الفصل الثاني عشر

591 24 1
                                    

#أنامثيا

#الفصل_الثانى_عشر

... تلك الليلة بكهف أنامثيا،.... ثواني معدودة وبدأ جسد الأطفال في التبخر الي داخل النجمة من حول مارزين حتي تبخرت أخر فتاة لتظهر بعد ذلك دائرة كالثقب الاسود أسفل مارزين وذلك الكائن البشع بجوارها ليسقطا بداخلها وسط صياح زياد وصرخاته بمارزين كي تستفيق ولكن دون جدوي حتي أختفت مارزين تماما داخل تلك الفوهة التي أنغلقت بقوة شديدة أطاحت بزياد مصطدما بجدران الكهف حتي خارجه ليسقط وهو مازال يردد أسم مارزين بضعف حتي غاب عن وعيه تماما، أما مارزين فقد كانت البوابة تجذبها بشدة نحو الماضى مع جسد أنامثيا وقلبها وكان هناك طاقة هائلة تسرى بين الثلاثة تجمعهم بداخلها حتى لفظتهم خارجها بداخل كهف أنامثيا ولكن بالقرن الثانى قبل الميلاد، عاد الكهف الى هيئته القديمة وعادت الجواهر اللامعة تنتشر بكل أركان الجزيرة وعاد القلب داخل الجوهرة الأم وأندمج ذلك الكائن البشع بجسد أنامثيا الحقيقى لتقف هناك وعلامات الذهول على وجهها ثم نظرت الى جسدها تتحسسه كأنها تتأكد من نجاح مع فعلته وراحت تضحك بهيستريا جامحة بينما ظلت مارزين غائبة عن وعيها راقدة أمام أنامثيا التى نظرت إليها وقد أرتسمت أبتسامتها الخبيثة على وجهها بشدة قائلة

- الأن تغير كل شئ، لا تقلقى يا عزيزتى سوف أهتم بك كما لم يفعل والديك

... ثم عادت أنامثيا الى ضحكاتها الهيسترية مرة أخرى والتى يتردد صداها عبر الجزيرة بقوة .... مرت عدة أعوام كبرت خلالها مارزين فى رعاية أنامثيا معتقدة أنها والدتها بعد أن فقدت هويتها وذاكرتها اثناء العودة بالزمن، ومع كل عاما يمر تتعلم مارزين أكثر من أنامثيا فأصبحت تتقن كل ما تعلمه أنامثيا من فنون السحر والشعوذة بل وتفوقت عليها فأصبحت تسخر كل الجان لصالحها وتندمج معهم بعالمهم مما أذادها خبرة وقوة حتى عن أنامثيا، وكانت بكل عام تأتي سفينة محملة بأفضل شباب جزيرة باسكيت تتنافس أنامثيا ومارزين على أرواحهم حتى أتمت مارزين الخامسة عشر من عمرها فطلبت منها أنامثيا أن تذهب الى جزيرة باسكيت لتقوم بإغواء شاب يدعى روساك والبقاء معه وأخبرتها بكل ما يجب فعله فيما هو قادم حتى يسير كل شئ بقدر ولا يتغير الماضى سريعا فيربك حسابات أنامثيا للمستقبل، وبالفعل قطعت مارزين البحر حتى وصلت الى جزيرة باسكيت تحت جناح الليل وهناك أرتمت على رمال الشاطئ كما لو كانت غريقة ألقى بها البحر أمام أسوار مدينة باسكيت حتى أشرقت شمس الصباح ورأها أحد الحراس من أعلى أسوار المدينة فهرول اليها هو وأخر يحملونها الى داخل المدينة وبينما هم يهرولون لأنقاذها وقع نظر شاب يافع وسيم الملامح وذو بنية قوية عليها فسحر عقله جمالها الأخذ فتابعهم حتى وصلوا الى حكيمة المدينة والتى شرعت فى إفاقتها من فورها وظلت مارزين ماكثة ببيت الحكيمة عدة أيام حتى إستعادة وعيها وعافيتها وكان روساك يتسلل كل يوم الى بيت الحكيمة كى يختطف بعض النظرات الى مارزين التى سلبته عقله وقلبه بجمالها الفاتن، قصت مارزين على الحكيمة رواية كاذبة عن سفرها مع أهلها من بلاد بعيدة عبر البحور حتى غرقت سفينتهم وكيف حاولت النجاة حتى قذفتها الأمواج هنا فتسللت ببرأتها المصطنعة الى قلب الحكيمة التى أتخذتها كأبنة لها وأحسنت معاملتها وعلمتها من علمها بعلوم الطب والدواء، وأرتبطت مارزين بروساك كما خططت مع أنامثيا ومن خلاله تعرفت على سيسيل حبيبة هيستوس صديق روساك المقرب، مرت عشرة أعوام بعد ذلك توفت خلالها الحكيمة بظروف غامضة لم يفسرها أحد وتولى روساك مسؤولية مارزين وحمايتها كاملة حتى اتم روساك عامه الخامس والعشرون وجاء وقت اشتراكه بأختبار أنامثيا وذهب برفقة صديقه هيستوس وبعض شباب المدينة الأخرين ليخوضوا الأختبار ويعودوا بجواهر الزواج، وهناك على الجزيرة أكملت أنامثيا جزئها من الخطة كما حدث بالسابق تماما ولم تغير أى شئ، مر أسبوع حتى عادت السفينة تحمل من عادوا من الإختبار وعلى رأسهم روساك وكانت مارزين بإنتظاره،.... انقضى اليوم وجاء الليل وروى روساك لمارزين ما حدث بالجزيرة وكيف ضحى صديقه هيستوس بنفسه من أجل إنقاذه من الموت،..ثم وقف روساك ينظر نحو ضوء القمر المختلط باضواء القناديل المنعكسة علي مياه البحر الممتد علي مرمي البصر حول الجزيرة بينما اقتربت منه مارزين لتحتضنه من ظهره في حنان جارف وقد تبللت وجنتيها بالدموع فى براعة منها فى أداء دورها وبخفة يد سريعة استبدلت الجوهرة التى اتى بها روساك بواحدة أخرى بينما يقول روساك

أنامثيا...ج٢... بقلم أدهم الجيزاويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن