10.

397 59 29
                                    

كان جمع الأربعة يقفون على باب المروحية، مستعدين لإنقاذ حياة رفيقهم، و لم يخبروا أحداً غير السيد كانغ، و الذي كان ينظر إليهم بحزن، و رغبة قوية بداخله، لو اعارها مقدار أنملة من الاهتمام، لرمى بنفسه في المروحية معهم، و لكنه يدرك جيداً أن لا فائدة ترجى منه، فلم يعد جسده قوياً كما السابق، ولا يعرف بأمور الحاسب والتكنولوجيا، لذلك هو يثق بهؤلاء الفتية الاشاوس، يثق بأبناء ليس الدم من ربطه بهم، بل علاقة مودة وثقة عميقة طويلة الأمد مع آبائهم، جعلتهم مثل أولاده، وقد رباهم على يديه جميعاً، حتى صاروا مثل أصابعها الخمسة، مختلفة، لكنها أهلٌ للثقة و تعمل معاً بإنسجام تام، هذا ما أكدته ابتساماتهم الواثقة نحوه وهم يصعدون إلى المروحية.

ودعهم بدعوة صادقة من القلب أن يعودوا خمسة سالمين، ثم عاد إلى مكتبه، هو ليس ذا فائدة في أرض المعركة، ولكنه سيبحث عن الفاعل من مكتبه، وسيذيقه عذاب، لم يسمع بمثله في أرجاء العالم الفسيح.

******

وصلوا إلى جزيرة كي  في خلال نصف ساعه، وبعد أن هبطوا اتجهوا إلى مكتب فندقها الرئيسي، حيث بدأوا يرسمون خطة للبحث، بينما يقوم رجالهم بمسح للمنطقة، وسؤال كل من عليها، إذا ما احسوا بشيء غريب في ليلة الأمس.

كان جونغهيون يبحث في ملفات مخطط الجزيرة، عله يجد مكان يمكنك أن تسجن فيه أحدهم دون أن يسمع صوتك، ولكن الجزيرة أصغر من ذلك، المطاعم تحتل الجزء الشمالي منها، وهي صاخبة جداً ليل نهار، فلو أن تصرفاً غريباً بدر من أحد الموجودين، لعرف الآخرون بذلك على الفور، أما الجزء الشرقي فهو الميناء، وهو صاخب كذلك، كما أنه خال إلا من بعض حاويات النقل والتي يستخدمها السكان المحليون كعامل جذب للسياح، حيث يقيمون بداخلها أنواع متعددة من العروض، والأحداث، من السهل أن تسرق إحدى هذه الحاويات، فلن ينتبه أحد، سيظنون فقط أن الفرع الرئيسي للميناء في جزيرة جيجو أو بوسان  احتاجها فأخذها، ولكنك لن تستطيع حبس أحدهم هناك، لأن حجم هذه الحاويات ضخم وعددها قليل، فأي أحد سيلاحظ حاوية مغلقة لسبب مجهول، أما الجزء الجنوبي، فهو حيث المنتجع السياحي الضخم، والذي يمتد حتى الفندق، الذي يتوسط الجزيرة، وأخيراً الربع الغربي الخالي، والذي يخططون لبناء بعض الملاعب فيه قريباً، ولكنه خال تماماً، سواء من الأبنية أو من البشر.

"تباً... أين هم؟"

زمجر جونغهيون وهو يشد خصلات شعره  بغضب، كان آرون هو الآخر قد وصل إلى أشد مراحل الغضب، وهو يبحث في الأوراق التي حوله، ومينكي الذي يغلق الهاتف مع أحد رجال البحث ليرد على آخر، وجميعهم بنفس الإجابة.

"سيدي.. لا أحد رأى شيئاً في البقعة...."

ويسمي المكان، أما مينهيون فقد كان منغمساً في بحثه عن عصابات المافيا اليابانية، وطرق القتل التي تتبعها، حتى ظهرت له معلومة جمدت الدم في عروقه للحظات، لتعاود حرارة الغضب اذابته ليرتفع إلى وجهه والذي احمر بشدة كالجمر.

تجربة عمياء | Blind Experiment ¦¦ K.DH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن