الحلقة (6)

21.2K 528 4
                                        

*حتي أقتل بسمة تمردك*

الحلقة (6):


عندما إستعادت وعيها كانت مستلقية علي فراش صغير يلفها غطاء قطني رقيق ، حاولت أن تتذكر ما حدث ، تحركت قليلا ، أحست بأوجاع تضرب رأسها و بحبيبات من العرق البارد تتجمع بقوة علي جبينها ، لكنها إستجمعت قواها و فتحت عيناها ، كانت غارقة في الظلام و الرؤية مشوشة ، فعادت تغوص من جديد بغيبوبتها حيث توالت الأحداث و التفاصيل علي عقلها ، أخذت تسترجع كل ما حدث ، كل الأشياء إجتمعت بحلم ، حلم سيء ، حلم مجنون ..
تأملت فكرة وفاة والدتها فأعتراها ألم قوي و بدأت تجهش بالبكاء و رأسها علي الوسادة بينما سمعت همس بأذنيها:
داليا .. سلامتك يا حبيبتي .. قومي يا داليا .. قومي بقي متتسبينيش لوحدي انتي كمان.
فتحت عيناها من جديد مع توالي شهقاتها المستمرة فوجدت شقيقتها"ياسمين"تجلس قربها علي حافة الفراش ، كانت ترتدي الثياب السوداء بينما إنتفضت "ياسمين"بعنف و هي تهرع إلي حضن شقيقتها باكية ثم قالت:
-ماما .. ماما ماتت يا داليا .. ماتت .. و انتي غيبتي عني يومين انا كنت لوحدي يا داليا .. كنت خايفة اوي ماتسيبينيش تاني.
هدأت"داليا"قليلا إذ إستطاعت أن تكف عن البكاء من أجل شقيقتها و بجهد كبير إنتصبت نصف جالسة علي الفراش ثم إحتضنت شقيقتها قائلة:
-خلاص يا ياسمين اهدي .. انا هنا .. انا معاكي خلاص.
تركتها"داليا"تبكي علي سجيتها فيما أطلقت لدموعها العنان في صمت و لما هدأت شقيقتها إبتعدت عنها قليلا فسألتها"داليا"بثبات:
- ايه اللي حصل ؟؟
أجابتها"ياسمين"و شفتاها ترتجفان:
-رجعت من الكلية .. و دخلت اوضتي غيرت هدومي بسرعة و بعدين روحت لـ ماما عشان اغديها و عشان اديها الدوا .. كنت فاكراها نايمة.
قالت بوهن دامعة العينين ثم تابعت:
-حاولت اصحيها كتير لكن .. لكن ماصحيتش .. كشفت عليها و انا خايفة تكون.
صمتت قليلا ثم هتفت باكية:
-اتصلت بيكي و قلتلك لكن لما سمعتي الخبر مني سكتي و ماتكلمتيش.
-انا جيت هنا ازاي يا ياسمين ؟؟
قالت"داليا"متسائلة فأجابت شقيقتها:
-لما كنت بكلمك و ماردتيش عليا زي ما قلتلك رد عليا واحد عرفت بعد كده انه مديرك سألته عنك فقالي انك وقعتي و اغم عليكي فجأة حاول بفوقك لكن الاغماءة كانت شديدة عرفت بردو بعد كده من دكتور زميلي هنا في المستشفي انك اتعرضتي لضغط نفسي شديد عشان كده فضلتي فاقدة الوعي الكام يوم دول.
تابعت"داليا"سؤالها قائلة:
-قصدك يعني ان مديري هو اللي جابني بنفسه هنا ؟؟
أومأت"ياسمين"رأسها ثم قالت:
-ايوه .. انا قلتله يجيبك هنا و اديته العنوان بصراحة هو ماقصرش خالص .. لما جابك اصر انه يقعد شوية لحد ما يطمن عليكي و كمان دفع مصاريف المستشفي.
ما أن تفوهت"ياسمين"بجملتها الأخيرة حتي إندفعت"داليا"في إنفعال قائلة:
-ازاي يا ياسمين ؟ ازاي تخليه يدفعلي مصاريف المستشفي ؟؟
-يعني كنت هعمله ايه بس يا داليا كان مُصر.
تنهدت"داليا"بثقل و عندما قفزت صورته برأسها أغمضت عيناها بشدة محاولة طرده من ذهنها ...




حتى اقتل بسمة تمردك...للكاتبة مريم غريب💖حيث تعيش القصص. اكتشف الآن