الحادية والعشرون

43.5K 1.2K 10
                                    

الحلقة الحادية والعشرون ..ليالي (الوجه الآخر للعاشق)

ابتسمت لمزاحه ومرحه وبدأت تتعامل مع الحاسوب بقلق وتوتر وحاول هو أن يجعلها تطمئن أكثر من ذلك ، مضى بعض الوقت وهو يوجهها ويشرح بعض بدايات التعامل مع هذا الجهاز
تنهدت بضيق وهي تنظر له وقالت بعبوس :-
_ اظاهر مافيش فايدة ، انا مش حاسة إني فاشلة
سارع هو باعتراض واوضح قائلًا:-
_ احنا لسه بنقول بسم الله ، انتي لحقتي تيأسي !!
اجابت بتقطيبة وقد رفعت يدها عن ازرار الحاسوب :-
_ بقالنا ساعة وانت شرحت حاجات كتير وبحس اني فهمتها بس لما باجي اطبق بفشل رغم إنك بتجربها قدامي الأول !!
ابتسم بهدوء وقال :-
_ ماتستعجليش هتتعلمي كل حاجة وكل شيء بياخد وقته
ثم تابع بمكر :-
_ وبعدين انا مش مستعجل حتى لو هنفضل كدا للسنة الجاية
صوبت نظرتها على الحاسوب مجددًا وتجنبت نظرته المعترفة التي اربكتها ثم نهضت وقالت بتساؤل:-
_ بقولك إيه تشرب قهوة ؟ 😕
اشاج وجهه عنها وهو يكتم طيف بسمة كادت ان تتسع من طفوليتها الظاهرة ثم قال بلهفة :-
_ يااااااريت بجد
استدارت ليالي وخرجت من المكتب إلى غرفة الكافيتريا وبدأت بأعداد فنجان قهوة "مضبوطة " صادف إنه يحبها هكذا .....
عادت بعد دقائق إلى المكتب ووضعت الفنجان أمامه ثم جلست في مقعدها ونظرت للحاسوب بكره مما جعل ابتسامة عمر تتسع وهو يرتشف من قهوته بعض القطرات وقال بمرح :-
_ انا لو مكان اللاب وبتبصيلي كدا هكره نفسي 😂
اجابت بمقت حانق :-
_ هتشرح حاجة تاني ولا كفاية كدا النهاردة ولا إيه ؟
نظر لها برقة ثم اجاب بلطف :-
_ كفاية كدا النهاردة عشان ما تتلغبطيش ، خلي اللاب معاكي واقعدي طبقي كل شوية لحد ما تتعلمي ، التكرار بيعلم الشطار
اجابت بقلق :-
_ هي هايدي عارفة إني هشتغل هنا ؟
ردّ عمر بتأكيد :-
_ اكيد تامر قالها بعد ما خرج من هنا ، انتي ما تعرفيش إنها خطيبته ولا إيه ؟
اجابت ليالي بهدوء وقالت :-
_ اه عارفة ، بس عشان ما تسألش على مكاني وكدا
طمئنها عمر وقال :-
_ ما تقلقيش من أي حاجة ، انا عارف بعمل إيه ،وعلى فكرة لو فضلتي مع هايدي عمرك ماكنتش هتتعلمي ولو قعدتي ١٠سنين
هزت رأسها بموافقة :-
_ ايوة فعلا ، مش عارفة ليه بتعاملني كدا ؟!
نهض عمر واقترب من نافذة مكتبه وقال :-
_ نادراً لما تلاقي حد يساعدك من غير مقابل ، عشان كدا لازم تساعدي نفسك
نظرت له خلسة ثم وجهت نظرتها لاتجاه آخر وقالت :-
_ طب وانت بتساعدني ليه ؟
سرحت عيناه وطافت الابتسامة على محياه وهو يقول :-
_ لسه ماعرفتيش !!
واستدار ليراها وقد امتقع لونها من الخجل عقب جملته الآخيرة وتابع :-
_ مع الوقت هتعرفي كل شيء لوحدك ، انا مستني الوقت المناسب بس ، اصلك بصراحة صغيرة أووي 😄
مطت فمها بتذمر واخذت اللاب توب وابتعدت لطاولة بعيدة عن مكتبه خاصة بدراسة التصميمات وتظاهرت بالاندماج في العمل ولكن ذهنها مشتت تمامًا في كلماته ، راقبها من بعيد بنظرة متسلية وتابع عمله هو ايضاً .

************************

عاد تامر إلى مكتبه وهو يستشيط من الغيظ ، ضرب على مكتبه بقوة وقال بشر :-
_ انا سكت كتير بس مش هسكت اكتر من كدا
التقط هاتفه وضغط على رقم هشام ، اجاب الآخر بتأفف
_ خير ؟
تحدث تامر بغيظ وانفعال وقال :-
_ انت عمال تقولي كله تمام تمام والبت اياها جت اشتغلت عند اخوك في الشركة وشكلها هتسيطر
اجاب هشام بذهول وقال بغضب:-
_ اشتغلت في الشركة ازاي يعني ؟! ومن امتى الكلام ده ولا هي اشتغلت فجأة ؟!
تلعثم تامر في الاجابة ثم قال بمكر :-
_ انا ما رضيتش اقولك عشان عارف إنك متهور وهيبان إني انا اللي قولتلك وهتخلي شكلي وحش قدام اخوك لكن البت دي يتخاف منها
هتف هشام بعصبية :-
_ أول مرة احس إنك غبي يا تامر ، لكن إزاي اشتغلت وهي ...
اجاب تامر سريعا :-
_ قصدك عشان موضوع الحمل يعني ، طب وايه يعني ! ،وبعدين هايدي قالتلي إنها كانت بتصدع وبتدوخ وهي بتشتغل كتير ، انا متأكد إن في دماغها حاجة
صاح هشام بغضب وهو يطرق على حافة مقعد أمامه وقال :-
_ بنت ال ....، بس انا هخليها تتحايل عليا عشان ارضى اتجوزها ، هي فاكرة انها ذكية ،خلينا نشوف مين اذكى من التاني
اغلق الهاتف بغضب وهو يتوعد لأمل بالشر ، اما تامر جلس على مكتبه وهو يبتسم بشماته وقال :-
_ انا اسف على اللي هيحصلك ،بس انتي اللي جبتيه لنفسك

ليالي.. الوجه الاخر للعاشق..الجزء الأول .. للكاتبة رحاب إبراهيم ❤️❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن