12.

372 59 52
                                    

"تفضل حضرة المحامي"


قال حارس الأمن، و في لهجته شيءٌ من ازدراء لجوإيل ، الذي جلس على الكرسي مقابل الزجاج - بشيء من الاحراج - في غرفة الزيارة في السجن، ينتظر موكلته، بينما يرتب أوراقه وكلماته.

سمع صوت الباب يفتح، و رآها تدخل إلى الغرفة بملابس السجن البرتقالية، و التي تبعث على الأكتأب و يدين مكبلتين بالاصفاد.

يمكنك أن تعرف طبع شخص من النظرة الأولى، و إن لم تعرف ما يجول في خاطره، لقد رآها عدة مرات في الكثير من المناسبات، و عرف انها من النوع المرح و الذي يصنع السعادة لنفسه و لمن حوله، و لكن الجثة الحية التي تترنح أمامه الان و بالكاد تجلس على الكرسي، ليست يورين التي عرفها و أحسها.

"مرحباً سيدة يورين، كيف حالك؟ هل تتذكرينني؟ أنا جوإيل، أحد أصدقاء آرون و دونغهو"

لا رد

"جئت لأسألك بعض الاسئلة، من أجل التحقيق"

لا رد أيضاً

"إذاً أولاً أريدك أن تعرفي أنني هنا لمساعدتك، لو كنتِ حقاً من قام بتسميم دونغهو، و محاولة قتله فقد اساعد في تخفيف العقوبات، و إذا كنتي بريئة ، و هذا ما أريد تصديقه، فأريد أن أثبت ذلك للعالم، و في كلا الحالتين، أحتاجك لتكوني صادقة معي "

لا رد، سكت جوإيل، لابد و أنها تعاني من أثر صدمه، أو ربما لا تثق به، و في احتمال ثالث لا يمكن تجاهله، قد تكون مأمورة بالصمت، و هذا لا يفيد.

******

عادت يورين إلى الزنزانة، لتستقبلها سيل من الشتائم البذيئة، تبعتها أنواع من المقذوفات، كالأحذية و الوسادات، أو حتى القاذورات بعد خروج الحارسة المهملة.

لم تصدر من يورين أي رد فعل يدل على الحياة، كانت كما الدمية، تشبك يديها أمامها و تنظر إلى الفراغ، و كأنها لم تعد ترى، و لشدة ما ضربت سال الدم من رأسها و يديها، و لا أحد ليمسحه عنها، أو يوقفهن ، حتى سُمع صراخ أحدهم

"توقفن"

كان ذلك صوت أقدم السجينات، و هي المطاعة، كانت تنادى بالزعيمة كو، و لكنها لم تبح باسمها لأحد قبلاً.

أخذت الزعيمة كو يورين إلى مهجعها، و بدأت تمسح الدم عن وجهها و يديها ثم بلطف مددتها على الفراش و غطتها ، و قبل أن تذهب همست في أذن يورين

"حتى و إن لم تهتمي لحياتك، اهتمي بطفلك فلا ذنب له"

أمسكت يورين ذراع الزعيمة و نظرت إليها بخوف، فأدركت الأخرى أن هذه الصغيرة لا تعلم بأنها حامل بعد.

تجربة عمياء | Blind Experiment ¦¦ K.DH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن