*حتي أقتل بسمة تمردك*
الحلقة (4):
-مين كوكو دي ؟؟
نظر"عمر"إلي أخيه مرتعدا و هو يفكر كيف سيخرج من هذا المأزق الذي وضعته به شقيقته ، بينما أدركت"عبير"حجم الكارثة التي ستحدث نتيجة إنفلات لسانها ..
و في وسط تلك الأجواء المشحونة بالتوتر تصاعد رنين هاتف"عز الدين" .. أخرج هاتفهه من جيب كنزته ليجد المتصل"خالد"فأجاب:
-الو يا خالد !
بينما إستغل"عمر"الفرصة فقال و هو يفر راكضا إلي غرفته:
-طيب انا طالع انام تصبحوا علي خير.
فيما إنسحبت"عبير"خلفه سريعا بينما أكمل"عز الدين"المكالمة:
-في حاجة و لا ايه ؟ .. اومال بتتصل ليه في الوقت ده ؟ .. اه .. اه .. انت قولتلها كده يعني ؟ .. متاكد انها عارفة ؟ .. طيب .. طيب يا خالد خلاص انا هشوف الموضوع ده .. يلا سلام.
أنهي"عز الدين"الإتصال ثم صعد الدرج و توجه إلي حجرة شقيقته ، طرق الباب ثم دلف يعدما أتاه صوتها سامحا له بالدخول:
-انتي مابترديش ليه علي خالد لما بيكلمك ؟؟
قال"عز الدين"ذلك بنبرة حادة موجها حديثه إلي شقيقته التي إنتصبت جالسة علي فراشها بينما أجابت متعلثمة:
-أاا انا انا .. اصلي كنت ككنت عازمة بنات صحابي انهاردة علي الغدا هنا و كنت مشغولة معاهم من الصبح و لسا شايفة الموبايل دلوقتي يا عز.
أومأ رأسه متجهما ثم سألها بجمود:
-طب و بالنسبة لميعادكوا انهاردة اللي علي الاساس متغقين عليه من يومين .. ايه اللي خلاكي تطنشيه بقي ؟ عشان صحابك ! بتفضلي شوية بنات زي دول علي خالد ؟!
إرتبكت فأقسمت كاذبة:
-و الله نسيت خالص نسيت بجد و مع ذلك بردو انا هتصل اعتذرله.
-يبقي احسن بردو.
قال ذلك بقسوة ثم تابع محذرا:
-كلها فترة قصيرة و هتتجوزي خالد .. مش عايز ده يتكرر تاني يا عبير .. مش عايز اسمع شكوة من خالد عنك مرة تانية حتي لو كانت عن شيء تافه مفهوم ؟؟
أومأت رأسها في إرتباك بينما غادر أخيها غرفتها يتبعه ظله الغاضب ، فتنفست الصعداء و هي تسب و تلعن و تحقد علي"خالد" ... !بعد مرور شهر كامل علي مكوث"داليا"بعملها في شركة الـ"نصار"للنقل البحري ، إعتادت علي أشياء كثيرة منها تقلب مزاج رب عملها القاس المتغطرس ، علي الأقل إستطاعات تحديد صفاته السيئة و الطيبة و عليها وجدت ثمة طرق سلسة للتعامل مع كل صفة و تعلمت أيضا متي تخوض في الحرب معه و متي تنسحب ، فلو بلغت المسألة حد كبريائها أو كرامتها تشد عتادها و تقف بوجهه و لأنه كعادته يهوي فرض سيطرته و لأن الإستسلا بقموسه محال عندما تشعر بالكفاية في أي نزاع بينهما تنسحب سريعا قبل أن يفقد أعصابه و بقايا تعقله مع الإيناث ..
كان ظهرا باردا من أيام ديسمبر حيث آشعة الشمس الخفيفة المنبثقة من نوافذ شركة الـ"نصار"تتراقص في أرجاء غرفة الإجتماعات التي وضعت بها طاولة طويلة إلتف حولها عملاء و موظفون يترأسهم"عز الدين"الذي أصرف"داليا"إلي مكتبها لعدم حاجتة لها بقية الإجتماع ..
إجتازت"داليا"الردهة المؤدية إلي مكتبها ثم إلتقت بزميلها"عماد"فتوقفت قليلا و إبتسمت له تحييه ، رد لها التحية قائلا:
-اهلا يا داليا .. ايه الاجتماع خلص و لا ايه ؟؟
-لا يا سيدي لسا ما خلصش انا اللي دوري خلص لحد كده.
أجابته"داليا"ثم تابعت سيرها إلي مكتبها فلحق بها قائلا:
-شكل الباشا بتاعنا مزاجه زفت انهاردة.
جلست"داليا"خلف مكتبها ثم قالت موافقة:
-اه عندك حق مزاجه زفت اوي .. لاحظت كده اوي بالذات لما شاف الانسة اللي اسمهااا اه جومانة خطاب.
قال"عماد"علي الفور:
-اهي انسة جومانة خطاب دي اكتر ست بيحترمها مستر عز الدين شوية.
-طب ايه اللي حصل يعني ؟ مش طايقها دلوقتي كده ليه ؟ دي المفروض اهم عميلة في الشركة.
-اصلها كانت عايزة تدبسه في جواز بعلاقة يعني و كده.
تضرجت وجنتا"داليا"بحمرة الخجل و لكنها تابعت سؤالها:
-طب و انت عرفت الحكاية دي ازاي ؟؟
أجابها بصوت خفيض:
-رانيا عزيز دي أكبر رغاية في الدنيا كلها تبقي عميلة بردو عندنا في الشركة ده غير انها انتيمت جومانة كمان عايز اقولك ان الخبر مابيبتش في بؤها يوم عشان كده جومانة استغلتها و حكتلها التفاصيل بهدف ان الاخبار تنتشر عنها هي و عز الدين بعد ما قطع علاقته الودية بيها نهائي لما اكتشف لعبتها اللي كانت عايزة و توقعه بيها في شبكة الجواز مسكينة هي اساسا كانت فاكرة انها تقدر تعمل اللي ماقدرتش و لا واحدة قبلها تعمله.
-جايز سلوكها ماكنش عاجبه يا عماد و بعدين هو اكيد مش هايعيش باقي عمره راهب لازم هيتجوز لو ماكنتش هي هتبقي غيرها.
هز"عماد"رأسه بقوة مؤكدا:
-لالالالا مستحيل .. عز الدين نصار ! .. مش ممكن.
سألته"داليا"مستغربة:
-هو ايه ده اللي مستحيل و مش ممكن ؟؟
-مستحيل عز الدين نصار هيتجوز دي حاجة اكيد مستحيل تحصل.
قال ذلك ثم سألها:
-عمرك شفتي حد نط من الدور الـ 50 و نزل سليم ؟؟
فأجابت:
-لأ !
-عمرك شفتي انسان ماشي علي وش المايه مثلا ؟؟
-لأ !
-اهو فكرة ان عز الدين نصار ممكن يتجوز دي زيها زي الافكار المستحيلة دي.
-يسلام ! و ليه ده كله يعني ؟؟
تنهد"عماد"قائلا:
-ياااه .. دي حكاية طويلة اوي و تقريبا كل الناس عرفاها.
-شوقتني حكاية ايه دي ؟؟
صمت"عماد"لبرهة و كأنه يفكر ثم قال:
-هحكيلك .. بس اوعي تتكلمي مع حد خالص في الموضوع ده .. تسمعي مني و بعدها كانك ماسمعتيش اي حاجة ماشي ؟؟
-ليه كل ده بس ! هو انت هتقولي سر الخريطة ؟!
-الموضوع ده حساس جدا بالنسبة لـ عز الدين .. الكل عارف اه بس محدش بجرؤ يتكلم و يحكي في اللي فات تاني و بالذات هنا.
أومأت"داليا"رأسها تحثه علي الحديث قائلة:
-ماشي يا سيدي احكي بقي و انا مش هتكلم.
بينما سألها:
-تسمعي عن كاميليا فهمي ؟؟
رددت"داليا"الأسم في شرود:
-كاميليا فهمي !
ثم هبت قائلة:
-اه عارفاها .. الممثلة.
-اهي دي بقي يا ستي تبقي والدة عز الدين نصار.
إتسعت عيناها بذهول قائلة:
-ايه ده بجد ؟؟
أومأ رأسه مؤكدا كلامه فيما كان ينظر إليها قائلا بجدية بالغة:
-ايوه بجد .. بس الحقيقة انه مش بيعتبرها امه بالعكس ده بيكرهها جدا من صغره تقريبا متبري منها حتي اسمها مش بيطيق يسمعه.
-يا خبر ! ليه ؟ ليه كل ده ؟؟
ثم نظرت إليه بعينين حزينتين مذهولتين و كأنها تستجديه أن ينفي ذلك و لكنه أكد بقوله:
-كل اللي قلتهولك ده حصل فعلا .. الحكاية بدأت من زمان من يجي 16 سنة كده ايام ما كان لسا عايش فريد بيه والد عز الدين .. ساعتها مدام كاميليا كانت صغيرة اوي و حلوة اوي كانت بردو مهووسة بالتمثيل و بتحلم بالشهرة مشيت بقي في الموضوع ده من ورا جوزها لحد ما اتعرفت علي منتج كبير تقريبا .. اتضطرت وقتها انها تتنازل عن حاجات كتير اوي عشان تحقق الشهرة اللي كانت بتحلم بيها و فجأة في يوم كانت سايبة البيت و راحت عشان تعيش معاه .. فريد بيه كان عاقل ساعتها لو كان اتهور كانوا ولاده الـ 3 هيضيعوا من بعده خصوصا انهم كانوا صغيرين و مالهمش حد اكبرهم عز الدين وقتها كان عمره 17 سنة تقريبا و طبعا شهد علي كل اللي حصل ده و من ساعتها و هو بيكرهها تقدري تقولي عقدته في الصنف كله مابقاش عنده ثقه في اي ست عمره ما حب اطلاقا لكن حياته ماكنتش نضيفة يعني طول السنين من مميزاته انه محبوب اوي خصوصا من الستات فلما كانت بتجيله الفرص ماكنش بيضيع وقت كان بيستمتع بوقته يعني .. و بس يا ستي هي دي كل الحكاية.
توقف"عماد"لحظة طويلة ثم نظر إلي وجهها ليري تأثير كلماته عليها ، بدت هادئة مندهشة جدا ثم قالت بعد صمت طويل:
-مصدومة .. بجد مش عارفة اقول ايه ! .. بس علي الاقل بعد الكلام ده قدرت افهمه شوية.
هزت رأسها ثم تابعت:
-شكله معقد فعلا !
إنهمكت"داليا"في عملها خلال الأيام التالية مستخدمة أجمل مكتب شاهدته في حياتها و لكنها فكرت .. أن جمال المكتب لا يضاهي أبدا جمال من منحها إياه ، كانت دائمة التفكير فيه ، لم يفارق ذهنها أبدا ، أخذت تتساءل في نفسها .. هل يعيش هذه الحياة منذ فترة طويلة حقا ؟ أحقا لم يذق طعم الحب في صباه أو شبابه ؟ كيف إستطاع أن يحصن نفسه ضد النساء بل ضد الوقوع في الحب طيلة هذه السنوات ؟ كيف و هو المحبوب الذي تلتف حوله جميع الجميلات ؟ و كيف هو قادر علي التصرف بإنسانية و حرارة عاديتين ؟ ..
أنت تقرأ
حتى اقتل بسمة تمردك...للكاتبة مريم غريب💖
Любовные романы-متمردة؟! -نعم متمردة .. كحلم ضاع من بين أجفانك .. كقبلة تاهت من بين شفاهك .. ككل شيء أردته فتمرد عليك. -و لكني دائما أحصل علي ما أريد .. مثالا .. أنت. -لم تحصل علي .. ألم أقل لك أنني متمردة ؟.. متمردة بكبريائي الذي حطم رغبات العشاق .. متمردة بدلالي...