*حتي أقتل بسمة تمردك*
الحلقة (11):
إنعقد لسانها خوفا و دهشة فترنحت قائلة:
-هيغم عليا تاني يافندم.
أمسك رأسها بقوة و أحناها إلي الأمام قائلا:
-مش هيغم عليكي اتنفسي .. اتنفسي و اعصابك هتدا بسرعة.
و من الغريب أن لمسة يده إستطاعت أن تعيد إليها هدوءها و بعد لحظات قال:
-اللي قولته مش عرض عاطفي يا داليا خليكي فاهمة ده كويس .. ده بس مجرد اتفاق قصير المدي زي ما بيقولوا و اوعدك انه مش هيكون اتفاق وحش ابدا.
كانت لا تزال غير مستوعبة ما سمعته بأذنيها لذلك لم تنتبه لعبارته السابقة فقالت لاهثة:
-ارجوك .. استني عليا شوية يافندم.
-انا في الانتظار.
قال بهدوء بينما إنتظرت"داليا"حتي زال وقع المفاجأة عنها ثم نظرت إليه و قالت بأنفاس متقطعة:
-حضرتك قلت ايه بقي ؟؟
-قلت تتجوزيني ؟؟
إبتلعت ريقها بصعوبة ثم راحت تردد كلمة"لأ"بلا وعي فقاطعها بحزم:
-مافيش داعي للصدمة و اللخبطة دي كلها يا داليا ..اهدي عشان نقدر نوصل لاتفاق.
-اتفاق !!
هتفت في دهشة فأومأ رأسه قائلا:
-اه اتفاق .. قلتلك انا مش بعرض عليكي الحب.
جف حلقها و شحب وجهها فسألته:
-مش فاهمة ! حضرتك تقصد ايه ؟؟
لاحظت"داليا"لمعانا خاطفا في عينيه عندما أجاب قائلا:
-اقصد انك عجباني يا داليا .. و باين كده من تصرفاتك انك بترسمي علي تقيل شوية لكن كله الا الجواز انا هتجوزك اه بس بعقد مش رسمي و طبعا محدش هيعرف .. صحيح انا ماوعدكيش بالجواز الرسمي بس انتي بنت حلوة .. و ممكن تقدري تخليني اغير رأيي.
قال ذلك و هو يتفرس فيها بجرأة ، بينما فاجأها بكلامه بحيث لم تجد وسيلة للتعبير عن غضبها العارم سوي أن ترفع كفها بإتجاه خده الصارم و تصفعه ، و لكن الصفعة لم تحدث ، إذ أنه أمسك يدها و هي في الهواء و أعادها إلي مكانها بحزم قائلا:
-اهدي.
ثم أضاف بحدة بعدما جذبها إليه بقسوة و أطبق ذراعيه عليها:
-خلاص كفاية تمثيل بقي .. كنتي عايزة توصليلي مشاعرك عن طريق الموظفين و اديني عرفت كل حاجة و فعلا لفتي نظري عجبتيني و حطيتك في دماغي ده غير اني بعرض عليكي الجواز هو صحيح مش جواز رسمي بس معملتهاش مع واحدة قبلك خالص عايزة ايه تاني بقي بعد ما نجحت خطتك ؟ ايه غيرتي رايك فجأة ؟ خايفة و لا انتي اصلا متعودة علي الشباب الطايشين و انا راجل ناضج كلمتي واحدة و مبهزرش مش عاجبك !!
نظرت إليه في صدمة فأنفجرت بوجهه و قد نفذ صبرها:
-انا ماليش دعوة بأي كلمة اتقالت عننا هنا في الشركة الناس هما اللي ألفوا القصص من يوم وفاة امي فسروا مساعدتك ليا تفسير غلط .. و بعدين لازم تعرف حاجة مهمة اوي انا مش في نيتي خالص اني اربط اسمي باسمك ببساطة لاننا مستحيل نندمج سوا علي اي حال.
ثم أضافت بإستياء:
-انا كنت بحاول كتير احترمك و ابصلك من زاوية تانية مختلفة علي امل اني الاقي فيك فضيلة او جانب واحد انساني لكن للاسف .. انت فعلا عز الدين نصار اللي بيقولوا عليه .. الراجل القاسي اللي معندوش قلب اللي مابيهتمش لامر حد مش عز الدين نصار اللي رسمته في خيالي و اللي كنت بحترمه فعلا لكن لحد امبارح بس.
كانت عواطفها تتصارع بداخلها ، بينما تقلصت عضلات وجهه بغضب و هو يقول:
-داليا ! كفاية قلتلك شيلي قناع الانفعال و العصبية ده و اتعاملي معايا بنفسك الحقيقية .. قوليلي انتي عايزاه ايه بالظبط هسمعك و هنتفق كل ما قصرتي اسرع كل ما هنقرب لشروط اتفاقنا اسرع.
رمقته في خيبة ثم قالت بإشمئزاز:
-انا مش مصدقة .. انت فعلا مش محترم يافندم.
-و انتي غبية.
هتف بحدة ثم تابع في غضب:
-دي مش نكتة و لا لعبة يا انسة .. اللي بنعمله دلوقتي ده مش هزار و ماتتعشميش في صبري كتير مهما كان طويل مسيره يخلص فأحسنلك تقصري زي ما قلتلك.
هزت رأسها في مرارة غير مصدقة ثم إستدارت مسرعة و إتجهت إلي الخارج مهرولة و دموعها تنهمر بغزارة علي وجنتيها ... !
![](https://img.wattpad.com/cover/158050514-288-k756176.jpg)
أنت تقرأ
حتى اقتل بسمة تمردك...للكاتبة مريم غريب💖
Romantizm-متمردة؟! -نعم متمردة .. كحلم ضاع من بين أجفانك .. كقبلة تاهت من بين شفاهك .. ككل شيء أردته فتمرد عليك. -و لكني دائما أحصل علي ما أريد .. مثالا .. أنت. -لم تحصل علي .. ألم أقل لك أنني متمردة ؟.. متمردة بكبريائي الذي حطم رغبات العشاق .. متمردة بدلالي...