47

38.9K 1.1K 53
                                    

الحلقة ٤٧.... ليالي (الوجه الآخر للعاشق )

رأت نور سيارة يأتي وترجل منها شبح أسود وسط الظلام ، دق قلبها بعنف وخوف من أن يكون هو ......
خياله يقترب قبله ولكن ضي القمر اوضح وجه غريب لشخص لم تراه من قبل ...قال باسم ببطء وهو يراقب صراخ الصغير بين يديها :-
_ انتي بتجري كدا ليه ؟
تنفست الصعداء ثم قالت بحدة :-
_ وانت مالك هو انت تعرفني ؟
نظر باسم للقصر القريب وللصغير وربط الاحداث ببعضها بعد أن أخبرته ريهام بما فعل عمر ...اجاب باسم بهدوء :-
_ انتي ليالي ..صح ؟
بلعت ريقها الجاف وهمت بالذهاب ولكن باغتها باسم بالقول :-
_ عمر جاي في الطريق ، بس هو بعتني لهنا عشان اشوف ادم على ما يوصل ...
قالت وقد اندهشت من الآمر ثم قالت :-
_ ابني تعبان ومش لاقي حد يجيبله حتى دكتور ، كنت هسيبه أزاي ؟!

تنهد باسم بشفقة وقال :-
_ طب اتفضلي معايا هنروح لدكتور أطفال  دلوقتي ولا تحبي تخليكي أنتي هنا واروح انا ؟
اومئت بالنفي واجابت :-
_ لا هروح طبعا ، مش هرتاح غير لما اطمن عليه
اشار باسم للسيارة الذي عبارة عن سيارة اجرة ولكن من الظلام حولها لم تتعرف ماهية السيارة التي أمامها ....

****************************

بعد أن اختار البعد لعدة أيام متظاهراً بضرورة السفر لاجتماع هام يخص العمل ، ولكن في حقيقة الآمر أنه ابتعد لأنه لا يستطيع أن يراها هكذا وهي تتألم بهذا الشكل ويكابر أن يرق وكل شيء لا يقول غير أنها كاذبة .....وبمجرد أن علم بمرض الصغير اتصل بصديقه باسم على الفور حتى يسرع قبله الى القصر ولم يأمن لشخص آخر أن يذهب لقصره في هذا الوقت غير صديق عمره ......
قاد سيارته بسرعة عالية متوجها إلى القصر ولحسن ألحظ أن سفر كان بداخل البلاد ولم يكن خارجياً ......

*****************************

في احد عيادات أطباء الأطفال ....
بعد أن فحص الطبيب الطفل وأعطى له بعض الأدوية اللازمة ،طمئن ليالي عليه وأن هذه مجرد موجة منتشرة بين اكفال حديثي الولادة ولا يوجد داعي لكل هذا القلق الذي يصارع ملامحها ورجفتها المذعورة ...

أخذت ليالي "الروشته" من الطبيب وكادت أن تخرج من العيادة ومعها باسم حتى توقفت وقالت :-
_ انت قولتلي واحنا جايين على هنا انك صديق عمر من سنين
اجاب باسم بتعجب وتوجس :-
_ ايوة
تابعت حديثها بنبرة قوية بدأت في سيل التمرد :-
_ هطلب منك طلب ، واعتبرني اختك ،انا ماليش حد ، بس الطلب ده فيه كل الحقيقة 
نظر باسم بقلق واجاب :-
_ لو اقدر اساعدك مش هتردد لحظة
قالت بايضاح :-
_ الوقت مش متأخر أوي ، لسه الساعة ٩ ، اقدر ادور على مركز اشعة واعمل الاشعة بتاعتي ، وهستنى النتيجة ،ارجوك ما تقولش لأ
فكر باسم قليلا ولم يجيب حتى توسلت نبرة صوتها وهي تهدد بالبكاء :-
_ قسما بالله انا مظلومة ، انا تعبانة بجد وعندي مرض خطير ، انا هعمل اشعة قدامك وانت هتبقى الشاهد عليا بعد ربنا  ، يمكن ربنا بعتك ليا عشان الحقيقة تظهر
رد باسم بهدوء وقد اقتنع بحديثها :-
_ خلاص موافق ، وهقف جانبك بما يرضي الله يمكن تطلعي فعلا مظلومة واكون السبب في برائتك
قالت بأحراج :-
_ بس انا بصراحة مش معايا فلوس للاشعة وو
قاطعها بضيق :-
_ عيب ، انتي لسه قايلة اعتبرني زي اختك ، وما تقلقيش انا جاي وعامل حسابي
تنهدت براحة وقالت بامتنان :-
_ عمري ما هنسى وقفتك معايا ولا مساعدتك دي
اجابها  بتاكيد :-
_ من كلامك حاسس انك مظلومة ولو الاشعة ثبتت كدا هقف معاكي بكل قوتي ، انا عارف مركز اشعة قريب من هنا ، يلا عشان نروحه

ليالي.. الوجه الاخر للعاشق..الجزء الأول .. للكاتبة رحاب إبراهيم ❤️❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن