《 الفصل الثاني》في شقه بسيطه في احدي المناطق السكنيه المتوسطه في مصر القديمه .. يصدح صوته العذب في ترتيل ايات الله تعالي في خشوع و تقف خلفه تلك المرأه ذات الوجه البشوش دائم الابتسام و تجاورها فتاه ذات عيون عسليه ورثتها عن امها الراحله .. و لكن الجو ينتشر به القلق المسيطر علي الجميع و علي نبره ذلك الرجل الذي يملك من الاعوام ستون ؟! .. انهي الصلاه و تبعته كلا من المرأه و الفتاه لتتحدث الحاجه دليله بأبتسامه ...
(الحاجه دليله هي زوجه عم لمياء و بسمه ذلك الرجل الستيني ذو القلب الرحيم .. هو من عطف علي بنات اخيه بعد و فاته بعد ان تخلي عنهما اقربائهما من ناحيه والدتهما الراحله .. هاتان الفتاتان اللتان ادخلا البهجه و السرور علي قلبيهما عندما اتيا الي كنفهما بعد حادثه و الديهما .. )
قالت الحاجه دليله مبتسمه في نبره حانيه حاولت بها اخفاء القلق الذي ينهش في قلبها : يلا يا لمياء يا حبيتي ادخلي البسي عقبال ما احضر الفطار عشان تلحقي درسك ...
ردت عليها لمياء بنبره مهذبه رقيقه : حاضر يا ماما دليله ثواني واكون جاهزه ..
قبلت يدها و يد عمها و خرجت راكضه الي غرفتها تختبأ وراء بابها و قد سالت الدموعها علي و جنتيها خفيه ..
***********
بعد ان اختفت الصغيره خلف باب حجرتها التفت دليله اللي عبد الله لتظهر ملامح القلق علي وجهها لتقول في نبره حملت بطياتها كل معاني الخوف و التوتر : - - و بعدين يا حاج الساعه 8 الصبح و البنت لسه مرجعتش انا مش مطمنه قلبي واكلني عليها ..
ليرد عبد الله بنفس نبره القلق :
- مش عارف يا دليله دي متعوده تخلص جامعتها و تيجي و مدحت مكلمني و قايلي هعدي عليها و نيجي سوا راحت فين بس ياربي ..
دليله : ايوه بس مدحت راح و ملقهاش !! انا خايفه عليها اوي
عبد الله : ربنا يستر عليها يارب رجعهلنا بالسلامه يارب
********************اما خلف ذلك الباب بني اللون كانت تقبع ذات ال 17 عشر عاما تبكي بقهر علي اختها و حبيبتها المفقوده نعم حبيبتها .. فبسمه كانت كالأم لها .. نعم الحاجه دليله لم تقسر يوما تجاهها هي او شقيقتها بسمه و منحتهما كل الحب و الدفئ فهي لا تمتلك اولاد فعتبرت الصغيرتان كبناتها .. ولكن كما يقولون الاخت هي الام الاخري او البديله ... اذن اين امها الشابه اللتي اختفت منذ عصريه امس ولا احد يعرف اين هي ولا احد رأها !!!! .. تبكي و هي تحدث نفسها بصوت هامس اين انتي يا شقيقه عمري اين رحلتي و تركتيني ؟! ...
*******************يقف خارج تلك الحجره ينظر اليها من خلف الزجاج يراها و قد اتصلت بها العديد من الاجهزه و الانابيب ...
ها قد مر ليله علي تلك الحادثه و مؤشراتها الحيويه لا تبشر بأي جديد فهي منفصله عن الواقع تماما في غيبوبتها اللعينه تلك .. كم يريد الاطمأن عليها ان يسمع صوتها .. يرغب في روئيه عينيها شيئ ما يشده الي تلك الصغيره .. اطلق تنهيده حاره خرجت من اعماق صدره و توجه اللي باب المشفي راحلا ليركب سيارته قاصدا منزله .. فهو ماهر الالفي يا ساده المحامي الشهير ... رجل المهمات الصعبه كما يطلقون عليه فلا يوجد قضيه اصتعصت عليه ابدا .. ذو بشره قمحيه و عيون سوداء حاده طويل القامه و ذو جسد رياضي يعمل حسب ما يملي عليه ضميره يمتلك بعض من الشده يستخدمها وقت اللزوم و لكن رحيم القلب عطوف و حنون ...
*************
انطلق بسيارته الي منزله فهو لم ينم ليله امس ... دخل اللي منزله تلك الشقه الفاخره في حي الزمالك اللقي مفاتيحه و خلع حذائه و سترته و توجه الي الحمام المرفق بغرفته ليهنئ بحمام دافئ لعله يرتب افكاره المتضاربه حول تلك الفاتنه الصغيره ...يتبع ...
------------------------------------------------------
في انتظار ارائكم و تفاعلكم وشكرا 🌸💜
أنت تقرأ
لعبه القدر
Romanceدوار شديد يكاد يفتك برأسها .. لا تملك القدره حتي لرفع رأسها من علي تلك الوساده الناعمه رؤيه مشوشه و صداع لا يحتمل الم شديد يسيطر علي كامل جسدها .. اين هي و ماذا حدث ومن هي !!!!! #لعبه_القدر بقلمي روان خالد