أحدث الطلاب بعض الضجة وهم يجُّرون الكراسي الى البهو قبل أن أشير بعصاي ليأخذ كل كرسيٍ مكانه "أنهيتم واجبكم؟" أومأ البعض وبقا الأقلية جامدين كالتماثيل "تشه، حمقى" ثم نظرت للثلاثة الجالسين الى جانبي وقلت بحرجٍ مخاطبةً طلاب بيتي الذين نسوا الواجب "تحرجونني امام باقي الورثة صحيح؟"
"عشرو.." قاطعني احدهم "انت جميلةٌ جدًا سيدتي، الم تجربي العمل كعارضة أزياء" منعت نفسي من الضحك بأعجوبة ونظرت له ثم قلت ببرود "حقًا أيها المتحذلق؟!" قال بيتر بسخرية "يذكرني بنفسي حين كنت في مثل عمره، لكنني سأخصم مئة الف نقطة لأنك تتغزل بزوجتي" نظرت له ثم قلت بهدوءٍ كمؤشرٍ على غضبي "انا فقط من اخصم نقاط بيتي أيها المتحذلق مثله تمامًا" ثم تابعت بابتسامة قصيرة "أتعلم يا فتى، خمس نقاطٍ لسليذرين لأنك فاشلٌ فالغزل مثل أحدهم" إنقلب بيتر في كرسيه مجددًا فجلس وقدماه لأعلى بينما رأسه يتدلى لأسفل وشعره البني الطويل يكاد يلامس الأرض او بالفعل لامسها "اعطيته النقاط لأنه يذكرك بي، اقسم انك ستقبلين الزواج مني" حركت عيناي في تملل وقلت باشمئزاز "اصمت، او اذهب واكمل لهم القصة الحقيرة"
"توقفي عن الشتم أمام طلابك يا آنسة" قال وهو يشير بعصاه إلى كرسيه فارتفع الكرسي وتحرك للأمام وهو ما يزال مقلوبًا فوقه "إذًا توقف عن الحديث معي بتلك الطريقة" قلت بصوتٍ هامسٍ وبعض اليأس لكنه سمعني وأجاب وهو يخرج قطعة مطاطٍ رفيعة ربط بها شعره كي لا يدايقه اثناء الشرح واعتدل بوقفته "ليس قبل أن تقبلي الزاوج مني"
"حسنًا، أوافق. هل ارتحت الآن؟" نظر لي وفتح فمه وعيناه وكذلك كان تعبير وجوه جميع التلاميذ، حتى هانچي فعلت مثلهم ولم يبقا سوى ويليام يراقب بابتسامة
"أعيديها" قال ببطئٍ فأصبح وجهي كحبة طماطم ناضجة "اللعنة، أقول 'اعييدييهاااا" بدأ يصرخ بصوتٍ عالٍ وأشار بعصاه إلى رقبته فأصبح صوته يدوي في المدرسة بأكملها "موافقة موافقة، هلّا توقفت" أنزل عصاه والتزم الصمت "أحبك" تجول وجهي الخجِل إلى وجهٍ غاضب وغطيت رأسي بعبائتي وخرجت من القلعة بأكملها؛ سمعته يقول قبل ان ابتعد "ستعود، الآن دعوني أكمل" أمَّا الآن، فقد أصبح الهواء البارد يصفع وجهي وأنا اسمع صفير الرياح عبر الأشجار. نظرت إلى المتاهة بابتسامة، إنها تقبع تمامًا خلف القلعة لكننا سحرناها كي لا يتمكن من رؤيتها أحدٌ سوى أربعتنا.
يومها أبدينا فشلًا ذريعًا في دخولها وكما بدا فقد علم البناةُ الأربعة لهوجوورتس بأن ورثتهم بلهاء فخرجوا من داخلنا وتركونا بشرًا عاديين قبل أن يعودوا بعد يومين وقد فتحوا المتاهة والتي وجدنا بداخلها أدواتٍ أو ما يشبه أجهزة السحر القديمة وغرفًا كثيرةً تتكرر بها نفس الأجهزة؛ كتب على بعضها "الحيوانات السحرية" وكذلك "أقزام المنازل"، "أجهزة الاختفاء"، وأشياءٌ أخرى كثيرة كما وجدنا في إحدى الغرف ما يشبه المعبد وقد كتب عليها "العفو". مازال ويليام يزوروها منذ أربعة سنواتٍ مضت.