الخاتمة
أغلق حسن باب غرفة الاجتماعات الملحقة بمكتبه بكل ما أمكنه من هدوء وهو يلتفت لصبا التي وقفت أمامه بعدما ألقت بقنبلتها المدوية على مسمع من مازن ويزيد اللذين استئذنا وتركا لهما الغرفة ليناقشا أمورهما على انفراد..
رفع رأسه ليخاطبها بهدوء:
ـ ممكن أفهم ايه اللي حصل؟..
هزت رأسها بعناد:
ـ ولا أي حاجة.. أنت عرضت عليَّ الجواز وأنا برفض..
سأل بغضب مكبوت:
ـ ليه؟..
هتفت:
ـ عشان... عشان..
قاطعها:
ـ عشان أنتِ خايفة يا صبا؟..
رفعت ذقنها بكبرياء:
ـ قلت لك قبل كده أنا مش بخاف من حاجة...
اقترب حسن منها ليتمسك بكتفيها ليواجهها بحزم:
ـ اسألي السؤال اللي بيعذبك يا صبا..
حاولت التملص من بين يديه هاتفة:
ـ ما عنديش أسئلة.. ما فيش حاجة جوايا بتعذبني..
ضغط بقبضتيه على كتفيها وهو يكرر:
ـ اسألي يا صبا..
هتفت بغضب:
ـ ابعد عني..
كرر بصوت أعلى:
ـ صبا...
لتهتف هي بصوت مخنوق:
ـ لسه بتحبها؟..
ترك كتفيها ليضمها لصدره بحنان وتركها تفرغ كل انفعالتها على صدره وهو يملس على خصلاتها برقة كأنه يهدئ طفلته الصغيرة عندما تصرخ فزعة من نومها..
انتظر حتى هدأت تماماً ليبعدها قليلاً ويمسح دموعها بأنامله وهو يسألها:
ـ أحسن دلوقتِ؟..
ابتعدت عنه لتمسح وجهها بظاهر يدها وهي تهمس:
ـ جاوب على السؤال..
اقترب ليرفع ذقنها لتواجهه عيناها:
ـ أنتِ شايفة ايه؟..
نفضت وجهها من يده لتهتف:
ـ أنا مش عارفة حاجة.. قولي أنت..
ثم تهدج صوتها لتهمس:
ـ قول يا حسن..
سحبها من يدها ليجلس على أقرب أريكة وظل متمسكاً بيدها وتنهد بقوة قائلاً:
ـ حبيت منى؟.. أيوه حبيتها.. حبيتها بكل قوة شاب في بداية حياته.. اتحديت كل الظروف عشان تكون ليَّ.. حسن اللي حب منى هو حسن الشاب الصغير اللي بيحلم بدنيا وردية مع حبيبته.. منى هتفضل جزء من تكويني.. ذكرى حلوة جوايا.. ذكرى أخدت حجمها الطبيعي جوايا لما حبيتك.. مش أني نسيتها أو أنها كانت نزوة.. لا.. لأن حسن اللي حبك وبيحبك دلوقتِ بكل كيانه هو راجل الظروف والزمن سابوا علامات وجروح كتير عليه.. جروح حسيت بس أنها طابت لما قلبي رجع يدق.. بيدق ليكي يا صبا..