هبة:
التقطت هاتفي بتردد، وبحثت عن اسمه في القائمة، بدأ الهاتف بالرنين ومع كل رنة كانت دقات قلبي تعلو أكثر فأكثر، توقف الهاتف عن الرنين بلا رد، حاولت الاتصال مرة ثانية فثالثة ولكن لا رد...
أيعقل أنه ما زال غاضباً مني؟؟
لا يوجد غداً دوام، اذن لن أستطيع طلب مسامحته إلا بعد يومين.بقيت أتقلب في الفراش حتى وقت صلاة الفجر، توضأت وصليت ودعوت الله أن يسامحني،
رجعت للفراش لأنام بعض الوقت،
استيقظت في الصباح عند الساعة التاسعة صباحاً، وقد كان يوماً روتينيا عادياً،
حاولت الاتصال بستيف عند الساعة الثانية ظهراً، ولكن كالعادة لا رد..
مساء ذهبت للنوم وأنا أفكر باعتذار مناسب له،
استيقظت في الصباح بحيوية، تناولت فطوري وخرجت أبحث عن ستيف، توجهت نحو السيارة لأجلس فيها، التفت بسرعة للسائق وقلت:
-"ستيف أنا.... مايكل؟! أين ستيف؟"
قلتلها بتفاجؤ، فقد توقعت أن يكون ستيف السائق كالعادة...-"أنا من سيقلك إلى دروسك من اليوم فصاعدا"
-"ولكن... ستيف؟"
-"ما به؟"
-"أعني هو من كان يقلني"
-"لقد قدم استقالته، وسيبدأ العمل بشهادته الجامعية"
-"ماذااا؟ لما؟"
-"لا أعرف، لقد تغير كثيراً في الآونة الأخيرة"
-"ولكني أحاول الاتصال به منذ يومين ولا يجيب"
-"لا أعلم، ليست لدي فكرة"
لقد قدم استقالته بسبب كلماتي، ليتني لم أقلها له، خطرت ببالي بعدها فكرة..- "مايك، أعطني هاتفك من فضلك"
-"حسنا، خذي"
-"شكراً لك"
أخذت هاتفه وخرجت من السيارة، من المؤكد سيجيب إن كان المتصل صديقه...-"ما الأمر مايك؟"
شعرت وكأن قلبي قد خلع من مكانه عند سماع صوته، ولكنني استجمعت بعضاً من شجاعتي وقلت:
-"هذه أنا هبة، كيف حالك ستيف"
-"ماذا تريدين، ليس لدي وقت لك ولكلامك"
شعرت ببعض الغصة من كلامه ولكني أكملت..-"أنا... أريد أن أعتذر عن كلامي الجارح قبل يومين"
-"ولكنك لم تخطئي! أنا مجرد عامل في منزلكم ولكن ليس بعد اليوم، فلقد استقليت في عملي الجديد، والآن لا وقت لدي للثرثرة، وداعاً"
-"لا ستيف انتظر، أنا قلتها ساعة غضب ولكن لم أقصد أي كلمة قلتها!"
-"إذن ما أكون؟ "
-"ماذا؟"
-"إن لم أكن مجرد عامل فماذا أكون؟"
لم أستطع الإجابة عن سؤاله وبقيت صامتة، فقال هو:
أنت تقرأ
مسلمة في أمريكا
ChickLitهبة : فتاة فلسطينية تعيش في كنف عائلة تغمرها بالحب والرعاية، ولكنها تكتشف فيما بعد أن عائلتها الحقيقية ليست تلك التي تعيش فيها...