Part 4

5.6K 268 8
                                    

هبة:

استيقظت عند الصباح في ساعة متأخرة، كنت حقا منهكة للغاية،
توجهت مباشرة للحمام وتوضأت وذهبت لأقضي صلاة الفجر بعدما فاتتني،
عندما انتهيت من الصلاة رتبت شعري وملابسي ونزلت للأسفل لأتناول فطوري،
دخلت مباشرةً للمطبخ لأبحث عن شيء يؤكل، عندما دخلت المطبخ فوجئت بوجود ستيف هناك فقد كان يحضر مع الخادمة أمور الحفلة،
ولحسن حظي أنه كان مديرا لي ظهره،
التفت بسرعة وذهبت لغرفة أخرى، وعندما تأكدت أنه رحل دخلت للمطبخ لأجد ماري هناك،
-"صباح الخير ماري"
-"صباح الخير آنسة هبة"
-"هل هناك شيء لآكله؟ أشعر وكأنني لم آكل منذ شهر"
ضحكت ماري بخفة وذهبت للثلاجة وأخرجت منها بعض الطعام ووضعته على الطاولة، شكرتها وجلست، ثم سألتها:
-"ماري كم عمرك؟"
نظرت لي قليلا قبل أن تجيب، فقلت لها:"لا بأس إن كان هذا يزعجك"

فركت يديها بتوتر ثم قالت:"لا الموضوع ليس هكذا، ولكن لم أعتد أن يكلمني أحدهم"

نظرت إليها بشفقة ثم قلت:
-"تعالي واجلسي على المقعد المجاور لي"

لم تستجب ثم كررت لها طلبي، فجلست ثم قالت:
"آسفة آنستي ولكن لم أعتد"
ابسمت وقلت:"لا بأس ماري، ولكن ناديني هبة فقط بدون آنسة، ولا تتاقشيني في هذا"
أومأت لي ثم قالت:
-" أنا في الحقيقة لم أعتد أن يكلمني أحد باستثناء ستيف"

أحسست بقلبي وقد تسارعت نبضاته قليلاً، وتابعت هي:
-"بالرغم من أنه متعلم وكثيرٌ من أبناء جيله يعتبرون أنهم أفضل من غيرهم إلا أنه لطيفٌ جداً"
-"أخبريني عنه أكثر"
-"حسناً هو في 26 من عمره، وقد درس المحاسبة، ويعتبره والدك كابن له، والداه مطلقان ثم عمل والداه عند والدك عندما كان ستيف في الثالثة من عمره، أي قبل أن يتزوج والداك، وقد عمل والده في خدمة السيد توم إلا أن توفي بحادث سير قبل 10 سنوات، وقد قام السيد بتربية ستيف إلا أن أصبح شاباً وقد تكفل بتعليمه أيضاً"
سألتها متلعثمة:"هل هو مرتبط؟"
-"لا، رغم جماله لكنه لا يقبل الارتباط بأي فتاة، رغم محاولة الكثيرات التي لم تنجح معه"
-"حقاً! ولكن لمَ؟"
-"لا أحد يعلم، يقول أنه سبب شخصي"

أحسست براحة غريبة لا أعرف مصدرها،
سألتها مرة أخرى:"لم تجيبيني كم عمرك؟"
-" عمري 43 عاماً "
-" وهل أنت متزوجة؟"
-"في الحقيقة أنا مطلقة ولي ابنتان"
-" حقا، وما أسماءهما؟"
-" الكبرى تدعى إيميلي وهي في الثامنة عشر أي أنها في المرحلة الأخيرة من المدرسة، والأخرى تدعى جيسيكا وهي في الرابعة عشر"

لاحظت ابتسامتها عند ذكر بناتها، أو لأني تحدثت إليها لا أعلم بالضبط، ولكني ابتسمت معها لا إرادياً،
تناولت قليلاً من طعامي وسألتها:
-" وماذا ستدرس إيميلي عندما تصل لمرحلتها الجامعية؟"

بدت معالم الحزن جلية على وجهها ثم قالت:
-"لن تلتحق بالجامعة"
-" لمَ؟ هل هناك شيء؟ "
-"لا ولكن حالتنا المادية لا تسمح"

مسلمة في أمريكا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن