#أنامثيا
#الفصل_الخامس
... كانت نظرات زياد الفزعة ليست عن فراغ وإنما كانت من هول ما رأه, لم يكن ذلك الضوء الخافت الذي وصل إليه زياد سوي جوهرة سوداء لامعة مضيئة ولكنها لم تكن هي المتسببة بفزعه رغم أنها كانت الدليل القاطع على أسواء مخاوفه وهو وجود أنامثيا, ولكن السبب الرئيسي لفزع زياد بتلك اللحظة كان ذلك المخلوق الصغير الراقد الي جوار الجوهرة محتضن إياها, ذلك الكائن الذي لم يتخطي حجمه حجم طفلا صغير الحجم متهالك البنية لدرجة البشاعة كما لو كان حيوانا قد سلخ جلده ذو وجه بملامح كهل طاعن بالمشيب يمتلك عينان ذابلتين تخلوان من الالوان والحياة وبعض خصلات الشعر القليلة جدا التي تكتسي باللون الابيض, مرت تلك اللحظات على زياد وهو يحدق بذلك الكائن البشع والدميم مريرة كأنها الدهر وخلالها شعر بفادحة قراره الخاطئ ودون تردد قرر أن يتراجع عن ذلك القرار الذي اتخذه في لحظة ضعف عاطفية وبدأ زياد في التراجع بخطوات هادئة الي الخلف ولكن ما أن تراجع عدت خطوات ليستدير عائدا ادراجه حتي تصادم مع أنامثيا بهيئة طيف تنظر إليه في حدة لتجعله يهرع متراجع إلي الخلف بقوة لتصطدم قدمه بذلك الكائن الغريب ليسقط متعثرا وذلك الكائن يلتفت نحوه ليصدر اصوات تشبه الطرقات البسيطة من بين اسنانه السوداء بشعة الشكل بنظرات غاضبة, كان صوت أنفاس زياد كاللهاث الشديد عالية وسريعة بقوة, وبالرغم من البرودة على الجزيرة كان زياد يتصبب عرقا وحرارته ترتفع كما لو كان يحترق, حاول زياد ان يزحف مبتعدا عن ذلك الكائن وطيف أنامثيا التي استوقفته قائلة
- كفي يا زياد الي اين سوف تذهب؟, ألم تأتي الي هنا طلبا لمساعدتي من أجل أن تنقذ زوجتك وطفلك؟
... نظر زياد الي أنامثيا مرتعب قبل أن يشير برأسه نحو ذلك الكائن البشع الذي لا يقوي علي الحراك من موضعه قائلا بنبرة فزعة
- ما ... ما هذا الشئ البشع؟
... تبدلت ملامح أنامثيا الي الغضب وقد احتدت وعلت نبرتها وهي تصرخ بزياد قائلة
- إياك أن تشير إلي بقولك عني شئ كما لو كنت حيوان غير عاقل
... ثم إنحنت أنامثيا نحو ذلك الكائن لتحيطه بطيف يدها مستكملة في نبرة ساخرة بأبتسامة هادئة لتهدأ من وتيرة الموقف قائلة
- كما أنني لست بتلك البشاعة
... ازدادت دهشة زياد وصدمته بينما اتسعت عيناه في ذهول لينتفض واقف في فزع قائلا
- ماذا؟!!!!...., أتعنين أن هذه هي .... هذه هي انتي؟!!!!
... اعتدلت أنامثيا بينما تتوجه صوب زياد وتكاد أن تخترق نظراتها روحه من بين عيناه قائلة
- أتري ما فعلته بي أنت ورفاقك ايها الجبان
... وقف زياد صامت لايعلم ماذا يجب عليه ان يقول او يفعل قبل ان تستكمل أنامثيا حديثها قائلة
أنت تقرأ
أنامثيا...ج٢... بقلم أدهم الجيزاوي
Fantasiالجزء الثاني ....أنامثيا...بقلم أدهم الجيزاوي... جميع الحقوق محفوظه للكاتب.... تجنبا للإرتباك عند ذكر بعض شخصيات الممتدة من الجزء الأول أنصح بقرائته قبلا ( لعنه حب ) ألم تفتقدني يا دهار؟ ... قالت أنامثيا جملتها لتنقض نحو زياد وهي تتبدل ملامحها الي م...