الحلقة ٣٩ ...ليالي (الوجه الآخر للعاشق )
نظرت له نظرة طويلة وقالت :-
_ انا موافقة
بس لو الولد حصله حاجة موتك هيكون على إيدي
ابتسم هشام بعدم تصديق وهتف بسعادة :-
_ انا مش مصدق ، يعني خلاص يا حبيبتي
ثم تابع عندما رأى الاستنكار على وجهها من لفظه كلمة "حبيبتي"
الولد في حضّانة تانية ما تقلقيش عليه وهيخرج بعد كام يوم ، يلا نروح للمأذون دلوقتياعترضت بحدة :-
_ أنت اتجننت ، اختي لسه ميته وانا أروح أتجوز !! ، لسه شوية
تأفف بحنق ورد بعبوس :-
_ لسه هستنى كام يوم كمان
أجابت بغموض :-
_ ما تستعجلش أوووي كدا ،محدش عارف بكرا فيه إيه*******************************
عادت إلى منزلها وهي فتاة أخرى ، عادت يتيمة بلا أحد تماماً ، كآخر غصن في شجرة عاجفة عقر جوفها عن الانبات ، عادت بقلب قد ترك موجات العشق وغرق بموجات الانتقام ...نعم ستنتقم
دلفت إلى المبنى ورأتها سما الصغيرة وهي تلهو مع الاطفال في الطريق وركضت عليها ، ملست يد ليالي على رأس الصغيرة والذكريات تدب بصميم القلب ..وأين هي من الراحة بعد الآن ؟!!
تركتها الصغيرة وسرعان ما ركضت لأمها لتخبرها بمجيء ليالي ...عندما فتحت الباب على مصراعيه توقفت للحظات وطيف الماضي يركض حول الارآك والمقاعد ، أمام عينيها ، بداخل قلبها المعذب
هذا المنزل كان في الماضي يأخذ هدوء من ذويه ....
أما الآن ، تصرخ الذكريات بأرجائه مطالبة بأحبائه ...أين هم ؟
وضعت يدها على عنقها وكأن يد نشبت مخالبها بجلد رقبتها بقسوة ، اجهشت بالبكاء ثم توقفت وقد أنتبهت لصوت طيب النبرة .....أتى عم محمد لها وبدأ حديثه بعتاب ولكن باغتته هي ببكاء وقالت :-
_ أمل ماتت يا عم محمد
تسمر الرجل مكانه من الصدمة وارتعش عصب فكيه بحزن وقال بذهول :-
_ ازاي !! حصل امتى الكلام ده !!!
تحدثت بألم :-
_ كانت تعبانة شوية ، ومارضيناش نقول عشان فرح أسماء وما نشيلكش فوق طاقتك ، وده قضاء الله
قال الرجل وسط صدمته من هذا الخبر :-
_ لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله ، هي كانت تعبانة أوووي كدا ؟
جلست ليالي تشهق من البكاء المتزايد حتى اقترب الرجل منها وقال بحنان أبوي :-
_ ده قضاء ربنا يابنتي مش هنعترض عليه ، بس كان لازم أعرف ، ماكنش ينفع تبقي لوحدك في موقف زي ده
اجابت وهي تمسح وجهها وعينيها الشديدة الاحمرار :-
_ زي ما قولتلك كدا ماكناش عايزين نشيلك همنا ونسبب مشكلة عشان فرح أسماء وكدا ، هي كانت محجوزة في المستشفى وماطلعتش إلا على ال.....
لم تستطع أن تنطقها وبكت مرة أخرى ، ربت على كتفها الرجل ولمعة بعينيه دمعة حزينة على فراق هذه الفتاة الذي كان يعتبرها مثل ابنته
تذكر عمر وقال فجأة :-
_ انا هتصل بعمر بيه عشان أعرفه ، انا ما عرفتش اكلمه الايام اللي فاتت عشان سمعت أنه مشغول في خطوبته بالبشمهندسة ريهام وحتى ماكنش بيجي الشركة أد كدا ....
نهضت ليالي من الصدمة الذي لم يكن وقتها الآن ولم تنطق بحرف من الذهول ، كاد الرجل أن يتصل حتى صرخت فجأة :-
_ لأ ، ما تتصلش بيه
تعجب الرجل منها ثم تابعت بحدة هي :-
_ لما يبقى يسأل ابقى قوله يا عم محمد ، مش عايزين نزعجه
فكر الرجل قليلا ثم قال :-
_ خلاص يابنتي زي ما تحبي
خرج من المنزل وسقطت هي باكية وتكتم دموعها حتى لا تصرخ وقد المها كثيرا ما فعله وقررت أن لن تقول له أي شيء ، لو كان احبها بصدق لم يكن ليفعل ذلك مهما كان الآمر .....
أنت تقرأ
ليالي.. الوجه الاخر للعاشق..الجزء الأول .. للكاتبة رحاب إبراهيم ❤️❤️
Romanceليالي.. الوجه الاخر للعاشق..الجزء الأول وحوش لا تعشق... الجزء الثاني للكاتبة المبدعة رحاب إبراهيم 💞💞 دافع عنها لشيء ...... وعاد لينتقم لنفس الشيء .... كيف يتحول عاشق الى منتقم بهذه السهولة ؟ كيف ستواجهه هذه المسكينة شراسته بضعفها المؤلم هذا؟ ر...