الفصل الحادي عشر

539 26 0
                                    

#أنامثيا

#الفصل_الحادى_عشر

... كيف بخطأ واحد أرتكبه فرد فى لحظة ضعف وأنانية منه أن يغير مصير عالم بالكامل؟!!... كيف ذلك؟!!... كيف كنت بذلك الغباء يا زياد لتثق بتلك الملعونة أنامثيا؟!!... أردت أن تنقذ محبوبتك وطفلك فجعلتك أنامثيا تخسر محبوبتك وطفلك وكل شئ أخر ولم تترك لك سوى ذاكرتك كاملة لتعيش معذب ليس أكثر وليظن جميع من حولك أنك قد أصابك الجنون وسقط بتلك الأكذوبة التى تسمى لعنة الذاكرة العشوائية ... حقا تستحقين أن أنحنى وأرفع القبعة تحية لك على نجاحك فى خداعى يا أنامثيا فى تلك الجولة... ولكنك أخطأت عندما تركتنى حيا ومحتفظ بذاكرتى، فأستعدى أيتها الملعونة للجولة الأخيرة بيننا من تلك الحرب وأعدك اننى لن أدعك تفوزى بها مهما كلفنى الأمر....، كان ذلك هو ما يحدث به زياد نفسه بينما يتجول بسيارته بين طرقات القاهرة التى أصبحت تمتلئ بالمشردين والمرضى والمهامشين لنفاذ خواتمهم سريعا او لأمتلاكهم فصيل غير مرغوب أو متوافر بكثرة فأصبحوا فى حالة يرثى لها يتسولون قوتهم للحياة من أناس لم يعودوا يكترثون سوى لأنفسهم فقط فأصبحت طرقات القاهرة دميمة كئيبة محاطة بالخراب من كل جانب لا تسر الناظرين تبعث الحزن والاشمئزاز بنفوس السائرين ... أصاب زياد الشرود لبضع لحظات بينما يتفكر ويؤنب ذاته لما وصلت إليه الأمور بسبب خطأه وتصرفه الأرعن، ولكنه سرعان ما عاد من غفلته ضاغط مكابح السيارة بكامل قوته لتترنح منه السيارة قليلا مصدرة أزيز من الأطارات قبل أن تتوقف تماما بمنتصف الطريق وعلى بعد مليمترات قليلة من أنامثيا التى كانت تقف هناك أمام سيارة زياد فى كامل هيئتها وقوتها تنظر إليه بنظرتها الباردة وإبتسامتها الساخرة المعتادة ... كان زياد يعلم أن لابد من تلك المواجهة ولكنه لم يتوقع أن تحدث بتلك السرعة أو هكذا طريقة فأصبته الدهشة للحظات وهو ينظر نحو أنامثيا التى تقدمت لتدلف الى المقعد المجاور لزياد بالسيارة قائلة بكل هدوء

- ما سر تلك الدهشة يا عزيزى؟.. ألم تتوقع رؤيتى بتلك السرعة ام ماذا؟!

... ظل زياد صامت ينظر إليها بحنق وعلى الرغم من كل ذلك الحديث الغاضب والصراخ بداخله إلا أن لسانه لم يتفوه ببنت شفاه، فنظرت إليه أنامثيا فى تعجب مصطنع قائلة فى لا مبالة منها

- حقا؟!!... هل أنا أنتظرك منذ قرون طويلة فقط من اجل أن تنظر إلي هكذا؟... لا تفطر قلبى يا زياد ودعنى أسمع صوتك وأرى أبتسامتك فقد أفتقدتهما كثيرا

= من أين لك تلك الجرأة يا أنامثيا؟!!... ألا تخشين أن

- أن ماذا يا زياد؟... أن ماذا؟!!... سوف تحاول قتلى؟!!... أخبرنى كيف سوف تفعل ذلك، خنقا؟!!.. أم حرقا؟!!.. أم سوف تطعنى؟!!.. أم ماذا؟!!

... غضب زياد من نبرة السخرية بحديث أنامثيا فصاح قائلا

= أنت.....

أنامثيا...ج٢... بقلم أدهم الجيزاويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن