"يبدوا انكم تعبتم من الوقوف" أومأ بعضهم في خجلٍ فأشرت بعصاي وامتلأت الغرفةُ بالكراسي الخشبية. جلس بعضهم في ترددٍ ثم سألتهم "ألديكم أي أسئلةٍ قبل أن نكمل؟" إرتفعت بعض الأيادي ومنها يد الفتاةِ برتقالية الشعر فأشرت لها بعصاي "ما اسمك؟" أجابتني الفتاة بخجل "فالواقع إنه، إنه روز" نظرت الى الأرض وقد احمرت وجنتاها فقهقه ويليام وقال من بين ضحكاته "لا تقلقي، توقفت عن تناول دم البشر منذ مدة" ازدادت وجنتاها احمرارًا وهي تعاود السؤال محاولةً ضبط كلماتها لتخرج هادئةً وغير متلعثمة "أستاذ ويليام يبدو أكبر بكثيرٍ من عشر سنواتٍ كما أن شعره ذهبي اللون الآن وطويلٌ أيضًا. هل... هل" صمتت لبرهة وخفضت صوتها ثم قالت بما يشبه الهمس
"أصبح ملعونًا"اتسعت أعيننا صدمةً وأغمض ويليام عيناه بغضبٍ ثم انسل خارجًا من الغرفة "أنا حقًا آسفة" كادت تبكي لكنني طلبت منها الجلوس ثم نظرت الى باقي الطُّلاب "أرجوكم اخفضوا أيديكم وسأدع الأسئلة بعد ان ننتهي من سرد القصة. بيتر هلَّا أكملت السرد عوضًا عني؟ فأنا أكره هذا الجزء" نظرت الى بيتر مع آخر كلماتي فأومأ لي ووقف من مجلسه متقدمًا عدة خطواتٍ الى الأمام
"ذهبنا في مساء اليوم التالي الى المكان المعهود و وجدنا تشكيلةً لا بأس بها من الجنود يحيطون برجلٍ قصيرٍ عريض الكتفين يضع بين شفتيه سيجارًا ضخمًا وأمامه رجلٌ وامرأة وثلاثة أطفالٍ فاقدي الوعي على الكراسي. كنَّا نسير نحن الاثنين ويتقدمنا ويليام محاولين الحفاظ على هدوءنا الذي لم يدم طويلًا " أعطونا الفتى وسنترك تلك الكراسي بمن عليها في مكانها ونمضي" هكذا قال القصير الوغد وهو يستبدل سيجاره الذي أنهاه بسرعةٍ قياسية بواحدٍ أكثر ضخامة من سابقه فتقدم ويليام بهدوءٍ تجاههم.
حاول أحدهم تخديره بقنص إبرٍ مخدرة لكن الإبر كانت تنكسر قبل ان تلمس جلد ويليام.
قيدوه ثم ركبوا في سيارتٍ سوداء وتركوا خلفهم بعض الملثمين فتقدمنا جريًا الى حيث تركوا الأسرة وكانت ال..." شعرت أنني استعدت رباطة جأشي فقاطعة بيتر وأكملت عوضًا عنه "كانت اجسادهم باردة ولا يظهرون أي علامةٍ على الحياة والغبي الآخر ظنّ أنه نجا بفعلته لكنني صرخت بغضبٍ هادرٍ وتركت ثعباني يخرج من رسغي ليهاجم الملثمين قبل ان نسمع صوت تحطمٍ ثم نرى ويليام يجري إلينا فأدركت انه قد حطم معظم السيارات وبدأ يتغذى على دماء من يحلوا له كما أظهر بيتر ولعًا بالرصاص وأبدت روح سلازار سليذرين جوعًا كبيرًا فأصبح المكان حولنا حطامًا" سرقت بضع ذراتٍ من الاوكسجين وعدت الى مجلسي فيما حاولت أن اشبهه بالوقار فارتفعت الأيدي مجددًا ووجدت الاهتمام باديًا عليهم "أمامنا أسبوعٌ لنكمل القصة والآن مر يومٌ واحد، ليذهب كلٌ منكم الى غرفته بعد الانتهاء من تناول العشاء
راقبت نظرات الضيق على وجوههم وهانجي تشير بعصاها لتخرج موائد الطعام من العدم مليئةً بالأطعمة التي تفوح رائحتها في جميع أركان البهو
يتبع...