رسمت الريشة ما يشبه خريطةً للمكان ثم بدأ بيتر يشرح لي خطتنا وأماكن هافلباف ورايڤنكلاو وعندما أنهى كنت على أتم استعدادٍ لمهمتنا فوضعت عصاي في جيبي كما فعل ومحى هو كل أثرٍ لنا بتعويذةٍ قصيرة ثم خرجنا وبدأنا نتسلل داخل المنظمة محكمين إغلاق العباءة حولنا.
تجاوزنا العديد من العقبات وألقينا الكثير من التعاويذ حتى وصلنا أخيرًا الى الغرفة رقم '375' حيث -وكما في الخريطة- يرقد هافلباف؛ إخترقنا الباب ثم اقتربنا فرأينا أغرب شيءٍ مر عليَّ منذ علمت بكوني ساحرة.
كان هناك فتًا يرتدي بنطالًا أسود من الجينز الضيق مع سترةٍ صفراء اللون ولديه شعرٌ قصيرٌ أسود لامع تتخلله خصلاتٌ كثيرة ناصعة البياض بشكلٍ يؤلم العين، كان شعره منتصبًا وكأن أحدهم صعقه فبدا كعدة جبالٍ مصغرة وملتصقة بعضها أبيض والبعض الآخر أسود.
عندما استدرنا لنرى وجهه رأيت مظهرًا ساحرًا آخر : عينان دافئتان تشعان بلون الغابة صباحًا مع وجهٍ أبيض شاحبٍ قليلًا وشفتان باللون الأحمر... ورغم مظهره فإنه لا يبدوا قد تجاوز العاشرة من عمره بعد.
عبث بيتر في شعره وقال حانقًا "يا إلهي"
"ماذا؟"
"أنا أحسد ذلك الفتى"
"انت محقٌ في ذلك" قلت ساخرة فقال بسخريةٍ أكبر "ليس لمظهره، فأنا أوسم منه بكثير"
"أرى ذلك" قلت وحاولت كتم ضحكتي فأجاب وقد عاد الي صوته الحانق "ليس الأول من نوعه"
"ماذا؟"
"أتعرفين شيئًا عن مصاصي الدماء؟"
"بالطبع"
"إنه البارد"
"هذا يعني أنه ليس وريث هافلباف؟"
"لا بل هو وريثها وهي من فعلت ذلك"كان صدر بيتر مازال عاريًا فرأيت وشمه وهو يظهر مجددًا فقال بحماس "الآن"
"الآن ماذا؟"
"سننتقل آنيًا الى غرفة رايڤن ومعنا هذا الفتى ثم نختفي في مكانٍ بعيدٍ عن هناوقبل أن اعترض امسكني من رسغي بقوةٍ وأخرج يده من العباءة ليمسك الفتى من ذراعه كذلك وفي لمح البصر كنا في غرفةٍ أخرى ثم في الخارج على سفح جبلٌ جليدي
" من أنتم؟" سأل الأثنان معًا ولكن رايڤن كانت مذعورةً على عكس هافلباف الذي حاول التسلل برأسه الى رقبتي عبثًا فدفعته بعيدًا وبدأ بيتر يشرح لهما كل شيء وعندما انتهى قلت له وأنا ارتجف "بيتر، أشعر بالبرد" رفع حاجبيه ثم قال ببساطة "ترين انني لا أرتدي معطفًا فتوقفي عن تلك الأفعال" فتحت فمي بدهشةٍ وقلت بغضب "وقح، بل ابحث لي عن تعويذةٍ قد تمنحني بعض الدفئ" ابتسم ثم قال ببساطة "أبحثي لنفسك. واسمعي، لا تروقني أفعال الفتيات تلك فإذا أردتي ان أقع في حبك يمكنك.." لم يكمل لأنني قاطعته "أنت وقحٌ وأحمق"
"توقفا عن ذلك، أريد كتاب اوليفاندر" تحدث وريث هافلباف للمرة الأولى فتوجهت جميع الأنظار له؛ أحضر له بيتر الكتاب ثم سأله "ما اسمك؟" غمز لي الفتى بعينه ثم قال وهو يمرر يده في خصلات شعره "ويليام" ضحك بيتر كما فعلت أنا ثم وضع ويليام يده على الكتاب وبدأ صوت اوليفاندر يخرج كالمرة السابقة "ما هذا!! ساحرٌ بارد! رائع، قوي، مشاغب، سريع و... ما هذا، نصف روح! هافلباف بالطبع" في الثانية التالية كانت وريثة رايڨن تمسك بيدها خنجرًا توجهه نحو بيتر "أعيدوني من حيث أتيت وإلا.." قهقه بيتر في سخرية ثم ركل يدها بعنفٍ فسقطت أرضًا وطار الخنجر بعيدًا "ساحرة تستخدم خنجرًا!! أنتِ عار" كان بيتر يتكلم بلذاعة وهو يقترب من موضع وقوعها لكنني أوقفته وأنا ادفعه بعيدًا "بيتر، أبتعد عنها" ومددت يدي اليمنى لها حتى أساعدها على الوقوف لكن ويليام تحرك في لمح البصر ودهس يدها اليسرى "إنها عارٌ بالفعل، أنظري. كانت ستؤذيك بخنجرها ذلك" ازدردت ريقي وتراجعت بتردد وأنا أفكر
مالذي قد يجعل ساحرةً عظيمةً مثل روينا تترتكب مثل ذلك الخطأ
يتبع...