البارت العشرين(مطر)الجزء الاول

4.2K 94 32
                                    

<بسم الله الرحمن الرحيم>
في مدينة العريش
و خاصة في البيت الا كان فيه جويرية و قبل وصول يوسف بساعة كانت جويرية اعدة علي حافة الشباك الا بيطل علي البحر و ضامة رجليها بايديها الاتنين و ساندة دماغها علي زجاج الشباك و عنيها علي البحر عنيها الا فقدت حيويتها و لمعة السعادة الا كانت فيها عنيها الا حتي بطلت تنزل دموع اصل هتنزل دموع علي ايه هي خلاص اتعودت علي وحدتها دي وحدة كلمة عمرها ما عرفت معناها و لاء كانت ليها وجود في قاموسها قبل كدة فهي طول عمرها كانت ما بين اهلها و اصحابها و ناس كتير كانوا حوليها خلوا الكلمة دي ملهاش وجود في حياتها و كتير كانت بتسمع عن الكلمة دي في مواقع التواصل الاجتماعي و عن اد ايه هي مؤلمة بس كانت دايما تسخر من الا بيكتبوا الكلام ده و ان ايه يعني وحدة مجرد كلمة عادية بس دلوتي بس عرفت انها مش مجرد كلمة لكن هي احساس مؤلم فعلا و قاسي اوي احساس ان انت لوحدك منسي و منبوذ من كل الناس و ده احساس جديد بالنسبالها و مين الا كان ليه الفضل في انها تجربه مين كان ليه الفضل في وجعها و عذبها ده و طبعا مفيش غير شخص واحد مسئول عن كل ده و هو يوسف اكتر شخص اتسببلها في آلم و تعب بس في نفس الوقت اكتر شخص شغل قلبها هو الوحيد الا خلي قلبها يدقله و يفكر فيه و للحق هي متعرفش سبب تعلق قلبها بيه ايه و ليه ده بالذات ما فيه اكتر من شخص حاول يوصل لقلبها و مقدرش اشمعنا يوسف بالذات الا قلبها دقله رغم كل الا عمله فيها من يوم ما عرفته من قسوة و اهانة و اجبار و حبسها في المكان ده و بعد كل ده قلبها برده ماكرهوش بل بالعكس كل اما يدخلوا مع بعض في مكالمة واحدة و تسمع صوته قلبها يبدء يدق جامد و بتبقا نفسها و لو مرة واحدة يقولها اي كلمة او يقولها امتي حتي هيرجعلها تاني بس مكنش بيقولها اي حاجة و لاء اي كلمة و هي كان نفسها تصرخ فيه و تقوله اتكلم اقول اي حاجة كان نفسها تقوله انها محتاجه جنبها كان نفسها تقوله ارجع بقا كفاية كدة بس كبريائها منعها انها تتكلم او تبين ضعفها اودامه و كان السكوت هو نهاية كل مكلمة ما بينهم و بيتبعها دايما عياط منها ماتعرفش هي ليه بتعيط او علي ايه بتعيط من آلم قلبها بسبب سكوته و لاء من وحدتها و لاء من عقلها الا تعب من كتر التفكير في ليه هو بيعمل معها كدة رغم انها عمرها ما اذته في حاجة فالمرة الاولي الا شافته فيها يوم ما اتخنقوا سوا في الشارع و ما تفكترش انها شافته قبل المرة دي علي الرغم من احساسها انها تعرفه من زمان اوي يمكن هو ده السبب الا مخليها مش قادرة تكره انها حاسة انها عارفه عارفة العيون دي و طريقة كلامه بس هي شافته فين قبل كدة او شافته امتي الف سؤال و سؤال كانوا شاغلين عقلها طول الشهرين الا فاتوا بس للاسف و لاء واحد منهم لقيتله اجابة بس خلاص بقا كفاية كدة هي لحد امتي هتفضل مستنيه لحد امتي هتفضل علي حالتها دي لا بتاكل و لاء بتشرب بس بتفضل اعدة في مكانها ده او بتصلي لكن خلاص هي لازم تغير كل ده من النهاردة و لازم ترجع تعيش حياتها من تاني و تحاول تنساه و ما تفكرش فيه
و بعد ما وصلت جويرية لقرار ده قامت من علي حافة الشباك بس اول ما وقفت حست بدوار شديد و كانت هتقع فساندت بايدها علي الحيط و حطت ايدها التانية علي دماغها و غمضت عنيها و فضلت كدة دقيقتين لحد ما حست ان حدة الدوار بدات تخف و انها بدات تتزن مرة تانية ففتحت عنيها و اتنهدت بتعب فهي عارفة سبب الدوار ده انها ما اكلتش حاجة من فترة طويلة فاتجهت ناحية المطبخ و هي حاسة انها مش متزنة بشكل كافي بس كانت بتقنع نفسها انها اول ما هتاكل هتبقا كويسة و بعد ما دخلت المطبخ و حضرت الا هي محتجاه عشان تعمل لنفسها اكل راحت ناحية البوتجاز بس فجأة حست بالدوار رجع يدهمها تاني بس المرة دي اشد من الاول بس حاولت تقاومه و فتحت واحدة من عيون البوتجاز و اخدت الولاعة عشان تولعها بس بسبب الدوار الشديد كانت هتقع فساندت علي البوتجاز من غير ما تاخد بالها انها سندت علي مفتاح من مفاتيحه ففتحت عين تانية و الولاعة واقعت من ايدها فحاولت تنزل تجبها بس الدنيا بدات تضلم في عنيها لحد لما مقدرتش تقاوم اكتر من كدة فاستسلمت للظلام ده و فقدت وعيها و وقعت علي الارض و اخر شخص جيه في باله و قالت اسمه كان يوسف و بعدها محستش باي حاجة حواليها و لاء حتي برائحة الغاز الا بدات تنتشر حوليها في كل مكان و ملئت البيت كله
***********************************
اما بره البيت فكان يوسف وصل فبص حوليه فالمكان كان هادئ و مفيش حاجة تدعي للقلق بس برده هو لسة مش مطمن فكان هيدخل البيت بس وقف ثواني يفكر لو مفيش حاجة في البيت هيقولها انه جيه ليه و هو مكنش هيجي هنا الا ما يخلص مهمته تماما بس قبل ما يدخل اسمع صوت من وراه و الا مكنش غير صوت واحد من رجالته الا كان سايبهم يوسف حولين البيت فهو مكنش بالغباء ده الا يخليه يسيب جويرية لوحدها في مكان زي ده عشان كدة كان سايب رجالته في كل مكان حولين البيت بس ازاي نسي وجودهم معقول قلقه عليها نساه حاجة زي دي فهو كان يقدر يتصل بحد منهم و يطمئن عليها احسن من مجيئه هنا بس ازاي يكون في كامل تركيزه في موضوع يخصها هي بالذات اتنهد يوسف بضيق من نفسه و من عدم تركيزه في الفترة الاخيرة كل اما يفكر فيها فهي بتسيطر علي عقله بشكل مستحيل كان يصدق ان حد يقدر انه يحتل تفكيره بالشكل ده
زفر يوسف بغضب و بعدين التفت لحارس بتاعه الا كان بيكلمه
الحارس باحترام:فيه حاجة يا باشا
يوسف ببرود:لا مفيش و بعدين كمل بتساؤل بس انت ملحظتيش حاجة غريبة النهاردة
الحارس بنفي:لا يا باشا ملحظتيش حاجة المكان هادي زي كل يوم
يوسف:و الهانم خرجت النهاردة للجنينة زي كل يوم
الحارس:لا يا باشا مخرجتش النهاردة رغم انها دايما بتخرج دايما بليل و بتفضل لحد ما النهار يطلع
كلام الحارس خلي قلق يوسف يزيد و سؤال واحد بيفكر ياتري مخرجتش ليه النهاردة زي عادتها من شهرين اقطع تفكيره صوت موبيله الا كان بيرن فبص علي المتصل و الا كان زينات والدة جويرية فاستغرب من اتصالها بيه فهي من يوم ما اتجوز جويرية عمرها ما اتصلت بيه و كمان في وقت متاخر زي ده فبص للحارس بتاعه
يوسف:خلاص روح انت علي مكانك
الحارس بطاعة:حاضر يا باشا
و بعد ما مشي الحارس رد عليها بسرعة لانه اكيد في حاجة مهمة تخليها تتصل بيه
زينات:السلام عليكم
يوسف:عليكم السلام
زينات:معلش يا يوسف لو بتصل في وقت متاخر اوي كدة بس كنت قلقانة علي جويرية لاني بتصل بيها بقالي فترة و ما بتردش فكنت عايزة اطمئن عليها
رد عليها يوسف بهدوء ما يملكش اي ذرة منه حاليا بس كان بيحاول يبينه ادام زينات عشان ميقلقهاش اكتر ده غير انه هيقولها ايه ميعرفش بنتها فيها ايه اصلا لانه سيبها هنا من شهرين
يوسف بهدوء مصطنع :جويرية كويسة ما تقلقيش عليها بس هي كانت عندها صداع فاخدت دواء و نامت شوية عشان كدة ما بتردش علي تليفونها
زينات براحة:طيب الحمد لله طمئنتني افتكرت حصلها حاجة
يوسف:لا متقلقيش هي تمام و لما تصحي هخليها تكلمك
زينات:انشاء الله يا بني بس بالله عليك تاخد بالك منها انا عارفة انك اكيد اخد بالك منها بس قلبي دايما بيبقا واجعني عليها عشان لسة صغيرة
حس يوسف بشفقة عليها لما تعرف ان جويرية مش بنتها و بضيق من نفسه بسبب ثقة زينات فيه بس هو عمل ايه ساب بنتها هنا لوحدها و كمان ميعرفش ايه الا حصلها معقول تكون اذت نفسها و لما وصل تفكيره لنقطة دي نهي الاتصال مع زينات بسرعة
و راح ناحية الباب و فتحه من غير ادني تردد او تفكير ففكرة انها تكون حصلها حاجة تخليه يخسرها كفيلة تخليه يلغي عقله تماما و يسمع كلام قلبه و اول ما فتح يوسف الباب اصدم من رائحة الغاز القوية الا هاجمته اول ما فتح الباب لدرجة خليته يكح فدخل بسرعة و هو مفيش في دماغه غير انه يلقي جويرية بس الاول راح ناحية المطبخ لان اكيد رائحة الغاز دي منه فمفيش مصدر للغاز في البيت الا فيه و لما دخل المطبخ واقف مكانه من الصدمة لما شاف جويرية واقعة علي الارض و الغاز محوطها من كل مكان بس فاق من صدمته بسرعة و راح ناحيته و رفع راسها علي رجله و هو بيحاول يفوقها
يوسف بقلق و لهفة:جويرية جويرية فوقي
بس طبعا مفيش رد فهي في عالم تاني تماما فحط يوسف دماغها علي الارض بهدوء و قام بسرعة قفل البوتجاز و فتح الشباك الا كان في المطبخ عشان يتخلص من رائحة الغاز دي فمفيش فايدة من انه يحاول يفوقها طول ما رائحة الغاز بتزيد حوليهم اكتر و رجع للجويرية تاني و شالها من علي الارض و خرج من المطبخ و نيمها علي الكنبة و بدا يفتح كل الشبابيك بتاعة البيت و بالفعل بدات الرائحة تقل شوية شوية فرجع يوسف للجويرية و اعد جمبها و حاول يفوقها مرة تانية بس مفيش فايدة فمسك ايدها عشان يشوف نبضها بس كانت ايدها باردة جدا فبص يوسف للوشها الا كان شاحب شحوب يوازي شحوب الموتي في اللحظة دي جيه في دماغه الناس الا بيحبها و الا هو فقدها اودام عنيه فالبرودة و الشحوب دول مش غريبين عليه فسبق و شافهم قبل كدة و بيكونوا دايما دليل علي ان الشخص ده هيسيبه و يبعد عنه للابد بس المرة دي مش هيسمح للجويرية تبعد عنه لان هي بالذات مش هيقدر يفقدها فضغط يوسف علي يدها الا في يده بهدوء عشان يشوف النبض و رغم الهدوء ده بس كانت سرعة دقات قلبه اعلي من اي وقت تاني بس اتنهد براحة لما لقي ان فيه نبض رغم انه كان ضعيف بس علي الاقل هو لسة مافقدهاش فقام و اخد الاسدال بتاعها الا كان موجود علي كرسي جمب الكنبة و لبسهلها بسرعة و حط الطرحة بتاعته علي شعرها و شالها ما بين ايده و خرج من البيت و راح ناحية عربيته و فتحها و نيم جويرية علي الكرسي الا وراء و قفل الباب و ركب هو مكانه و ساق بسرعة للقرب مستشفي بسرعة توازي سرعة دقات قلبه من كتر خوفه انه يفقدها و الا بتثبت حاجة واحدة بس ان جويرية امتلكت قلب يوسف الصيرفي خلاص من غير ادني شك
*********************************
عند ايهاب بعد ما بعت الملفات الا كانت علي الفلاشة لآسر عشان يقدر يفك الشفرة بتاعتهم و يعرفوا المعلومات الا عليه فضل مستني يوسف يرجع بس الوقت اتاخر و مارجعش و حاول يتصل علي موبيله بس مش بيرد فقلق عليه لان هم محط خطر و خصوصا يوسف لان لو كمال عرف هوية يوسف الحقيقة و ان هو نفسه الشخص الا بيكره و بيعتبره اكبر منافس ليه بالاضافة ان يوسف ظابط فمش هيستني و هيحاول يقتله عشان يخلص منه كمنافس ليه و يخلص من خطره علي شغله في تهريب السلاح فضل ايهاب يفكر مين يقدر يساعده يوصل ليوسف او يقوله مكانه فين و طبعا مجاش في باله غير اتنين بس يقدروا يعرفوا يوسف فين و هم احمد و آسر فهو مهما كان قريب منه مش يكون اقرب منهم
فاتصل باحمد بس موبايله مقفول فاتصل بآسر الا اخد ثواني و رد عليه
آسر برخامة:يا نعم
ايهاب بسخرية:نعم عليك يا اخوي
آسر:لخص عايز ايه لو علي الملفات اه وصلت الحمد لله يلا فيه حاجة تاني مع سلامة بقا
ايهاب بغيظ:استني يا زفت انت انا مش متصل بيك عشان كدة
آسر:اومال ايه بتسال عليا الحمد انا كويس
ايهاب:ده علي اساس ان معدش الا انت الا اسال عليك انا اصلا مليش الشرف اني اكلمك
آسر بغيظ:و بدال ملكيش الشرف بتتصل بيا ليه
ايهاب:عشان فيه حاجة مهمة عايزك فيها
آسر بجدية:في ايه كمال عرف حاجة عنكم
ايهاب:لا كله ماشي تمام انا بكلمك بخصوص يوسف
آسر باستغراب:ماله يوسف
ايهاب:خرج من فترة و كان مستعجل و لحد دلوتي مرجعش
آسر:ما يمكن راح يشوف حاجة بخصوص الشغل
ايهاب:لا لو حاجة بخصوص الشغل كنت عرفت لكن هو كان اعد سرحان و فجأة قام و قالي انه عنده مشوار و خرج حتي قبل ما اساله مشوار ايه
آسر بحيرة:يعني هيكون راح فين
ايهاب:اومال انا بتصل بيك ليه مهو لو حد يعرف مكان يوسف يبقا انت او احمد
آسر:و انا هعرف مكانه منين انت عارف يوسف لو مش عايز حد يعرف مكانه محدش فينا هيعرف يوصله
ايهاب بنفاذ صبر:عارف بس اكيد تعرف ايه الحاجة المهمة الا ممكن تخلي يوسف يسيب شغله و يروحلها
آسر:مفيش حاج و بعدين سكت لما افتكر ان جويرية مع يوسف فقال بتلقائية:عند جويرية
ايهاب باستغراب:جويرية مين و بعدين قال بتذكر:اها جويرية مرات يوسف بس عندها ازاي و هي في القاهرة و هو هنا
آسر:لانها مش في القاهرة هي سافرت مع يوسف
ايهاب:سافرت مع يوسف فين اذا كان هو معي هنا علي طول من اول يوم جينا فيه هنا
آسر بدهشة:نعم يعني هو ماسبكش ابدا و لاء راح في اي مكان لوحده
ايهاب:لا ابدا
آسر:انت متاكد
ايهاب:ايوة يابني متاكد
آسر:يخربيتك يا يوسف هتكون عملت ايه في البت
ايهاب:عمل ايه في ايه انا مش فاهم حاجة جويرية بتعمل ايه هنا مع يوسف
آسر:ابقي اساله
ايهاب:انا بسالك انت لان يوسف لو عملت ايه مش هينطق فاخلص و اقول في ايه
آسر:اقولتلك اساله يا ايهاب
ايهاب باصرار:و انا عايزك انت الا تقولي يوسف بيعمل ايه
آسر بتنهيدة:هاقولك يمكن تقدر ترجعه عن الا في دماغه ده لو مكنش عمله
ايهاب بحيرة:تقصد ايه
آسر:اسمع
*********************************
وصل يوسف اخيرا بعد فترة قصيرة للمستشفي بعد رحلة كاد فيه انه يعمل اكتر من حادثة فهو قطع طريق بياخد تلاتين دقيقة في خمستاشر دقيقة فكانت العربية علي اخر سرعة ليها نزل يوسف من العربية و شال جويرية ما بين ايديه و دخل المستشفي بسرعة و هو بيزعق في الممرضين الا اخدوها بسرعة علي الطوارئ و راح يوسف معها بس وقف بره و عده دقيقتين و مدخلش اي دكتور و ده خلي يوسف يفقد اعصابه و هو شايف الممرضات بيحولوا يسعفوها بسرعة لحد ما الدكتور يجي فوجه يوسف كلامه بغضب لوحدة من الممرضات
يوسف بعصبية:فين الزفت الداكترة الا هنا
بصتله الممرضة برعب من غضبه و كانت لسة هترد بس قبل ما تتكلم جيه الدكتور و كان لسة هيدخل الاوضة فمسكه يوسف دراعه بغضب
يوسف بعصبية:علي فين انشاء الله
الدكتور بدهشة يشوبها بعض الخوف:هدخل حضرتك للحالة
يوسف:و هو مفيش الا انت هنا فين الداكترة الستات الا هنا
الدكتور بتوتر:معدش فيه داكترة ستات هنا اخر دكتورة لسة مخلصة منوبة و انا استلمت بدلها
يوسف بغضب مخيف:تروح تتنيل و تقولها تيجي و مشفش وشك هنا فاهم
الدكتور بشجاعة مزيفة:و حضرتك مين بقا عشان تمشينا علي مزاجك
يوسف بهدوء مفاجئ: اممم جميل يعني انت حبب تعرف انا مين و مالوه
و فجأة كان دكتور مرفوع علي الحيطة بسبب ايد يوسف الا مسكت رقبته لدرجة معدتش ملمسة الارض
يوسف ببرود:انت حبب تعرف انا مين مش كدة انا هقولك بس الاول تقولي اسم المستشفي دي ايه
بصله الدكتور برعب و مردش
يوسف:انطق ساكت ليه
الدكتور بشبه اختناق:مس مس مستشفي الصيرفي
يوسف:حلو اوي و انا ابقا يوسف الصيرفي صاحب المستشفي دي ها ايه رايك
بصله الدكتور بصدمة ممزوجة برعب فمين ميعرفش يوسف الصيرفي ملك امبراطورية الصيرفي و صاحب اكبر سلسلة مستشفيات في مصر
يوسف ببرود:ها كدة اقدر امشيكوا علي مزاجي و انت اول واحد فمش عايز اشوف وشك هنا تاني و تغور دلوقتي حالا و تبلغ الدكتورة الا هنا انها تيجي فورا
وبعد يوسف ايده فوقع الدكتور اودامه و بعدين اقام بسرعة و كان لية هيتكلم فبصله يوسف بغضب فمشي بسرعة ينفذ الا اقاله عليه و هو بيلعن نفسه علي وقوفه اودام يوسف
و بعد مدة قصيرة و لكن بالنسبة ليوسف كانت طويلة جدا خرجت الدكتور ليوسف الا كان حطط راسه ما بين ايديه و اول ما خرجت الدكتورة اقام و واقف اودامها
يوسف بهدوء مزيف:اخبارها ايه دلوقتي
الدكتورة:حضرتك تبقي ايه لمريضة
يوسف بنفاذ صبر:جوزها و كمل و هو بيجز علي اسنانه:ينفع اعرف بقى حالتها ايه
الدكتورة بعملية:طبعا حالتها كانت خطيرة جدا و الحمد لله انها جات في الوقت المناسب و الا مكناش لحقنها لان بالاضافة لكمية الغاز الا كانت هتدمر الرئة كمان عندها انيميا حادة و ده نتيجة لانها مكنتش بتاكل لفترة طويلة و لان جسمها ضعيف ما استحملش و ده سبب الاغماء من الاول بس هي حاليا الحالة استقرت
يوسف:و هتفوق امتي
الدكتور:حاليا الجسم محتاج ياخد فترة راحة و يتغذي كويس فاحنا علقنلها محلول مغذي و هتصحي بكرة الصبح انشاء الله و تقدر تدخلها الوقتي
يوسف بتنهيدة:تمام
الدكتورة:بعد اذنك
و بعد ما مشيت الدكتورة اتجه يوسف ناحية باب اوضتها و فتحه و بعد ما دخل و قفل باب الاوضة اتجهت انظاره ناحية جويرية الا كانت نايمة بهدوء و شعرها الطويل بتمويجاته الجميلة مفرود جمبها فراح يوسف و اعد علي طرف السرير جمبها و ملس علي وشها بهدوء الا نوعا ما قل شحوبه و بدا يستعيد لونه الطبيعي فاتنهد يوسف براحة اخيرا بعد قلق اللحظات الا فاتت و هو شايفها بتضيع من ايده بكل سهولة دلوقتي بس صدق مقولة ان احنا مابنحسش بقيمة و حب انسان الا لما نكون علي وشك ان احنا نفقده و ده الا حصل معه في الساعات الا فاتت و هو بيتخيل ان جويرية ممكن تبعد عنه للابد و ميقدرش يشوفها تاني ابدا و لا حتي من بعيد لانها مكنتش بس هتسيبه لا كانت هتسيب الدنيا كلها و دي فكرة كانت كفيلة تخلي الخوف و لاول مرة من سنين طويلة يدخل لقلبه ففكرة انه لما كان مهمته هتخلص و هيرجعوا الاتنين القاهرة و هيطلق جويرية و تبعد عنه كانت بتعصبه لاقصي حد و كان دايما بيحاول ميفكرش فيها فهو صحيح سابها و بعد بس الا هي متعرفوش و الا مفكرها انه انتقام منها هو في الحقيقة حماية ليها من نفسه ايوة هو كان يقدر ينتقم منها و يدمرها زي ما هو عايز و في وقت اقل من كدة بس هو مقدرش يقربلها و لاء يذيها فكانت فكرة بعدها عنه هي الاسهل من اذيتها رغم انها كانت فكرة بتعذبه فما بال فكرة انها تبعد من الحياة كلها فهي فكرة بالنسباله مرعبة بس للاسف احتمالية ان الفكرة كانت هتحصل من ساعات خليته يتاكد من حاجة واحدة بس كان حاسس بيها من وقت ما شاف جويرية اول مرة و كان احساسه بيزيد مع الوقت و في كل مرة كانت بتبقا جويرية قريبة منه بس كبريائه كان دايما بيخليه يتجهل الاحساس ده لكن النهاردة و للمرة الاولي بينهزم كبريائه اقصاد الاحساس و الا معدش احساس بل بقا حقيقة متاكد منها و الحقيقة ده انه و لسوء حظه من وجهة نظره حاليا او لحسن حظه الا يدركه فيما بعد انه وقع في عشق جويرية الشرقاوي
اتنهد يوسف بحرارة بعد اما اعترف اقصاد نفسه انه بيحب جويرية فهو عمره ما اتوقع انه يحب في يوم من الايام هو الا و لاء مرة سمع لقلبه و لاء حتي ادي فرصة لاي مشاعر تدخله دلوقتي بيعترف بانهزامه اقصاد سحر حب بنت الشرقاوي هو الا كان بنات كتير و ملكات جمال و حتي ستات متجوزين بيتمنوا بس نظرة منه بس هو و لاء مرة ادي لحد فيهم فرصة بيعلن دلوقتي وقوعه في حب طفلة زي جويرية بنت لسة حتي موصلتش لسن التسعتاشر سنة ضحك يوسف بسخرية من قدره الا دايما معنده فمن بين كل بنات العالم يعشق بنت عدوه الوحيدة الا مينفعش يكون بينه و بينها اي حاجة قلبه اتمرد عليه و دقلها و حبها و ليه مايحبهاش و هي من ساعة ما دخلت حياته و خلت لحياته نكهة بعنادها و تحديها دايما ليه و خناقهم سوا الا رغم انها ساعات بتعصبه لكن بيكون مستمتع جدا بيها فجويرية بخناقتها الطفولية معه بتخليه يحس انه رجع طفل مرة تانية فهو شخص اتحرم من طفولته في سن مبكر و قضي جزء كبير من حياته في الشغل ان مكنش معظمها ده غير لمضتها و شجاعتها و جراءتها الا بتتعمل بيهم معه رغم انه بيكون عارف انها هتموت من الخوف منه فده شئ بيكون باين بوضوح في عنيها و اها من عنيها بلونهم الفريد و الرائع و الا بيسحروه بسهولة و حتي لسانها الطويل الا بيبقا نفسه يقطعهلها فهو حب كل ده فيها رغم انه عمره ماحب و لاء حاجة من الحاجات دي لكن مع جويرية الوضع مختلف تماما بس حبه ليها جيه في وقت مينفعش فيه انه يحبها و بسرعة هو ما تخيلهش بس من امتي كان الحب ليه وقت او كبير او سلطان فهو بكل جبروته و قوته مقدرش ييمنع الحب انه يدخل قلبه فالحب اشبه بالموت بيجي من غير استذان و في اي وقت و اي مكان و في اي سن ما بيفرقش ما بين كبير و صغير بس الفرق البسيط بينه و بين الموت انه موت و انت علي قيد الحياة بس موت لذيذ رغم مرارته في بعض الاحيان و الا متاكد انه هيدوق منها كتير لان للاسف عشقه ده عشق مكتوب عليه الموت و هو لسة في مهده لان الماضي هيفضل عائق في طريقهم فهو مش هيقدر ينسي انها بنت اكبر عدو ليه يمكن لو كانت بنت شريف الشرقاوي فعلا كان ممكن يتقبلها لكن حقيقة انها بنت عصام للاسف ميقدرش يتقبلها و ده غير ان جويرية مش هتسمحه بسهولة علي الا عمله فيها رغم انه منفذش انتقامه كامل بس بالنسبة لبنت صغيرة زي جويرية كان كل الا عمله فيها ده كتير و ده تاني عائق في طريقهم و لية هتظهر عوائق كتير لما جويرية و الكل يعرف الحقيقة و عشان كدة لازم يحتفظ بعشقه ليها جوه قلبه و اول ما يرجع القاهرة لازم يطلقها و يرجعها لاهلها علي الرغم من انه عارف مقدار العذاب الا هيتعذبه في بعدها فهو لما بعد عنها الشهرين الا فاتوا كان بيتعذب فيهم في كل ثانية رغم انه كان بيبن قوي و مش متآثر بسبب كبريائه الغبي لكن من جوه كان عارف انه قلبه موجوع و متعذب و ده في شهرين بس و كان كمان بيسمع صوتها بس لما يطلقها و تبعد عنه نهائي هيكون عذابه اضعاف رغم انه عاني من عذاب البعد ده اكتر من مرة و مازال بس المرة دي هتكون اصعب لان الا بعد عنهم قبل كدة مبعدش عنهم باردته و لكن كان بإرادة القدر لكن جويرية هيبعد عنها بإرادته الكاملة و هيكون عارف انها بتتنفس و قلبها بيدق بس بعيد عنه و كمان ممكن تكون لغيره و و لحظة هي فعلا ممكن تكون ملك حد غيره لا مستحيل يسمح بانها تكون لغيره ابدا هي ملكه هو لوحده بس ازاي و هو هيطلقها و يبعدها عنه مهي اكيد لازم في يوم من الايام تحب و تتجوز حد تاني مش هتفضل طول عمرها لوحدها و الفكرة دي بالذات عصبته لاقصي حد و خليته يتراجع عن فكرة انه هو يطلقها و يخليها جمبه و قريبة منه لكن برده قربها مش صح لان لو بعدها هيعذبه فقربها هيعذبهم هم الاتنين اتنهد يوسف بتعب و بص لجويرية و هو بيتامل ملامحها و هو بيلمس علي خصلات شعرها
يوسف بهمس حاني: انتي يا وردتي بالنسبالي السهل الممتنع لا عارف اقربلك و لاء عارف ابعد عنك فبعدك عذاب و قربك عذاب اكبر لانه مش هيكون عذاب ليا لوحدي فانت كمان هتتعذبي معي فلو فضلت جمبي و جيه يوم و عرفتي فيه الحقيقة انا متاكد انك ساعتها مش هتقدري تفضلي و هتبعدي بس البعد وقتها هيكون صعب اوي لاني لو اتعلقت بيكي اكتر من كدة و ملكت قلبك مستحيل ابعدك عني مهما عملتي و كمان انا مش اقدر اتقبل حقيقة انك بنت عصام فلما تعرفي الحقيقة انا متاكد ان حبك ليه هيغلب علي زعلك منه و هتتقبليه كأب ليكي و ساعتها انا مش هضمن رد فعلي هيكون ايه فهتتعذبي معي لاني لا هقدر ابعدك و لاء هقدر اتقبل حقيقتك الا مستحيل اقدر انساها بس الا اقدر انساه هو الانتقام فلحظة الا شوفتك فيها خلاص بتفقدي الحياة ما بين ايديا كفيلة تخليني انسي مليون انتقام بس يفضل قلبك يدق لان طول ما هو بيدق هيفضل قلبي انا كمان يدق فقلب يوسف الصيرفي بقى اسير عشقك انتي يا بنت الشرقاوي بس للاسف محدش هيعرف بالعشق ده و لاء حتي انتي بس الا اعرفه اني هفضل اعشقك طول عمري يا وردتي
و بعد ما انتهي يوسف من همسه قرب من جويرية و باس دماغها و فضل لفترة و هو مغمض عينه و بيستمتع برائحة الجوري الا بتكون محوطاها دايما و بعدين بعد عنها و مسك كف ايدها البارد بين ايديه الدافية و استمر في تامل ملامحها كانه بيحاول يحفرها جوه قلبه ده اذا مكنتش محفورة فيه اصلا بس مستحيل يضيع فرصة انه يتاملها براحة من غير اي عوائق و استمر علي الحال ده لدرجة انه محسش باشعة الشمس الا بدات تنشر نورها في كل مكان و لاء بالممرضة الا كانت بتدخل تطمن علي انتظام سير المحلول المغذي و الا كانت بتبسم و هي شايفة يوسف و هو هادئ علي عكس الوحش الا كان هيموت الدكتور من كام ساعة و الا ماسك ايد جويرية و مركز في ملامحها و حتي مبيحسش بوجودها فالا اودامها حاليا رجل عاشق بكل ما تعنيه الكلمة من معني
فاق يوسف من تامله ليها اخيرا علي ايد جويرية الا اتحركت في ايده كاشارة انها ابتدت تفوق و بالفعل بدات جويرية تفتح عنيها و تغمضها تاني كمحاولة منها عشان تعتاد علي الضوء فسحب يوسف ايده من ايدها بهدوء و قام من جمبها و ضغط علي زر استدعاء الممرضة و الا جات بعد ثواني و دخلت لجويرية اما هو فربع ايده و سند علي باب الاوضة و في ثواني كان راسم قناع البرود المعتاد و هو بيرقب جويرية و رد فعلها
اما بالنسبة لبطلتنا الا فتحت عنيها اخيرا بعد ما اعتدت علي الضوء فهي كانت في عالم تاني تماما كله ورد و اشجار و مساحات خضرة كتير و كانت مستمتعة جدا فهي بتعشق الطبيعة و الورد بصفة خاصة ده غير الصوت الا هي كانت بتسمعه صحيح مكنتش سامعة الكلام كله لانه كان همس بس سمعت منه كذا كلمة منها كلمة بعشقك و انتقام و حقيقة بس مقدرتش تسمع جملة واحدة علي بعضها و الصوت الا كان بيتكلم هو صوت يوسف من غير ادني شك هي مستحيل تتلخبط في صوته رغم ان نبرة الصوت كانت مختلفة عن نبرة صوت يوسف القاسية و الباردة بس خيل ليها انها سمعت نبرة الصوت دي قبل كدة بل و اكتر من مرة بس مقدرتش تحدد امتي بالظبط سمعتها او من مين بس الاكيد انه مش من يوسف او هي معتقدة كدة و بعد فترة طويلة من وجودها في المكان ده غمضت عنيها و لما فتحتها جيه في عنيها نور قوي فغمضت عنيها تاني و كررت الحركة دي كذا مرة لحد ما اتعودت علي النور و فتحت عنيها فكانت اوضة كلها ابيض في ابيض فبصت جمبها فكان فيه محلول متعلق فاستنتجت انها اوضة مستشفي فحاولت تقوم و هي بتحاول تفتكر ايه الا حصل فحست بحد بيساعدها فبصت للبيساعدها فلقت بنت لبسة لبس الممرضات فساعدتها انها تقعد فحطت جويرية ايدها علي دماغها و هي بتفتكر الا حصل و بعدين بصت للممرضة و سالتها
جويرية بتعب:هو ايه الا حصل
الممرضة بابتسامة:تعبتي شوية بسبب ان عندك فقر دم و اغمي عليك و كمان شميتي كمية كبيرة من الغاز فكان هياثر علي الرئة بس الحمد لله جات سليمة
جويرية باستغراب:غاز ايه و جيه منين الغاز
الممرضة:بصراحة معرفش بس لما جيتي كنت شامة كمية كبيرة من الغاز
جويرية بحيرة:و انا جيت هنا ازاي
الممرضة بعملية و هي بتشيل ليها المحلول:جوزك الا جابك هنا
جويرية بدهشة:جوزي مين
يوسف بهدوء:انا طبعا انتي ليك كام جوز يا برنسيس
اصدمت جويرية من الصوت الا اتعرفت عليه علي طول و بصت ناحية يوسف الا اتعدل من ساندته علي الباب و اتقدم منها بثقته و هيبته المعهودة و اعد علي الكرسي الا جمب السرير اما جويرية فضلت مصدومة من ظهوره بعد شهرين غياب فهي مكنتش مصدقة وجوده اودمها او جيه امتي اصلا و ايه الا حصل و ازاي عرف الا حصلها و هل هو جيه صدفة و لاء هو اصلا كان قريب منها بس هي متعرفش كل الاسئلة دي دارت في عقلها و هي مازالت بتبص ليوسف حتي مخدتش بالها من الممرضة الا تمتمت بحمد علي السلامة و سابتهم و خرجت بس مفضلتش مصدومة كتير فسرعان ما اتحولت الصدمة دي للغضب لما افتكرت اخر لقاء بينهم و كلامه ليها و حبسها شهرين لوحدها في بيت كبير زي ده و هو عارف رعبها من الاماكن الواسعة و رغم كدة سابها فيه بكل قسوة و برود كل ده خلي نظرات الغضب تزيد في عنيها و اما يوسف الا كان اقعد بهدوء و هو بيبصلها ببرود و بيرقب نظراتها الا ما بين الصدمة و الحيرة ثم تحولها للغضب فعرف انها خلاص فاقت من صدمتها و انها هتنفجر من الغضب بسبب الا عمله فيها بس حاليا الغضب ده مش وقته لانها لسة تعبانة و الغضب ده ممكن ياثر عليها فبدأ هو بالكلام عشان يقطع عليها موجة الغضب دي
يوسف بهدوء:حمد لله علي سلامتك مش المفروض تاخدي بالك
بصتله جويرية بغضب و اتجهلته و بصت الجهة التانية فابتسم يوسف ابتسامة جانبية من غضبها الطفولي و قام اقعد جمبها علي السرير و حط ايده تحت دقنها و دور وشها نحيته فبعدت جويرية ايده بغضب و دورت وشها مرة تانية فبصلها يوسف بغيظ و حط ايدها علي دقنها تاني بس بشكل اقوي و دور و شها و قبل ما تحول تبعد ايده اتكلم يوسف
يوسف ببرود:مش عيب يا مراتي يا مؤدبة يا محترمة لما جوزك يكلمك ماترديش عليه
جويرية بنفس البرود:مليش مزاج ارد عليك
يوسف و هو بيرفع حجبه و بيقرب منها لدرجة وترتها:لا و الله البرنسيس ملهاش مزاج ترد و ايه كمان يا حلوة كملي عشان شكلي هربيكي من اول و جديد
جويرية بغضب:ايه اتربيني دي شايفني مش متربية
يوسف باستفزاز:اها
جويرية بغضب و غيظ:انت انسان قليل الذوق و مستفز و انا متربية احسن منك
مسك يوسف دراعها بقوة و شدها ناحيته فبقت في حضنه و اتكلم بغضب و تحذير:جويرية لسانك ده طول اوي فلميه احسنلك انا هعديها المرة دي عشان انتي لسة تعبانة لكن تتكرر تاني قسما بعزة و جلال الله هعيد فعلا تربيتك من اول و جديد تاني و ده اخر تحذير ليكي
جويرية بغضب:هتربيني ليه انشاء الله شايفني عيلة اودامك
يوسف ببرود:ايوة عيلة و امبارح بس اتاكدت
جويرية بغيظ:متقولش عيلة و بعدين كملت بسخرية:و اتاكدت ازاي بقى سيادتك
اتجاهل يوسف سخريتها و رد عليها ببرود:ما هو لما اسيب انسة مفروض انها كبيرة و يغمي عليها لانها ماكلتش و لاء شربت بقالها فترة كبيرة و كمان يكون الغاز بتاع البوتجاز شغال فكانت هتتسبب في موتها يبقى انا سايب عيلة المفروض اربيها و اعلمها الصح من الغلط و ازاي تكون مسئولة عن نفسها زي الناس الكبيرة
جويرية بغضب هيستيري و دموع متحجرة في عنيها بتقاومها عشان ماتنزلش:انت شايفني ان انا عيلة ايوة انا عيلة عيلة اول مرة تخرج من حضن ابوها و امها و اخوها اول مرة تخرج من دفئ اهلها طول عمرها في وسطهم و حاسة بالامان معهم عمرها في حياتها ما فضلت لوحدها و لما مكنتش بتاكل كانت امها بتفضل تلف وراها عشان تاكل و لما كانت بتخاف كانت تترمي في حضن ابوها و اخوها عشان تستمد منهم الامان و اما بتتعب بتلقي اهلها واصحابها جمبها خايفين عليها و بيهون عليها التعب انت شايف ان انا عيلة ايوة عيلة و انت دخلت في حياتها دمرتها و كبرتها قبل اونها و خلتها تعيش حجات عمرها ما عشتها و لاء جيه قي بالها انها تعيشها في يوم من الايام و بعدتها عن اهلها و سيبتها لوحدها في بيت طويل عريض لمدة شهرين بتساليني مكنتش باكل و اشرب ليه تخيل نفسك في مكان لوحدك لا عارف تخرج منه و لا اقدر توصل لحد و لاء تتوصل مع حد و حتي لما تتوصل مع حد كلامك محسوب عليك بتضطر تتكلم بهدوء و تضحك و انت من جواك عايز تصرخ و تبكي بس مش قادر تعمل كدة فبتتوجع بدل المرة الف مرة كانك عايش في سجن ده حتي السجن ارحم علي الاقل لتكون حاسس بامن مش اقل صوت يخليك تترعب و كل ده عشان انتقام معرفش حتي سببه ايه و بعدين سقفت بايدها بسخرية:بس احب اهنيك انت ماشي ممتاز استمر ها اقولي هتعمل ايه تاني المرة الجاية بس احب اقول قبل ما تتعب نفسك و تعمل حاجة تانية انك كفيت و وفيت في انتقامك فاي حاجة هتعملها بعد كدة مش هتاثر لان كل ما الوجع بيكتر الاحساس بيقل لحد ما ينعدم تماما فاي حاجة مش هتزيدني الا كره ليك اكتر ما انا بكرهك فانت اكتر انسان بكره في حياتي بكرهك فاهم بكرهك فوق الوصف
كانت جويرية بتقول جملتها الاخيرة و هي بتضربه بايدها في صدره و دموعها بتنزل فهي مقدرتش تسيطر عليهم اكتر من كدة اما يوسف الا كان بيسمعها بهدوء مخالف للجواه تماما فهو كان بيتوجع مع كل كلمة بتقولها مكنش يعرف انه بعده عنها الا كان مفكراه احسن ليها بيعذبها العذاب ده كله بس اتوجع اكتر لما سمع منها كلمة بكرهك رغم انها مش اول مرة بس اول مرة تكون موجعة كدة او يمكن كانت بتاثر فيه قبل كدة بس كبريائه كان بيخليه يتجاهل التاثير ده بس من بعد ما اتهزم كبريائه اودام عشقه ليها معتش ينفع يتجاهله بس مش هيبينه هيحتفظ بيه جواه زي ما تعود دايما انه يحتفظ باوجاعه لنفسه و ان كان ده اشدهم
فضل يوسف هادئ و سايب جويرية تطلع كل الا جواه من غضب فهو صحيح حاول ياجل الغضب ده لحد ما صحتها تتحسن بس بما انها مقدرتش تقاوم غضبها و هو مقدرش يوقفه يبقا الاحسن انها تطلع كل الا جواه من غضب ناحيته و هو هيستقبله بكل صدر رحب لانه هو السبب فيه يبقا هو الا يستحمل عواقبه فسابها تعمل الا هي عايزاه بس لما لقي ان الابرة الا في ايدها مكان المحلول هتتشل بسبب حركات ايدها العنيفة و هتجرحها مسك ايد جويرية بسرعة عشان يوقفها فحاولت جويرية تشد ايدها من ايده بس هو ماسمحلهاش فقاومت بقوة اكبر فاتكلم يوسف عشان يوقفها
يوسف بحزم:جويرية وقف الا بتعمليه ده هتجرحي ايدك
جويرية بغضب و دموعها مازالت بتنزل:و انت يهمك في ايه ايدي تتجرح و لاء لا ما انت بتجرح فيا من ساعة ما عرفتك مجتش علي جرح صغير زي ده و كملت و هي بتحاول تشد ايدها و بعدين اتجرح اموت شئ ميخصكش
يوسف بغضب:اخرسي بقا و بطلي جنانك ده و اهدي انت بتاذي نفسك بالا بتعمليه ده
جويرية بغضب:اذي نفسي اموتها برده ميخصكش
يوسف بغضب اشد:لا يخصني لان كلك علي بعضك تخصيني فاهمة
جويرية بغيظ و غضب ممزوج بدموعها الا مش عايزة توقف:متقولش اني اخصك انا مخصكش في حاجة و سيب ايدي بقا سيبني بقولك
كانت جويرية بتتكلم و هي بتتحرك بعنف عشان تفلت من ايده فملقش يوسف حل غير انه يشدها في حضنه عشان يتحكم تماما في حركتها فحاولت تقاومه و تبعد عنه بس هيهات فالقوة الجسدية ما بينهم مش متكافئة فهي تكاد تكون مش باينة في حضنه و حاولت جويرية اكتر من مرة انها تبعد بس يوسف كان بيشدد من احتضانها اكتر لحد ما استسلمت في حضنه فهي بعد ما افرغت الغضب الا فضلت كتمه جواه طول الشهرين الا فاتوا معدش عندها طاقة انها تقاوم اكتر من كدة فهديت بس دموعها موقفتش و فضلوا الاتنين علي الحال ده للوقت محدش فيهم عرف هو اد ايه فيوسف كان مستمتع بوجودها في حضنه لاول مرة لفترة طويلة من غير ما يكونوا بيتخانقوا او بيهددها و يمكن تكون الاخيرة عشان كدة كان بيحاول يحفظ ريحتها و ريحة شعرها بريحة الورد الا كان بيملس عليه بحنان عشان يهديها ده غير احساس الدفئ الا حس بيه و هي في حضنه و قريبة من قلبه فكان عايزاها تفضل اطول وقت ممكن في حضنه لانه مش ضامن هيحس الاحساس ده تاني امتي واما جويرية فهي صحيح قاومته لكن بدات تستسلم مش بس بسبب انهيار قوتها و لكن كمان بسبب احساس الامان الا حسيته و هي في حضنه و الا كانت فقدته من سنين طويلة ايوة هي قالتله انها بتحسه مع اهلها و ده الطبيعي ان الانسان يحسه وسط عيلته بالامان لكن كان امان جوه بيتهم بس لكن لما كانت تخرج منه كانت بتحس بالخوف من اي حد او لنكون ادق من اي حاجة مذكرة تقرب منها يمكن مكنتش بتبين بس كان الرعب دايما في قلبها بس مع يوسف و كالعادة كل العادات و القواعد بتتكسر فهي معه بتحس بامان ماحستهش مع حد قبل كدة رغم الا بيعمله فيها لكن مجرد وجوده قريب منها بيحسسها بالامان و ده الا اتكدت منه الشهرين الا فاتوا و دلوتي لما حضنها متعرفش الشعور ده ايه سببه و ليه معه بالذات رغم كل الا بيعمله معه بس الا تعرفه انها عايزة تستمتع بيه لاقصي حد
و بالفعل فضل كل واحد فيهم مستمتع بحضن التاني و كانهم غابوا الاتنين عن الواقع و حتي نسوا هم كانوا بيتكلموا عن ايه و نسوا حتي الوقت و المكان الا هم فيه و مفقوش الا علي صوت الباب الا كان بيخبط فرجعوا الاتنين لوعيهم و بعدت جويرية بسرعة عن يوسف لما استوعبت اخيرا انها كانت في حضنه طول الوقت ده و هي بتشتم نفسها علي غبائها و استسلامها المخزي ليه و سابها يوسف تبعد ماحولش يمنعها رغم ان بعدها خلف برودة غريبة في جسمه بعد احساس الدفئ الا كان حسه بقربها منه بس مكنش هيبقا صح انه يحاول يمنعها او يخليها في حضنه اكتر من كدة لانه بكدة مشاعره كلها هتنكشف و ده هيكون غلط كبير من وجهة نظره طبعا
و بعد ما بعدوا الاتنين عن بعض و سرح كل واحد فيهم في اللحظات الا فاتت بس رجعوا انتبهوا تاني علي صوت الباب و كان يوسف الاسرع في الرجوع لطبيعته فرد بنبرة صوته المعتادة و الا هي بمزيج من الهدوء و القوة:ادخل
فدخلت الدكتورة الا مسئولة عن حالة جويرية
الدكتور بابتسامة:صباح الخير
يوسف و جويرية:صباح النور
الدكتور موجهة كلامها لجويرية:حمد علي سلامتك
جويرية بابتسامة خفيفة:الله يسلمك
الدكتورة بعملية:بما انك فوقتي يبقا انتي الحمد لله اتعديتي مرحلة الخطر تماما بس لازم نقيس الضغط عشان كان عالي امبارح بس الاول اقوليلي حاسة بضيق في التنفس و لاء تمام
جويرية بهدوء:لا التنفس تمام حسيت بس بشوية ضيق تنفس اول ما فوقت بس دلوتي لا
الدكتورة:اوك ده شئ عادي بسبب كمية الغاز الا دخلت الرئة بس لما تخرج لازم من وقت لتاني تشمي هواء نقي و دلوتي خلينا نشوفلك الضغط و سرعة ضربات القلب
و بدات الدكتور في فحص جويرية تحت نظرات يوسف الا كان واقف بهدوء و حطط ايده في جيب البنطلون و عنيه علي جويرية الا اتوترت من نظراته الا كانت بالنسبة لها غامضة فبعدت عنيها عن عنيه
و بعد ما انتهت الدكتورة كانت دخلت الممرضة و اعطت الدكتورة ورق فبصت فيه و بعدين وجهت كلامها ليوسف:تحليل الانيميا مش كويس ابدا والنسبة عالية جدا و ده خطر عليها و ممكن يسبب اضرار لباقي اجهزة الجسم عشان كدة لازم نقلل من نسبتها و ده هيكون بالڤيتمنات و نهتم بالتغذية و خصوصا البروتين و الاكل الا فيه حديد و بعدها نعمل تحليل تاني عشان نتاكد ان النسبة نزلت بس زي ما قولت الاهم التغذية يعني التلات وجبات منقصش منهم واجبة
يوسف بهدوء:تمام و بعدين كمل كلام و هو بيبص لجويرية بنظرات ذات مغذي:و انا ههتم بموضوع التغذية ده بنفسي
بصتله جويرية بغيظ و دورت وشها الناحية التانية
الدكتورة و ه بتكتب في ورقة في ايدها:اوك و بالنسبة للخروجها تقدر تخرج النهاردة بس الڤيتمنات دي تاخد في معادها بس قبل ما تخرج الممرضة هتجبلها اكل تاكله الاول عشان يديها طاقة و مادوخش و تاخد الدواء و بعدين تقدر تخرج
جويرية بسرعة:لا انا مش عايزة اكل انا عايزة اخرج
الدكتورة:لا كدة ممكن تدوخي تاكلي الاول و بعدين تخرجي
جويرية برفض:لا عايزة اخرج
يوسف موجه كلامه للدكتورة:ابعتلها الاكل و هي تاكل الاول
جويرية بغيظ:اقولت مش هاكل
يوسف بتجاهل للجويرية و هو بياخد ورقة العلاج من الدكتورة:خلاص زي ما اقولتلك هي هتاكل الاول
جويرية بغضب:انا مش اقولت لا
يوسف بتجاهل للجويرية للمرة التانية:تقدر تخرجي انت و ابعتلها الاكل
بصتلهم الدكتورة الاتنين بعدم فهم فبصلها يوسف لما لقاها لسة واقفة فاتكلم ببرود: فيه حاجة
الدكتورة باحراج:ها لا ولاء حاجة انا هبعت الممرضة بالاكل بعد اذنكم
و سابتهم الاتنين و خرجت و هي مستغربة من العناد و التحدي الا ما بين الاتنين دول
في الاوضة بعد ما خرجت الدكتورة بصت جويرية ليوسف بغيظ الا اقعد علي الكرسي ببرود و حط رجل علي رجل
جويرية بغضب:انت يا بني ادم انت انا مش هاكل
يوسف بثقة:هتاكلي
جويرية بسخرية:ايه الثقة الا انت فيها دي و كملت بعناد:طيب مش هاكل و وريني هتعمل ايه
يوسف بابتسامة استفزازية:هوريكي و هنشوف كلمة مين الا هتمشي
جويرية بثقة:كلمتي انا لان انا الا هاكل مش انت
يوسف ببرود و لامبالاة:اها طيب
بصتله جويرية بغيظ و غضب و دورت وشها الناحية التانية و تمتمت بصوت واطي بس وصل ليوسف
جويرية بغيظ:بارد و رخم
يوسف ببرود:سامعك و كمل بتهديد جاد :لسانك ده شكله هيوحشك قريب عدي انا حذرتك النهاردة كام مرة مرة كمان و مش هتكلم هقطهولك علي طول
جويرية بتوتر و براءة مصطنعة فهي خافت لانها حست انه بيتكلم جد مش بيهدد:انت متعصب ليه انا بوصفك مش بشتمك تفرق
كتم يوسف ابتسامته بصعوبة علي شكلها المتوتر فالمجنونة صدقت تهديده و اتكلم ببرود:لا و الله
جويرية ببراءة:اها والله يكش اعدمك ان كنت بكذب
بصلها يوسف بغضب و غيظ
جويرية بخوف:ايه هتتحول مصاص دماء و لاء ايه
يوسف بغيظ:اها هتحول مصاص دماء و امص دمك و ارتاح منك
كانت جويرية هتتكلم بس يوسف اتكلم بصرامة:اخرسي يا هبلة
جويرية بتذمر:بس متقولش هبلة
يوسف:اها صح انت مش هبلة انت مجنونة
جويرية بغيظ:و هي المجنونة يعني بتتجوز عاقل
اقام يوسف من علي الكرسي و قرب منها و علي وش امارات الغضب فتراجعت جويرية للوراء علي السرير و هي بتتكلم بسرعة و توتر:ايه انا بستفسر بس ده مجرد سؤال يعني و بعدين هتعمل عقلك من عقل واحدة مجنونة زيي
بمجرد ما خلصت كلام كان يوسف قرب منها و حط ايده علي ضهر السرير و ايده التانية مسكها من شعرها بس مش بقوة و قربها منه و اتكلم ببرود:بقا انا مجنون ها تحبي اوريكي الجنان
هزت جويرية راسها بمعني لا و اتكلمت بسرعة:مين ده الا قال انك مجنون ده انت سيد المجانين اقصدي العاقلين
اقطعها يوسف بحسم:بس و لاء كلمة تانية انت بطينها اكتر انا عايزك تخرسي و مسمعش صوتك لحد ما الاكل يوصل مفهوم
جويرية:مفهوم
ساب يوسف شعرها و بعد عنها و رجع اعد علي الكرسي و هو بيبصلها بتحذير انها تتكلم بس من جواه كان بيضحك علي حبيبته المجنونة فمستحيل تكون دي الا كانت منهارة من شوية و ما بين كام لحظة تتحول لطفلة اللمضة دي بس مستحيل ليه ما اي مستحيل معها هي بيكون ممكن فحصون قلبه الا كانت مستحيل تتفتح لاي حد معها اتفتحت و خضعت و سلمتلها كل مفاتيح قلبه علي طبق من دهب
بعد دقيقتين من الصمت بينهم هم الاتنين كانت فيهم جويرية بتحاول تتكلم عشان تغيظه اكتر فهي كانت بتحاول تردله جزء صغير من الا بيعمله فيها ببروده اللامتناهي رغم انها فعليا خافت منه بس كانت مستمتعة باغاظته بس نظرات يوسف التحذيرية ليها كانت بتسكتها و اقطع الصمت ده دخول الممرضة الا حطت الاكل و بعدين استاذنت و خرجت و بعد خروجها بص يوسف للجويرية فلمح بوضوح نظرات التمرد في عنيها و بالفعل بصتله بعناد و دورت وشها الناحية التانية و ربعت ايدها كعلامة للرفض الاكل فاتنهد يوسف بياس للموجة جدال تانية هتحصل او خلينا نقول تالتة و التلاتة في اقل من ساعة بس هو خلاص جاب اخره من الجدال معها علي كل حاجة فعشان كدة هيقمع الجدال ده من قبل ما يبدء فاتكلم بصوت هادئ:جويرية
جويرية:لا
يوسف:هو ايه الا لا
جويرية بعناد:لا مش هاكل
يوسف ببرود:هو حد قالك كلي ما تاكليش براحتك
جويرية باستغراب من كلامه:و ده من ايه ده
يوسف:مش انت مش عايزة تاكلي خلاص بلاش و كمل بمكر:بس اعملي حسابك بقا يا امورة مفيش خروج من هنا الا بعد ما تاكلي و تاخدي دوائكي
جويرية بغضب:نعم و ده معناه ايه
يوسف:يعني خروجك من هنا مقابل انك تاكلي و تاخدي الدواء
جويرية بغضب و غيظ:انت بتسومني
يوسف بهدوء:مش بسومك و لاء حاجة انا بديك عرض يا ترفضيه يا تقبليه
جويرية بتحدي:طيب انا بقا رافضاه و مش هاكل حاجة و لاء هاخد حاجة و هخرج برده من هنا
يوسف بثقة:وريني هتخرجي ازاي
جويرية بثقة مماثلة:هخرج لاننا في مستشفي يعني فيها ناس فهصوت و الم عليك الناس و هجيب مدير المستشفي و هقول انك خاطفني
يوسف بالامبالاة:اوك صوتي براحتك من هنا للصبح و ابقي اقبليني لو حد سأل فيكي و بالنسبة للمدير المستشفي الا انت عايزاه ليه تتعبي نفسك وتصوتي و هو موجود اودامك اهو اتفضلي اقوليلي الا انت عايزاه
جويرية باستغراب:نعم تقصد ايه
يوسف بخبث:يعني المستشفي دي ملكي انا ده غير انك مراتي يعني محدش يقدر يخرجك من هنا الا باذني و انا مش هسمحلك تخرجي الا لما تنفذي الا قولت عليه يا كدة يا خليكي هنا و مفيش خروج
جويرية بغيظ:انت مستبد
يوسف ببرود:عارف
بصتله جويرية بغيظ اكتر و فضلت ساكتة لثواني تفكر ازاي تقنعه و تخليه يسبها تخرج من غير ما تنفذ الا هو عايزه بس مالقتش حل غير انها توافق فهو عنيد جدا و حتي اعند منها هي شخصيا
فاتكلمت باستسلام:طيب خلاص هاكل بس مش كتير شوية صغننين بس
ابتسم يوسف علي كلامها بس اخفي الابتسامة دي بسرعة و اتكلم بهدوء:المهم انك تاكلي
جويرية:ماشي و كملت بتوعد:بس خليك عارف انه كما تدين تدان ها يعني ممكن تقع تحت ايدي في يوم من الايام و ساعتها هردلك كل ده و بزيادة
يوسف بالامبالاة:اها انشاء الله لما نيجي لوقتها و كمل و هو بيقرب الاكل منها:و دلوتي بقا ينفع سيادتك تاكلي
جويرية:اوف طيب
و بدات جويرية في الاكل دون الانتباه لنظرات يوسف ليها الا علي الرغم من ان تعبيرات وشها كالعادة مزيج من البرود و اللامبالاة و لكن نظراته كانت غير كدة فهو كا بيتابع كل حركة بتصدر عن جويرية فهو عايز يطبع كل حاجة تخصها في قلبه عشان لما يحين وقت الفراق يكون ليها ذكريات عنده يفتكرها وقت ما الشوق يشتد عليه زي ما كان بيعمل الشهرين الا فاتوا بيفتكر الذكريات القليلة الا ما بينهم كل ما كانت توحشه رغم انه مكنش لسة اعترف لنفسه بعشقه ليها
فاق يوسف من تامل ليها علي صوت جويرية
جويرية بصوت عالي :انت يا كابتن انت انت يا بني انت
يوسف بهدوء:في ايه صوتك عالي ليه
جويرية:و الله بقالي ساعة بنادي و انت ولاء انت هنا ايه بتفكر هتاذي مين الفترة الجاية
يوسف ببرود:هعدي الجملة الاخيرة دي و خد بالك عمال اعديلك النهاردة بمزاجي كتير و صابر عليكي بس شكلك عايزني اقلب عليكي فاهدي كدة و بطلي لسانك الطويل و لماضتك و عنادك دول
جويرية باستفزاز: و الله دي خلقة ربنا انا مولودة كدة اعترض يعني
يوسف ببرود:لا استغفر الله بس ممكن انا اعملها عملية تجميل باني اعدك هنا في المستشفي كمان شهر و لاء حاجة ايه رايك
جويرية بتوتر:احم لا و علي ايه متتعبش نفسك هعد ساكتة
يوسف بمكر:ايوة كدة شطورة و بعدين كمل بهدوء:ها بقا كنتي عايزة ايه
جويرية:كنت عايزة اقولك اني شبعت
بص يوسف للاكل و بعدين بصلها
يوسف:هو فين الا انت اكلتيه اصلا ده الاكل زي ما هو
جويرية:انا اكلت بس خلاص معتش قادرة و بعدين الاكل ده مش حلو
يوسف:مش حلو ازاي يعني ماله
جويرية: انا مبحبش اكل العيانين ده
يوسف:اكل عيانين ايه ده اكل صحي و كويس ليكي
جويرية بغيظ:اها ما انت لازم تقول كدة ما انت بتعشق الاكل ده يعني عيلتك كلها بتاكل اكل عادي زي الناس معادك انت بتاكل الاكل الغريب ده
يوسف بخبث:و انت بقا مركزة معي اوي كدة لدرجة انك اخدتي بالك اني الوحيد الا باكل الاكل ده
جويرية بتلعثم:و انا انا ه هركز معك ليه يعني انا كنت كنت واقفة مع ماما نجوي و هي في المطبخ و لحظتها بت بتعمل الاكل ده فسالتها و هي الا قالتلي
يوسف بخبث:اممم لا صادقة
جويرية بغضب مصطنع تداري بيه توترها:اقصدك ايه اني كاذبة يعني
يوسف بمكر:و مين قال انك كاذبة انا اقصدي اني مصدقك الا لو كنت انتي بقا شايفة نفسك بتكذبي
جويرية بتوتر و سرعة:لا طبعا مش بكذب
يوسف بابتسامة خبث:اها ما انا واخد بالي ده الصدق بيشع من عنيكي اهو
جويرية:اها طبعا طول عمري صادقة
يوسف بسخرية:طيب يا ست الصادقة اتفضلي كملي اكلك
جويرية بتذمر:لا مش عايزة اكل و بعدين انا اقولتلك هاكل شوية صغنين و انا اكلتهم اهو
يوسف:هم دول الشوية الصغننين
جويرية ببراءة:اها
يوسف بغيظ:ده انتي ماكلتيش الا معلقتين
جويرية بغضب طفولي:لا علي فكرة بقا اكتر هم كان اربع مش اتنين
يوسف باندهاش مصطنع:لا و الله اربع معالق بحالهم لا كتير فعلا
جويرية:شفت بقا
يوسف بغيظ اشد:شفت ايه شفت هبلك بقا فيه واحدة يكون عندها انيميا و كان مغمي عليها و مكلتش بقالها فترة لما تيجي تاكل تاكل اربع معالق بس و كمل بامر: كملي يا زفتة اكلك
جويرية بطفولية:اقولتلك مش هاكل الاكل ده طعمه وحش
اتنهد يوسف بصبر و اتكلم بهدوء:طيب معلش تعالي علي نفسك و كلي معلقتين كمان عشان الدواء الا هتاخديه
جويرية بعناد:اقولت لا كفاية كدة
يوسف بصبر اكتر:مينفعش تاخدي الدواء و انتي مكلتيش الا كام معلقة دول كدة بطنك هتوجعك
جويرية بعناد اكتر:لا مش هتوجعني و مش هاكل الاكل ده حتي لو فضلت هنا في المستشفي مش هاكل الاكل الا طعمه وحش ده
بصلها يوسف بغيظ و بعدين فكر ازاي يخليها تاكل ده حتي وافقت تفضل في المستشفي بس ما تاكلش فضل شوية يفكر لحد ما وصل لفكرة بما ان جويرية شبه الاطفال فاكيد لو اتعامل معها زي الاطفال هيقنعها وواي يقنع الاطفال غير الحلويات الا هم بيحبوها فبص يوسف للجويرية و اتكلم
يوسف بمهدنة:طيب ايه رايك لو كلتي هجيبلك اي حاجة حلوة انتي بتحبيها
جويرية بفرحة طفولية:بجد
يوسف باتسامة علي طفوليتها:بجد طبعا اقوليلي انت عايزة ايه و انا اجيبهولك بس تاكلي
جويرية بتفكير:اممممم عايزة ميلك شيك
يوسف:و ماله هجيب بس سكت و بعدين اتكلم باستغراب :نعم انت اقولتي عايزة ايه
جويرية ببراءة:ميلك شيك ايه متعرفوش
يوسف بهدوء ظاهري:انت اقصدك الميلك شيك الا باللبن الا الاطفال بيشربوه
جويرية:اها
يوسف بغيظ:دك اوه و ده اجيبه منين انشاء الله
جويرية ببساطة:هتجيبه منين يعني من اي كافيه تدخل و تقوله عايز ميلك شيك هيجبهولك شفت سهلة ازاي
بصلها يوسف بغيظ اشد و بعدين استغفر في سره كذا مرة عشان يهدء و بعدين اتكلم بهدوء
يوسف:طيب هو لازم ده يعني شوفي حاجة تانية احسن
جويرية بتذمر:لا انا عايزة ده انت اقولتلي هتجيب الا انا عايزاه و بعدين مش المفروض اني محتاجة فيتامين ما هو ده فيه لبن يعني فيه فيتامين
يوسف بسخرية:لا تصدقي اقنعتيني يعني مفيش حاجة فيه فيتامين الا ده ما فيه حاجات تانية كتير
جويرية بطفولية:بس انا مش عايزة الحاجات دي انا عايزة ده يما خلاص بقا مش عايزة اي حاجة لا اكل و لاء ميلك شيك و مش هاخد الدواء و افضل هنا في المستشفي و
اقطعها يوسف بامر:بس اخرسي ايه خمسمائة كلمة في الدقيقة و بعدين كمل و هو بيجز علي اسنانه:خلاص اتنيلي كلي و بعد ما تخلصي انا هجبهولك
جويرية:لا انا هاكل و انت تروح تجيبه
يوسف بسخرية:لا ناصحة يا بت انت عايزني اسيبك و اديك الامان انك هتاكلي ده انا مسافة ما هخرج هترميه
جويرية بسرعة: ايه ده عرفت منين و بعدين انتبهت للالا اقالته و اتكلمت بتوتر:اقصدي انا مستحيل اعمل كدة ده انا مصدر ثقة
يوسف بسخرية:انت هتقوليلي جربتها انا الثقة دي و النهاية ايه شوفي احنا موجودين فين بسبب اني وثقت فيك و سيبتك لوحدك
جويرية ببرود:و الله محدش قالك تسيبني لوحدي فدي مشكلتك مش مشكلتي

ما بين سحر الحب وكبرياء الانسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن