part fourteen

7.6K 334 68
                                    


-اخبرتك لن اذهب واتركك وحدك هنا.

قالها مروان مصراً علي رأيه بعدم الذهاب وترك يزن.

-لما لا تنصت الي دون ان تعارضني ولو لمرة في حياتك،
قلت لك اذهب،وانت سوف تذهب وتنفذ ما قلته لك،هيا الان.

قالها صارخً بغضب في مروان،ثم انحني الي فيروز وحملها متجها الي الشاطئ وسط تلك الامطار الغزيرة وخلفه مروان يتبعه بقلة حيلة..

-فل تعلم انني لست احد رجالك لاستمع لاوامرك وانفذها
انا اعارضك لأنني صديقك ويهمني امرك قبل امري،
لما لا تفهم ذلك اذا تركتك وحدك هنا سوف تقطع وترمي الي الكلاب انت لا تعرف ماذا يحضر لك بالداخل.

قالها مروان بنفعال وغضب صارخ به ما ان وصلا قرب القارب

وصل يزن الي الشاطئ واقترب بحزر تجاه القارب وسحبه داخل الرمال ووضع فيروز به ثم التفت الي مروان الذي كان يحاول ان يمنعه قائلا:

-هذا الاحمق بالداخل هو اخي...

قالها يزن بنفعال في مروان وهو يشير بأصبعه الي القصر الذي يظهر نوره من بين النخيل والاشجار والمطر المتساقط بغزارة ثم اكمل كلامه بنفس النبرة قائلا:

-كل هذا ينتهي اما بموتي او موته اما الليلة او فيما بعد
لذلك يجب ان ينتهي كل شئ وهو من اتي بقدميه...
لقد سئمت منه ومن افعاله الغير عقلانية...
هو من تسبب بكل ذلك لنفسه..
هو من صعد خلفهم وتسبب في قتل والدتها وادخاله السجن ودخوله مع رجال العصابات الذين كانوا اخطر من عمل والدي الذي كان يكرهه..وانا كنت علي علم بذلك واخبرته ان يبتعد عنهم ويمتنع عن الاخطلات بهم...وانا الغبي كنت استطيع ان انهي ذلك فقط بكلمة مني..لولا ان ابي اخبرني ان اتركه يفعل ما يريد وان يتحمل مسئولية ما يفعله،،وياليتني لم استمع له وانهيت كل شئ من البداية وما كنت لافقده الان او افقد والدي و والدتي الان...

كانت كلمات يزن تخرج بصراخ وانفعال وغضب كبير في البداية،الا ان في نهاية كلامه تحولت نبرته الي نبرة باكية منفعلة مهتزة لن يشعر بها الا من شعر بذلك الجزء البسيط من الالم الذي يكمن داخله وقد ظهر في كلامه الان.

اراد مروان ان يعانق صديقه الذي يعاني منذ ولادته في تلك الحياة عله يخفف عنه قليلا ما يشعر به،هو يعلم ما قد مر به..لقد كان شاهد في قلب الحدث فما مر به صديقه كان يفوق قدرة اي بشر علي الارض،اراد عناقه فقط لكن حتي ذلك لم يكن يحتاج له يزن.

انزل رأسه للاسفل لثواني وهو يهز رأسه يمين ويسار وكأنه ينكر مشاعره المنكسرة التي ظهرت الان وهو الذي كان قد دفنها منذ 15عامًا،رفع يده واضعا اياها علي كتف مروان ونظراته اليه كانت كفيلة بأن تخبره بما يريد لسانه ان ينطق به.

- -

لم استطيع ان اناقشه اكثر من ذلك فصعدت الي القارب وادرته للذهاب وبجانبي فيروز فاقدة للوعي، ابحرت بالقارب بعيدا عن الجزيرة كما اراد تاركاً اياه علي حافة الشاطئ وسط الظلام،تدريجيا كلما كنت ابتعد وانظر له كان ظله قد بدأت معالمه تختفي من امام نظري الي ان اختفي هو والجزيرة معا.

وصولي الي الميناء لم يكن بالامر السهل ابدا بل حقا كنت اصارع الموت بسبب تلك الامطار الغزيرة والرؤية التي كانت منعدمة بسببها.

ما كنت استشعر حدوثه قد حدث حقا
وهو عند وصولي الي الميناء كان والد فيروز في الانتظار...
سلمته ابنته دون ان انطق معه بحرف او في الحقيقة انا حتي لا اقوي علي خوض نقاش مع احد الان،
تركتهم وذهبت بخطوات سريعة الي الميناء ولحسن حظي وجدت سيارة يزن في الخارج...

قاد مروان السيارة بسرعة كادت تذهب بروحه الي خالقها،
كان معه حق في القيادة بتلك الطريقة لان فعلا يزن بحاجة الي التدخل السريع من رجاله وبأقسي سرعة.

كان في ربع ساعة كان قد وصل مروان الي القصر،
وبنصف ساعة اخري كان قد جهز كامل رجالهم المسلحين وامرهم بالذهاب الي تلك الجزيرة و بأسرع ما يمكن،

اخذ معه عدد من الرجال المسلحين والاحسن تدريبا منهم ويثق بهم الي تلك الطائرة الخاصة الموجودة علي سطح القصر وامر الطيار ان يتجه الي الجزيرة في الحال...

وبالفعل ثواني وكانت الطائرة تحلق في الهواء متجهة الي الجزيرة...

خطواته المتجهة بثبات الي ذلك الجحيم الذي ينتظره بداخل القصر..وضغطات اصبعه علي زناد مسدسه لتسمح بكل طلقة نار يطلقها ان تحمل معها حزء بسيط من ذلك الالم الذي يحمله بداخله لتخترق صدر الذي يقف ويعترض طريقه...حتي قطرات المطر التي تشبه قطع الزجاج المتساقط من قوة غزارتها و تغطيه من خصلات شعره الي أسفل قدميه؛
لا يشعر بها وكأنه ك الآلة الموجهة هدفها دخول ذلك القصر
وقتل كل من به.

حتي تلك الرصاصة التي تلقاها في كتفه الان.. لم توقفه الا عدة لحظات وهو ينظر للذي اطلقها نظرات محملة بقذائف جمر ملتهبة
،ولم يستوعب الاخر ذلك الا وقد لقي مصرعه بعد ثواني وكان هو الاخر كباقي الجثث الهامدة من خلفه او اقول انه انضم الي تلك المجزرة في الخلف وكان مفرغ به خزنة مسدسه تلك المرة.

كان كالنيزك المشتعل الذي لم ولن تهدء ناره حتي بقطرات المطر الزجاجية التي تسقط فوقه وتزداد شدتها مع كل صوت مرعب تصدره السماء من فوقه وكأنها تعبر عن غضبها هي الاخري

وقف امام ذلك القصر في سكون تام لا يخترقه سوي صوت ارتطام المطر بالارض من حوله،لا يفصله سوي بضع درجات ويكون في الداخل في مواجهة مع...

مع من؟!، ماذا اقول
أ اقول "اخيه" او "قاتل اخوتهم ومحطم ذلك الرحم الذي بينهم" او "محطم احلامهما وحياتهما" او "قاتل والدهما" او...او..او...

فقط اقول ان هذا هو الموقف الذي لا يتمني اي اخ ان يكون هو واخوه به حتي ولو انتهت الحياة من علي الارض وخصوصا ان كان لايزال يحبه وهما الاثنان كانا يتقاسمان نفس الهواء والطعام والروح ونفس الرحم حتي قبل ان تري الاعين بعضها....

يتبع...

الامير العاشق  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن