الفصل الثامن
انطلق يزيد بسيارته في سرعة غاضبة.. بينما علياء ترتجف على المقعد بجواره ولم تكف عيناها لحظة عن البكاء.. ولكنها كانت تكتم شهقاتها بداخلها خوفاً من الغضب العاصف الذي ارتسم على ملامحه..
وضعت قبضتها بين أسنانها كعادتها عندما تتوتر.. وحتى تمنع نفسها عن تبادل أي حوار معه.. ولكنها وجدت نفسها مجبرة على محادثته عندما وجدته يتخذ الطريق نحو الفيلا:
ـ يزيد.. بلاش نروح الفيلا.. أرجوك.. أنا مش هقدر أواجه تانت سهام دلوقتِ..
التفت لها بغضب:
ـ ليه بقى مش هتقدري تواجهيها؟.. أنتِ عملت ايه؟.. وإيه المشكلة اللي كان مازن بيحلها لكِ؟..
سكتت تماماً وازداد تدفق الدموع بعينيها.. مما أثار المزيد من غضبه لكنه غير اتجاه السيارة في صمت وهو يخبرها بحسم:
ـ مش هنروح المزرعة.. أنا عايز أفهم الأول في إيه.. هنروح مكتبي في الشركة.. مفهوم؟..
رغم أن ذكره للشركة جلب لذهنها وجودها بين ذراعيه صباحاً في مكتب والده, إلا أنها أومأت موافقة, فهي لا تريد أن تتلاقى مع سهام بأي طريقة خاصة وهي في تلك الحالة المشتتة..
وصلا إلى مبنى المجموعة ولاحظت وجود عدد بسيط من الموظفين ولم تتعجب فقد تأخر الوقت بالفعل..
اصطحبها يزيد إلى مكتبه مباشرة وأدخلها مغلقاً الباب خلفهما ووقف مستنداً عليه مكتفاً ذراعيه على صدره ليسألها بغضب لم يخف بعد:
ـ فهميني بقى في إيه؟..
بدأت الدموع تترقرق في عينيها وتعالت شهقاتها فصرخ بها:
ـ من غير بُكى.. مش عايز دموع فهميني... في إيه بالضبط؟؟..
تلعثمت الكلمات على شفتيها:
ـ كان في مشكلة وكنت محتاجة رأي مازن فيها.. هو قالي..
صرخ بها وهو يتحرك ليجذبها من ذراعها:
ـ مازن قال لك!!.. قال لك إيه إن شاء الله؟.. واشمعني هو اللي عايزاه يحل لك مشاكلك؟.. إيه عايزة تاخدي رأيه في الخطاب اللي بيترموا تحت رجليكِ!!..
هزت رأسها برفض لكلماته القاسية:
ـ ومازن إيه علاقته بالحكاية دي!.. الموضوع يخص نيرة وحسن..
ابتعد عنها قليلاً ولكنه ظل متمسكاً بذراعها وهو يردد:
ـ نيرة وحسن!!.. إزاي يعني؟..
اندفعت كلماتها سريعاً وهي تقص عليه كل ما حدث من نيرة وكيف خططت ودبرت حتى تسبب الأذى والإحراج لمنى.. وحين أنهت قصتها صرخ بها بغضب وهو يهزها بقوة:
ـ أنتِ إيه؟... واللي اسمها نيرة دي فاهمة نفسها إيه!!.. تتحكم في مصاير الناس وأكل عيشهم.. إيه كمية الشر دي!!..