الفصل السابع

582 29 2
                                    

#أنامثيا

#الفصل_السابع

... اوقف شريف القارب على مقربة من الجزيرة بعيدا عن المياه الضحلة وقام هو وزياد بإعداد الزودياك الصغير ليستقلوه جميعا الي الجزيرة .. رمال بيضاء متزينة بانواع مختلفة من الصدف الملون وتنتشر على مرمي البصر اشجار مزهرة متشابكة مع بعض النخيل المثمر .. كان ذلك المشهد الخلاب للجزيرة المحاطة بالمياه الزرقاء شديدة الشفافية حولها مبهر ومحط نظر وعقل مارزين الصغيرة التي ما لبست ان وصل الذودياك الي الجزيرة وهبطوا منه جميعا حتي راحت تعدوا بكل مكان في سعادة بالغة .. فتارة تتحسس الرمال الناعمة بقدميها الصغيرتين وتارة تلهو مع الاسماك الصغيرة الظاهرة في مياه الشاطئ بينما تراقبها حنين ريثما يفرغ زياد وشريف من اعداد المخيم للمبيت كما اعتادوا منذ سنوات .. كادت الشمس ان تغيب في الأفق مع انتهاء شريف وزياد من اعداد المخيم وجمع بعض الحطب من اجل نيران المخيم بينما كانت حنين تجلس على رمال الشاطئ تنظر نحو الأفق البعيد تراقب غروب الشمس التي كانت تبدوا كأنها تسقط داخل مياه البحر وقد شاركتها مارزين تلك اللحظة التي تذهب العقول وهي تجلس الي جوارها متكئة برأسها على زراع حنين ليبدوان كما لو كانوا بعالم اخر حتي قالت مارزين

- أتعلمين يا أمي .. رغم أنني لم أتي الي هنا من قبل إلا أنني أشعر بأنني رأيت تلك الجزيرة من قبل

... أبتسمت حنين لسمعها كلمات ابنتها الصغيرة قائلة

- تتشابه جميع الجزر في سحرها يا صغيرتي, ويمكن أن تشعري بذلك من كثرة ما قد شاهدتي من جزر على التلفاز

... نظرت حنين نحو مارزين وهي تحدثها لتجدها قد غطت في نوما عميق على زراعها فتبسمت وهي تربط على رأسها بحنان بالغ قبل أن تعود وتنظر نحو البحر الممتد أمامها وقد غابت الشمس تماما و فرض الليل ظلامه على السماء وهي تقول

- نوما هنيئا يا أميرتي, أرجو ألا تتعلقي كثيرا بتلك الجزيرة الملعونة

... أشعل زياد نيران المخيم وجلس حولها هو وشريف وحنين يتسامرون و يتحدثون عن كثير من الأشياء وكانت ضحكاتهم تعلو كثيرا عند ذكر شريف لأحد مواقفه المرحة التي حدثت معه ومنها عندما قال

- أتذكرون تلك المرة عندما جئت إليكم هارب من تلك الفتاة المجنونة التي كانت تطاردني بكل مكان

... ضحك زياد قائلا

- نعم تلك التي كانت ترسل لك رسائل التهديد أن لم تتزوجها

= نعم تلك هي المجنونة

... قالت حنين وسط ضحكتها

- اجل أجل تذكرتها تلك التي تدعي هند, ولكنها كانت مغرمة بك يا شريف, لقد كنت أشعر بالشفقة عليها حقا

... امتعض وجه شريف الطفولي قائلا

- شعرتي بالشفقة من أجلها؟!!!, ان من استحققت الشفقة بتلك الفترة يازوجة اخي, فقد كانت تطاردني كظلي بكل مكان

أنامثيا...ج٢... بقلم أدهم الجيزاويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن