part 6

708 57 0
                                    

لم يبدو بالفعل انني فقدت وعيي فما لبث ان خرج الملثمون حتى تمكنت من فتح عيناي والابصار من جديد "آسفٌ على ما حدث ايتها الصغيرة" تجاهلته ورفعت يدي لاتفقد وجهي علَّه كان كابوسًا وانتهى "مازال وجهك جميلًا" قال عندما لاحظ رجفة يدي وانا اتلمس خدي الأيمن فأجبته ببرود وانا اجلس على الأرض "من انت؟" نظر حوله في حنقٍ ثم اعاد النظر لي ورما بعصاتي البيضاء تجاهي "اتحفظين تعويذةً تبطل اجهزة المراقبة او تشوشها حتى؟" أومأت برأسي نفيًا "وتصرين على المعرفة؟" أومأت مجددًا بالأيجاب فقل وهو يقف بصوتٍ يشبه صوت ثعبان السيرك

"ليس عليّ فعل ذلك لكننا نحتاج احدنا الآخر، شعرت بوجودك منذ اتيت الى هنا" قطبت حاجباي وسألته "اتذكر ان واحدًا فقط يستطيع تحدث لغة الثعابين، هل تعلمتها؟" نظر في عيناي الداكنتين فشعرت لوهلةٍ وكأنه اخترقهما وسمعت صوته جوهريًا وقد ازداد قوة "انا فقط اقوم بذلك ليعتقدوا ان لنا لغةً اخرى، ما افعله يسمى التخاطر؛ اصدر حفيفًا من فمي لكنني انقل لك بعقلي ما اريد ان تعرفيه"

اغلق عينيه فجأة فتوقفت عن سماعه ثم فتحهما وقال وقد شحب وجهه "اقتربي" كنت على بعد ما يقارب مترًا منه فانتفضت من مكاني وتراجعت للخلف اكثر؛ بدأت انفاسه تتقطع وصرخ من جديد "اقتربي" نظرت له بذعرٍ فلاحظت مالم الاحظه من قبل. الوشم على صدره كان قد اختفى والآن يعاود الظهور...

بعد ان اكتمل ظهور وشمه اندفع نحوي وشعرت وكأن شيئًا خفيًا يحيط به دفعني الى الحائط بقوةٍ قبل ان يصل الفتى اليّ فهوى جسدي الى الأرض بعد ارتطامه بالحائط "لا تؤذني" قلت ببكاءٍ حين فقدت القدرة على الحراك "لن افعل. اعدك بذلك لكن اقتربي؛ اخترقي الشيء الذي يحيط بي وادخلي، قد يؤلمك ذلك لكن ارجوك حاولي" تحاملت على قدمي ومازال الحذر في نظراتي له وانا اتقدم برزانة وبعد ثلاث خطواتٍ شعرت وكأن شيئًا يسحب روحي لكنني اكملت الخطوات الفاصلة بيني وبينه حتى سقطت على وجهي وكأنني اخترقت للتو حاجزًا من الماء البارد ثم جلست بعد ثوان "رأسك ينزف، دعيني ارى ذلك" انهى حديثه واحتلت ابتسامةٌ قصيرة شفتيه

"كان ذلك بسببك، كدت اموت" اجابني وقد اتسعت ابتسامته "لكنك لم تفعلي؛ انت اول من يمر خلال روح جريفيوك دون ان يموت، والآن دعيني أرى ذلك الجرح" القيت عليه نظر غاضبة ثم اشحت بنظري الى الجهة الآخرى لاشاهد وابل الرصاص الذي يرتد للخلف كلما لامس الحاجز حولنا وقلت وانا اشير للاسلحة التي اجتمعت لتحاول اختراق الحاجز الذي يحمينا "قد يغفر لك ذلك فعلتك، لكنني لازلت غير واثقةً بك. سأداوي جرحي بنفسي" وبينما اتحدث حاول احد الحرَّاس اختراق الدرع فهوى الى الداخل صريعًا في اقل من ثانية

نظرت الى رسغي وقلت بلغة الثعابين "إن كان الفتى امامي حليفًا فداوي الجرح كما فعلت سابقًا وإن لم يكن فاترك جرحي كما هو" خرج الثعبان من يدي بسرعةٍ تجاه الحارس الميت ودعوني اترك ما فعله لانكم تعرفونه واتابع، فبعد عودته الى مكانه في يدي اختفى الألم تمامًا من رأسي وتوقف النزيف "ارفعي رسغك لأعلى واطلبي من الثعبان ان يدعم الاسد، هما يفهمان بعضهما" ضممت قدماي اليَّ ثم قلت بشك "مازالت لا اثق بك"

"سأخبرك بكل شيءٍ لكن ارفعي يدك لنطيل مدة مكوثنا هنا" رفعت يدي واغمضت عيناي لافتحهما بعد ثوانٍ وانا اشعر بشيءٍ بارد ينسحب من يدي؛ نظرت لها فرأيت الثعبان الصغير قد تحجر وخرج من اطراف اصابعي ثعبانٌ يغطيه لونٌ اخضر شفاف لكنني شعرت انه و الهواء واحد.

وصل الثعبان الى سقف الغرفة وبدء يلتف على شيءٍ غير مرئي، وعندما بدأت الدائرة تضيق ظهر شبحٌ احمر اللون لأسد وقد اصبح الثعبان حوله فأطلق زئيرًا عاليًا ثم تمددا في ما يشبه القبة حولنا فاصبح لاصواتنا صدًا ونحن نتحدث "قد نبقى على هذا الحال لخمسة ساعات، وقتٌ كافٍ لأجيب أسئلتك" قال بارتياحٍ وتمدد على الأرض بينما حافظت انا على المسافة بيننا وانا اضم قدماي الى صدري من جديد

يتبع...

جمعولي بقا كل اسألتكوا كدا عشان اجيبلكوا الاجوبة في البارت الجاي+ رأيكم
وحاجة اخيرة
انا مبنشرش الرواية حاليًا غير هنا فلو حد منكوا شافها في مكان تاني ياريت يعرفني💚🐍

Re Unionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن