الفصل العاشر و الاخير

3.8K 147 2
                                    

《 الفصل العاشر و الاخير 》

توجهت فرح و معها بسمه نحو زاويه من المنزل حيث تقبع لمياء و مي  .. لا تعرف لما هناك شئ يجذبها اكثر للاقتراب نحوهم ، هناك ما يدعوها للتعرف عليهم .. وصلت الي حيث تقف الفتاتان ليصدح صوت فرح بنبره ملئتها الحماسه :
- لمياء ، مي .. اعرفكوا بسوم صاحبتي ..
لتلتفت الفتاتان بسعاده و ما هي الا لحظه حتي تسمرن في اماكنهن و سقط الطبق الذي كانت تحمله في يدها لتصرخ في دهشه :
- بسمه .!!!

لتركض اليها تحتضنها بشده و دموعها تغرق وجنتيها .. تتمتم بأسمها بعدم تصديق .. شقيقتها اصبت بين يديها امامها بعد شهور من الافتراق و الالم و الحزن .. سمع الحج عبد الله و زوجته و معهما ماهر و مازن صوت صراخ لمياء و تحطم شئ ما فهرعوا للخارج لمعرفه ما يحدث .. وما ان خدت اقدامهم باب الغرفه تسمر كلا من الحج عبد لله و زوجته في اماكنهم فها هي لمياء تحتضن بسمه الواقفه بذهول لا ترد و لا تبادلها العناق فقط تقف كالتمثال مدهوشه مما حدث ... هرعا اليها يحتضناها و يبكيان و مي تقف علي مقربه منهم و هي تتمتم بكلمات تحمد لها الله علي رجوعها اليهم  ... ولكن عدم تجاوب بسمه معهم اقلقهم جميعا فبدأو بالابتعاد رويدا رويدا عنها ليتفهم ماهر الوضع و يدرك ان وقت الفراق قد اتي و ان هؤلاء هم اسره بسمه ... ليتوجه لهدوء نحوهم و يطلب منهم الحديث علي انفراد .ليتوجهوا معه بينما بسمه مازالت علي حالتها لتسرع اليها فرح في محاوله لتهدأه روعها ...

*****************
في داخل الغرفه ..
ماهر: اكيد حضراتكم والد وووالده بسمه صح ؟!
- لا يابني انا عمها و دي الحاجه دليله ..
اردف الحج عبدلله بتلك الكلمات و ملامح الحزن تكسوا وجهه فهو لا يعلم ما ببسمه حتي لا تتفاعل معهم بعد غياب دام شهور ... ليقطع افكاره صوت ماهر و هو يحمحم ..
-احم .. انا عارفه اللي حضرتك بتفكر فيه وانا هوضح الموضوع ... في الحقيقه انا شوفت بسمه من حوالي 3 شهور و نص للاسف انا خبطها بعربيتي و نقلتها المستشفي فورا  ... وبعد العمليه تبين انها فقدت جزء من الذاكره وهو الجزء المتعلق بحياتها يعني هي مش فاكره حضرتكو و لما فاقت مكنتش فاكره اسمها ...
لمياء : طب ازاي دلوقت هي عرفاه ..
ماهر: بعد العمليات جت ممرضه و ادتني سلسله فضه عباره عن اسم بسمه فعرفت اسمها منه و بالتالي عرفت بسمه اسمها ....
لتردف الحاجه دليله و هي تحاول كتم شهقاتها :
- ايوه السلسله دي انا اللي جبتهلها في عيد ميلادها كان قبل اختفائها بكام يوم ...
ليردف الحاج عبدلله :
- كمل يابني ..
- اللي حصل بعد كدا ان بسمه حصلها كسر في رجلها طبعا خضعت للعلاج الطبيعي و واظبت علي ادويتها و الحمد لله بقت زي الفل... مع ان الدكاتره اكدولي ان في حالتها دي شفائها يستفرق حوالي 6 شهور بس واضح ان ربنا شفاها بسرعه عشانكوا ... طبعا بسمه اعدت معايا في بيتي و ...
ليقطع كلامه الحج عبدلله بعصبيه:
- نعم!!!! في بيتك ازاي يا افندي انت ؟؟؟
- اهدأ حضرتك ... انا انسان عارف ربنا كويس انا مكنتش انا و بسمه لوحدنا كانت معايا المربيه بتاعتي .. داده رحمه و بسمه كانت معظم الوقت بتنام معاها ...المهم دلوقت اننا مينفعش نضغط علي بسمه انها تفتكر حاجه .. هي ذاكرتها هترجع لوحدها بالتدريج ..
الحج عبدلله :
- احنا متشكرين لحضرتك علي افضالك طبعا و لوقوفك جمب بسمه في محنتها و اسف اني انفعلت علي حضرتك بس كلامك يخض الصراحه ..
ليبتسم ماهر :
- العفو حضرتك .. اي حد مكانك هيعمل اكتر من كدا .. احم حضراتكوا هتخدوا بسمه اكيد .. صح !!
- اكيد يابني ...
- طب ادوني 5 دقايق امهدلها و افهمها ...
- اتفضل يابني ....
ليخرج ماهر من الغرفه و الحزن يكسوا وجهه فها هي بسمته راحله ... تلك البريئه التي حركت قلبه بضحكتها و برائتها المععوده ... اقسم انه سيتقدم لخطبتها فهو لن يستطيع العيش بدونها فقد اصبحت النفس الذي يتنفسه ....
خرج ماهر من الغرفه ليجدها تقف مع فرح و علي و جهها علامات القلق وما ان ابصرته ركضت ناحيته لتعلم من تعابير وجهه انه وقت الفراق ... 
- هو في ايه !! مين دول !!
قالتها بسمه بعيون غائمه بالدموع .. ليبتسم ماهر في حنو مربتا علي رأسها قائلا :
- دول اهلك يا بسمه ... اخيرا لقينا اهلك و هيخدوكي تاني عشان ترجعي لحضنهم ..
- يعني مش هشوفك تاني !!!
قالتها و قد فاضت دموعها علي وجنتيها ... لم تسطتع كبحها اكثر من ذلك .. هي تحبه نعم .. ولكن حيائها يمنعانها من الاعتراف له ... فهي ليست متأكده من مشاعره .. تعلم انه يعاملها بود من باب الزوق او تأنيب الضمير فهو في النهايه سبب ما هي فيه ... قطع افكارها صوته الحاني و هو يبتسم تلك الابتسامه التي اذابت قلبها من اول مره ... قائلا بصوت خاني غلب عليه نبره ثقه : 
- لا يا بسمه هتشوفيني ان شاء الله صدقيني مش هغيب عنك ابدا ... ولا هسمح انك تغيبي عن عيني ...
عقدت حابيها و ما ان همت لسؤاله .. قاطعها صوت الحج عبد الله الحاني وهو يقول ببتسامه ابويه رائعه : يلا يا بنتي نروح بيتنا وحشتني لمتنا سوي ..

لعبه القدر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن