقت قليل و تفتح مدارسنا نحن أيضا"أومأ سوير و أضاف:
" أنا كذلك، اشتقت للحصص و الواجبات و المذاكرة و أستاذ جيمس و الآنسة زونا"نهضت لينيريا لتضيف:
" أليست هذه هي موطن آدم و مونيك؟ "أومأ سوير و هو يتأمل المدينة الخضراء لتضيف سارة:
" بلى، إنها جميلة حقا، تذكرني بقريتنا"ركضت لينيريا نحو المدرسة ليلحق بها سوير و سارة بينما يخاطبها سوير:
" لينيريا! أخبرنا السيد آريون بأننا سنمكث هنا و لن نتحرك!"ركضت لينيريا للفسحة لتشير لشجرة كبيرة و تضيف:
" تلك الشجرة مثل الشجرة قرب نافذة غرفتنا"
أنت تقرأ
غابة إيلين
Fantasyحدثتني جدتي يومًا ما، أن كل تلك الغابات المهجورة، و الجبال ذات القمم الخضراء أو القبعات الثلجية ، و الأماكن التي لا يرتادها البشر ، بعيداً جداً، هي موطن الجنيّات، حيث أرض السعادة و السلام، و كل الأمنيات المحققة. هل تؤمن بذلك، يا صديق؟ سأظل دائماً أ...