14.

295 47 22
                                    

كان آرون واقفاً يستند على الحجرة حيث مكتب السيد كانغ، يتأمل السماء و نجومها، و هي التي تظهر جميلة من حيث هو، لأن حجرة مكتب السيد كانغ تقع على تل على أطراف سيؤول مما يجعله بعيدآ عن أضواء المدينة، و يسمح للمرء برؤية نجوم السماء ليلاً.

يذكر جيداً كيف كانوا يجتمعون معاً عندما كانوا صغاراً، يراقبون الشهب احياناً، و أحياناً فقط يمثلون بعض أفلام الخيال العلمي في بيت الشجرة و الذي بني بشكل سفينة فضائية، نظر نحو أعلى الشجرة الكبيرة في وسط الباحة، ليجد أن بيت الشجرة الخاص بهم لا يزال هناك، اتسعت ابتسامته و هو يتذكر ضحكاتهم، و ألعابهم، و شجاراتهم، و حين أحس أن وقتاً طويلاً قد مضى و لم يظهر أحد ليقاطع أفكاره كما توقع، رفع معصم يده الأيسر، ليلقي نظرة على ساعته المصنوعه من الذهب الأبيض و المرصعه بالألماس، إنها الساعة الثامنة و النصف.

"و لكن لم كل هذا التأخير؟"

قال محدثاً نفسه، ثم خطر له أن يتصل بهم ليطمأن، بدأ يضرب جنبيه بخفة يبحث عن هاتف، و حين لم يجده، بدأ يضرب جيوب سترته، و لم يجده، عاد يضرب جيوب بنطاله يتأكد ثانيةً، حتى أدرك بعد وهلة أين يكون هاتفه

" يا إلهي! يبدو أنني نسيته في السيارة "

و ركض نحو سيارته، يبحث عن الهاتف، و لحسن الحظ، وجده سريعاً، فقد كان مرمياً على الكرسي بجانب السائق.

تناول آرون هاتفه و تنهد براحة، فتحه ليجد سبع مكالمات لم يرد عليها، بإسم جوإيل

"لم قد يتصل جوإيل؟ هل ضاع في المستشفى؟ يبدو أنه كذلك! سوف يكون غاضباً جداً، اللعنة، لن يتركني و شأني"

ثم ضغط أمر إعادة الاتصال، ليسمع صوتاً هادئاً من الطرف الآخر - و هذا أمر في غاية الغرابة، و غير متوقع، بل لا يمكن حصوله - يقول

"آرون، ايه الأحمق! لقد اتصلت بك مراراً، حتى أنني اتصلت بالمنزل"

" هل تمازحني؟ لم أنت هادئ تماماً "

" لا شيء، أحياناً... تعلم.. ربما فراشة رقيقة، أو زهرة جميلة، تمر أمام عينيك في خضم عاصفة ، قد تجعل من يومك العاصف جميلاً"

" هل تعلم شيئاً؟"

"ما هو؟"

" أنت ذكي، و محامٍ بارع، و إنسان مخلص، سريع البديهة، رياضي، قوي، وسيم، و مرح، طيب القلب، كريم الخلق، رفيع المستوى، عريق الأصل، و تنحدر من سلالة نبيلة، أعترف لك بكل هذا... "

تجربة عمياء | Blind Experiment ¦¦ K.DH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن