لا اعرف من اين ابدأ حكايتي لكن اسمحوا لي بان اعود الى اليوم الذي اكتشفت به انني غير كل البشر
ذلك اليوم كان منذ بضع سنوات وحينها كان يوم ميلادي الثالث عشر وكان شعورٌ باليأس والتشاؤم يحيط بي لانني -ودون سبب- كنت اكره الرقم "١٣"، لكن ما هوَّن عليَّ قليلًا كانت هدايا عيد ميلادي والتي كانت جميعًا مثل ما طلبت بالضبط؛ عصايات سحرية، مُذكراتٌ تحمل صورة دراكو مالفوى او صورً لثعبان سليذرين، مجموعة روايات (هاري بوتر) باشكالٍ مختلفة،عقدٍ تتوسطه الكرة الذهبية بجناحيها اللامعان، تذاكر وهمية للقطار رقم تسعة وثلاثة ارباع؛ اما بالنسبة لكعكتي فكانت مزينةً بحلوى خضراء اللون ويتوسطها اسمي السحري وهو "Flora Malfoy" بالطبع ذلك ليس اسمي لكنه اقرب اسمٍ قد يكون سحريًا بعض الشيء ل'ورد اليمن' ربما لم ينتشر الاسم في مصر بعد لكنني افضل كوني مختلفةً ولو باسمي
لم اكن ادرك حينها ان عيد ميلادي ذاك كان آخر ليلةٍ اقضيها في سلامٍ الى جوار اسرتي واصدقائي فما حدث بعدها بيومٍ واحد كسر كل المناطق البشرية
دعوني احكي لكم ما حدث..
مثل كل المدارس ببلادنا اقامت مدرستنا رحلةً الى السيرك ورغم انني ابغضه فقد ذهبت فقط لاحضر فقرةً واحدة وهي الاخيرة، فقرة الثعابين!!
مر كل شيءٍ برتابة من بداية دخولنا في صفٍ واحد من بوابة السيرك الى مرور الفقرات فقرةً تلو الاخرى وانا اشاهدها في مللٍ منتظرةً ما اتيت لاجله الى ان اتت فقرة التي انتظرتها اخيرًا فادخل المروض ثعبانً ضخمًا الى مسرح السيرك وطلب ممن يريدون الصور الاصطفاف في انتظام لكن ذلك لم يحدث وعمت الفوضة كل مكان فبقيت في مكاني انتظر انتهائهم لااني ابغض الزِحام
بعد ربع ساعة كان الجميع قد انتهو فنزلت في هدوءٍ وقفزت متخطيةً السياج الحديد الى حيث استوى الثعبان على الارض وكانت اقصى طموحاتي حينها ان اكون مثل توم ريدل او سالازار سليذرين واملك القدرة في الحديث مع الثعابين. ورغم ادراكي التام بان ذلك مجرد خيال لكنني قررت ان اجرب علَّ الحظ يكون في صفي فاطلت النظر في عيون الثعبان الداكنة لدقائق والجميع يراقبونني في ترقب الى ان فتحت فمي لاتحدث "ما اسمك؟" في تلك اللحظة حدثت اشياءٌ غريبة استطيع عدها
اولها كان انني عوضًا عن صوتي سمعت حفيفًا ورأيت المشرف وقد وقع على الارض من كثرة الضحك
ثانيهم هو انني شعرت بحرارةٍ شديدةٍ في قلبي وعند نظري ليدي رأيت ما يشبه ثعبانًا صغيرًا يتحرك داخل عروقي
اما الثالث فكان ان الثعبان اجابني بحفيفٍ فهمته بوضوح "اماردا"
كنت ادرك جيدًا ان الحيوانات تشعر بخوفني لكنني لم اتمالك نفسي وتهاويت على الارض بينما ترتجف شفتاي ولم تمر ثوان قبل ان اسمع حفيفًا اطول كان مفاده ان اماردا جائعٌ وهم لا يقدمون له الطعام الكافي بعدها بدأ يزحف تتجاهي
حينها راودتني فكرة فاخرجت العصا السحرية الخشبية اللتي اشتريتها علِّي اوجد بها روحًا ولدهشتي الشديدة هذا ما حدث عندما صرخت باول تعويذةٍ مرت على خاطري "وينجار ديام لفيو زا" فتراجع الثعبان الى الخلف وقد ارتفع عن الارض بضع سنتيميتراتٍ ثم سقط على مسافةٍ مني تتيح لي فرصة الهرب
كنت حائرةً بين السعادة لانني ساحرة ام الرعب من كون كل هؤلاء حولي وقد شاهدوا ما فعلت وهناك احتماليةٌ كبيرة ان اصبح فأر تجارب او شيءً من هذا القبيل فطاوعتني نفسي على الجري باقصى سرعةٍ الى الخارج وبدأ الجنيع يبتعدون عني في ذعرٍ عدا الحارس الذي حاول ايقافي فرفعت عصاي تجاهه وانا اهمس بتعويذةٍ اخرى "تارانتاليجرا" وبدأت ارجل الحارس في الرقص وقد فقد السيطرة عليها وانتهزت انا فرصة انشغال الجميع بالحارس الراقص وخرجت جريًا حتى انتهي بي الحال ليلًا في شارعٍ مهجورٍ الا من الحشرات فرميت جسدي في احد اركانه وانا تائهةٌ بين افكاري ومتخبطةٌ بين العودة الى بيتي او الاستمرار في الهرب
يتبع...