هبة:
مر أسبوع على تلك الحفلة، لم أر ستيف بعدها أبداً،
استيقظت متأخرة مثل كل يوم، غيرت ملابسي، وتوجهت للمطبخ لأتناول فطوري،
لم يكن والداي هنا، فكل واحد توجه لعمله، كانت ماري في المطبخ كعادتها منهمكة بالعمل،
توجهت للثلاجة واخرجت بعض الطعام وجلست على الطاولة لأتناول طعامي،
أنهيت فطوري ثم جلست في غرفة المعيشة، حملت هاتفي وتكلمت مع أمي وأبي وأخواتي وأخي، وتحدثت مع صديقاتي قليلاً، لم يكن لدي ما أفعله، كان اليوم مملا كما المكان أيضاً،
توجهت لغرفتي وقت الظهر لأصلي،
بقيت بعدها أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي إلى وقت العصر، صليت ونزلت لأسفل عند ماري لنتسلى قليلاً، فقد كان الملل يقتلني، ولحسن حظي كانت ماري قادمة نحوي،
-"آنستي"
-"ماذا هناك!"
-"السيد جايكوب دياز هنا"
-"ماذا؟ أين؟!"
-"أدخلته للمكتب"
-"كيف تدخلينه وأبي غير موجود؟!"
-"أخبرته بذلك ولكنه أصر الدخول"
-"ماذا أخبرته؟"
-"أخبرته أن السيد ليس هنا، وسألني إن كان أحد موجود فأخبرته أنك هنا وقد أصر على الدخول والحديث معك"
-"اذهبي وأخبريه أني لن أقابله فلينتظر أبي إن كان يريد"
-"حسنا سأخبره"عدت لغرفتي مسرعة وأنا أفكر، إن عمله مع والدي وأنا لا أفهم بهذه الأمور، وقد قال أبي من قبل أنه من المقربين إليه أي أنه من المفروض أنه يعلم متى ينتهي دوام أبي،
طرقٌ على الباب أخرجني من دوامة أفكاري،
-"تفضل"
-"آنستي، قال إنه لن يغادر حتى يتحدث معك"
-"هل تعرفين عن أي موضوع سيتحدث؟"
-"لا، لا أعلم"
-"حسنا، أخبريه 10 دقائق وسأكون عنده"
-"حسنا"
-"انتظري، أين ستيف؟"
-"إنه في الخارج"
-"اذهبي وأخبريه أن يحضر للمكتب فأنا لا أريد البقاء معه بمفردنا"
-"حسنا"ارتديت حجابي بسرعة ونزلت للمكتب لأرى ما الأمر الطارئ الذي جاء من أجله...
وقفت عند باب المكتب لأفتحه ولكن صوت ماري أوقفني
-"آنستي، ستيف ليس هنا، اتصلت به وأخبرني 10 دقائق وسيكون هنا"
-" حسنا، عندما يحضر أدخليه إلى هنا بسرعة"
-"حسنا، هل تريدين شيئاً آخر؟"
-"لا، شكراً لك"أخذت نفساً عميقاً ثم فتحت الباب ودلفت، كان يجلس على الكرسي، عندما فتحت الباب وقف وصار ينظر إلي تلك النظرات التي أكرهها
-" مرحبا سيد جايكوب"
-" أهلا آنسة هبة"مد يده ليصافحني، ولكنني تجاهلتها مرة أخرى،
-"يبدو أنك لا تصافحين أحد"
قالها مع ابتسامة ساخرة-"لا يا سيد، أنا لا أصافح الرجال فقط، هكذا هو ديننا"
-"حسنا، أنا لست هنا للحديث عن هذا الأمر"
-" أبي ليس هنا، وأنا لا أفهم في أمور الاقتصاد"
-" أنا أعلم"
-" إذن؟!"
-" جئت لأتحدث معك بشكل خاص"
-"تفضل فأنا أسمعك"
-"كما تعلمين أنا ووالدك نعمل في نفس المجال، وأنا أمتلك شركة تعد الأكبر في أمريكا والعالم، ووالدك أيضاً له نفوذ كبير، وببساطة فأنا أريد أن يكون الترابط بيني وبين أبيك أكبر"
-"وأنا ما دخلي في كل هذا؟"
-"يبدو أنك لم تفهمي قصدي"
-"وضح أكثر"
-"إن أصبحت مهما بالنسبة لكم فوالدك لن يتردد في أمر الشراكة"
-"وكيف ذلك؟"
-"أقصد أن نتزوج أنا وأنت"
لم أستطع حبس الضحكة التي انطلقت بصوت عال،
أنت تقرأ
مسلمة في أمريكا
ChickLitهبة : فتاة فلسطينية تعيش في كنف عائلة تغمرها بالحب والرعاية، ولكنها تكتشف فيما بعد أن عائلتها الحقيقية ليست تلك التي تعيش فيها...