هبة:
مرت الأيام بسرعة كبيرة، وها قد انتهيت من دراسة اللغة، نحن الآن في شهر مايو...
ذهبت مع والدي ووالدتي للطبيبة لإجراء الفحوصات الخاصة بالحمل، وللكشف عن جنس الجنين..
دخلنا الغرفة لتبدأ الطبيبة بإجراءات الفحص، وبعد أن انتهت قالت :-"الجنين في صحة جيدة جداً، هل تودون معرفة جنسه؟"
أبي :
-"نعم من فضلك "
-"الجنين ذكر، مبارك لكما"
لم يكن والداي من النوع الذي يفضل الذكر على الأنثى أو العكس، فقد أحسست براحة كييرة من هذه الناحية...
ألقيت نظرة على والداي، كانا يبدوان في غاية السعادة، لا بد وأن ألتقي بستيف لأفهم منه كل الذي حصل في غيابي...
توجهنا للبيت، وتوجه ابي لعمله، فمنذ حمل أمي لم يسمح لها بالعمل أبداً، كنت أريد أخذ حجة للذهاب لستيف في مكان عمله لأسأله، فأنا لا أستطيع الذهاب لمنزله والجلوس وحدنا....
ترددت قليلاً ثم قلت لأمي:
-"امي، أريد الذهاب لمنزل صديقتي، لم أرها منذ زمن بعيد وقد اشتقت لها"-"حسنا يمكنك الذهاب"
وقفت وقبلت رأسها وقلت وأنا خارجة:
-"أشكرك جداً يا أمي، ولكن إن تأخرت لأكثر من ساعة اتصلي بمايكل وأخبريه"
-"كما تريدين عزيزتي"
-"وداعاً أمي"
-"إلى اللقاء"
حملت حقيبتي وتوجهت للخارج بحثاً عن مايكل،
-"مايك أنت تعلم مكان عمل ستيف صحيح؟"
-" نعم ولكن لما؟ "
-" لما برأيك؟ أريد أن تأخذني إليه"
-"أي مصيبة ستكون اليوم؟! أنتم لا تلتقون إلا وتجرون وراءكم ألف مصيبة! "
-"أنت فقط خذني وما عليك"
-"أمري لله، هيا بنا"
ركبنا السيارة وانطلقنا للشركة التي يعمل فيها، توقفت السيارة عند شركة ضخمة لم أر مثلها قبلا، دلفت إليها عبر الباب ودخلت، ثم سألت موظفة الاستقبال عنه ودلتني مكانه....
أعتقد أني في تلك اللحظة كنت أسمع دقات قلبي تدق بسرعة جنونية في تلك اللحظة...
دخلت المصعد وضغطت رقم الطابق، شعرت في تلك اللحظة أنه يجب علي التراجع، ولكن للأسف لا مجال لذلك، توقف المصعد وخرجت منه وأنا أضع يدي ناحية قلبي ثم تقدمت، وقفت عند بابه الذي كان مغلقاً، حاولت طرق الباب ولكن في كل مرة كانت يداي تخونانني، حتى طرقت الباب عدة طرقات متتالية، وسمعت صوته يأمر بالدخول، فتحت الباب بهدوء ودخلت، لم ينظر لي فقد كان منغمسا في عمله بشدة، طال الصمت للحظات حتى قلت بهمس:
أنت تقرأ
مسلمة في أمريكا
ChickLitهبة : فتاة فلسطينية تعيش في كنف عائلة تغمرها بالحب والرعاية، ولكنها تكتشف فيما بعد أن عائلتها الحقيقية ليست تلك التي تعيش فيها...