٦٠

47.3K 1.1K 11
                                    

الحلقة ٦٠.....ليالي (الوجه الآخر للعاشق )

بعد خروجه من المكتب توجه إلى روضة فهد وحاول أن يستعلم عن بيانات الصغير ولكن لم يصل لشيء ومؤشر الشك يزيد بشكل كبير ، فلماذا رفضت مسؤولة الروضة أعطائه أي معلومة ولو بسيطة عن فهد وبهذه الشدة إلا لو كان هناك شيء غامض !

تحدث مع فهد في مكتب المسؤولة وقد دنا لمقام الطفل ومرر يده على شعره بحب ...قال :-
_ وحشتني يا فهد ، مش عارف انساك من ساعة ما شوفتك آخر مرة ..
مط فهد فمه للأمام بتذمر ونظر له شذرا وهو يلهو بكورة صغيرة بيده وتمتمت بعض الكلمات الغير مفهومة ..حتى سأله عمر مستوضحًا :-
_ بابا اسمه إيه يا فهد ؟
حملقت عين الصغير في وجه عمر بإستياء طفولي ثم نظر لكورة يده ولم يجيبه ....زفر عمر بضيق وقال مجددًا :-
_ طب ماما اسمها ليندا ؟
قطب فهد حاجبيه وقال :-
_ لااالي
اقترب منه عمر أكثر وأشار له كي يكررها حتى قال الصغير بشكل هجومي غاضب وبدأ يصرخ :-
_ لاااااالي 😭
هتفت المسؤولة وقالت بإعتراض وهي تشير لأحد المشرفات :-
_ خدي الولد يا إيمي
اقتربت المشرفة "إيمي " وأخذت فهد للخارج وشعر عمر بالحيرة للعصبية الدائمة لهذا الطفل وقال :-
_ هو ليه دايمًا بيصرخ كدا !!  ، مش بشوفه هادي غير مع والدته بس
اجابته المسؤولة بحنق:-
_ انا بتأسف لحضرتك انا مش هقدر أديك أي معلومات عنه بس لو كان يهمك أمره ساعتها اقدر اقول أن الولد عصبي بشكل مش طبيعي ، دايما بيضرب الاطفال اللي حواليه وبيكسر أي شيء يشوفه وانا قلت لوالدته كدا ...
تنهد عمر بعمق وقال :-
_ بشكر حضرتك ...مع السلامة

خرج من الروضة وهي يختنق من الضيق وشعور يكتسح اعماقه ويؤكد أن هذا الفهد الصغير  ....ابنه

***************************

مرت ساعات العمل
انهت ليالي العمل واستعدت للذهاب ، فتحت باب المكتب لتخرج ولكن تقابلت عينيها مع نفس العينان التي تأسرها دائمًا في طوق من اللهفة والشوق لعشق قد مر عليه سنوات ورغم ذلك يشتعل أكثر ويلتهب بنيران قد التهمت جسور مقاومتها ....

كان الهواء يبدو شديد بالخارج من تحريك زجاج النوافذ بقوة محدثًا صوتٍ مزعج بعض الشيء ....قال بصوت اشبه بالهمس :-
_ هوصلك
بلعت ريقها بإرتباك لهدوئه المربك هذا ونظرته الدافئة ..غامت نبرتها في موج الاضطراب :-
_ مش ..لازم ، في ....
قاطعها بإقترابه ،واقتراب عينيه من عينيها وقال بنفس الهمس :-
_ قولتلك هوصلك ، مش هسيبك لوحدك

استعادت شيء من قوتها بصوت قوي قد صفع قلبها لتستيقظ من ضعفها هذا ...أردفت بثبات أو هكذا تظاهرت :-
_ اوك ، مافيش مشكلة
تحركت من أمامه وتوجهت للخارج ولكن سبقها وأغلق الباب وقال بمزيج من التوعد والهدوء الغامض :-
_ لو مخبية عليا حاجة قوليها ، لأني لو عرفت من نفسي عقابي مش هتتوقعيه ....
ضمت حاجبيه بغضب وهي تنظر له شذرا حتى باغتها قبل أن تتحدث وفتح الباب واشار لها بالخروج .....

ليالي.. الوجه الاخر للعاشق..الجزء الأول .. للكاتبة رحاب إبراهيم ❤️❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن