Part 1

7.3K 309 27
                                    

28 أيار 2018
الساعة 5:15 صباحاً

هبة:

-اووف ما هذا الملل!!
قلتها وانا انظر الى الكتاب الذي أمامي

تنهدت بضجر وجلست اطالع آخر امتحان لي في الجامعة، وبعدها سأتخرج وأخيرا، كم انتظرت هذه اللحظة بفارغ الصبر، وأنا بحمد الله حصدت المرتبة الأولى على دفعتي في تخصصي..

-سأعرفكم عن نفسي قليلا..
اسمي هبة أحمد عيسى، عمري 21 عاماً، أدرس التحاليل الطبية وأنا أكون الأولى على الدفعة..

ولدت لدى عائلة متدينة، وأنا أفخر بهذا..

لدي أخت أكبر مني بثلاث سنوات اسمها مها وهي متزوجة ولديها طفل، واخت اصغر مني ب 4 سنوات اسمها تالا، وأخ أصغر مني ب 7 سنوات واسمه محمود..

الجميع يقول أنني الأجمل بينهم..
فأنا امتلك عيونا خضراء واسعة تقول أمي أنني ورثتها عن جدتي، ورموش كثيفة، ووجه أبيض مستدير، ولكني لا أشبه أيا من أخواتي

أما أخواتي فيمتلكن عيونا بنية واسعة، وبشرة حنطية وهن جميلات أيضا..

أي أن أفراد عائلتنا 6 أشخاص بمن فيهم أمي وأبي، وأنا أعشق عائلتي جداً، فهذه العائلة هي أقصى ما يتمنى المرء ليعيش سعيداً رغم أن حالتنا المادية ليست بالكثير..
-------------------

أصبحت الساعة الآن السابعة ونصف صباحاً وعلي أن أستعد للذهاب للجامعة
تناولت فطوري، ولبست حجابي وعباءتي وذهبت أنتظر سيارة كي تقلني للجامعة..

بعد وقت خرجت من الامتحان وانا سعيدة جداً، فقد كان الامتحان سهلا وأنا بالفعل قد انهيت آخر اختبار لي في هذه الجامعة، رجعت إلى المنزل ووجدت أمي في المطبخ ألقيت عليها السلام وقبلت يدها وبشرتها بأني قد أبليت حسنا في اختبار اليوم
----------------

بعد أسابيع....

غدا هي حفلة تخرجي وقد تخرجت بتقدير ممتاز، كنت سعيدة جداً بهذا الانجاز الذي لم أكن لأحققه لولا فضل الله أولا ثم بفضل والديّ

ذهبت إلى السوق مع اختي تالا كي نبتاع بعض الحاجيات لحفل غد فسيكون يوماً متعباً

رجعت إلى المنزل في الساعة الخامسة مساءً، كان أبي قد عاد من عمله في ذلك الوقت
القيت السلام وقبلت يده ثم قبل جبيني وقال: اجلسي يابنتي..
جلست بجانبه وقال: اتصل بي المشفى قبل قليل..
بدت ملامح الاستغراب على وجهي وقلت: المشفى؟؟ لم؟

تنهد أبي ثم قال: يريدون عمل فحص DNA لي ولك.

وقفت بصدمة وقلت: ماذااا؟! لماذا؟!
وقف أبي وقال: ما بك يابنتي؟ اقول لك فحص DNA وليس جريمة قتل!

-"ولكن لماذا؟" سألته

-"لا أعلم ولكن غدا سنعلم.."

-"غداً؟ ولكن غداً حفلة تخرجي يا أبي!"

-"ولكن الحفلة الساعة السادسة مساءً، ونحن سنذهب ونعود قبل هذا"

-"حسنا يا أبي "
قبلت رأسه ثم ذهبت..
-----------------

في اليوم التالي....
ذهبنا أنا وأبي إلى المشفى في الساعة العاشرة صباحاً
عندما دخلنا المشفى ذهبنا إلى غرفة الطبيب
وقد لفت نظرنا العديد من الأشخاص الذين سيعملون هذا الفحص..
بعد قليل أتى الطبيب المشرف على هذا،
سأله أبي :"عذراً ولكن هل يمكنني أن أعرف لماذا كل هذا؟؟"
قال الطبيب :"آسف سيدي ممنوع ان أقول لما"
"حسنا" قال أبي
-----------------

عدنا بعدها للبيت وذهبنا جميعنا إلى مكان الحفل
يمكنني وصفه بأنه كان رائعاً وأنساني جميع التعب الذي تعبته في سبيل تحقيق حلمي
وقد تم تكريمي من قبل مدير الجامعة نظرا لمستواي المتميز
ثم عدنا بعدها للبيت بسعادة مع بعض التعب...
---------------
بعد شهر....
أبي:"اتصل عليّ شخص من المشفى قبل قليل ليخبرني عن نتائج الفحص"
ثم ذهب

لكني لم القِ بالا لهذا، ما الفائدة منه على أي حال؟

بعد ساعات....
دخل أبي إلى المنزل ولكنه تخطى الجميع حتى وصل إليّ، طالعته بصدمة من حاله فقد كان يبكي!!
أبي الذي كان بالنسبة لي مصدر قوتي ولم أرَ بعمري دمعة من عينه كان يبكي!!
نظرت إليه والدموع في عينيّ، صحيح أنني لم أكن أعلم ما به وبكن رؤيته ضعيف هكذا جعلني اقلق وبشدة عليه،
قلت له وأنا أبكي :"أبي أرجوك لا تبكِ، فأنا لا احتمل أن يصيبك خدش صغير حتى"
لم يجبني ولكنه احتضنني بقوة وهو لا يزال على تلك الحال، لم أعرف ما أفعل لكنني قلت له:"أبي أرجوك أن تخبرني ما بك"
قال لي من بين بكائه:"يقولون لي أنك لست ابنتي، ويريدون أخذكي مني"
لم أدرِ ما حصل بعدها لأنني وقعت مغماً عليّ...

مسلمة في أمريكا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن